نددت و بشدة وزارة التربية الوطنية أمس بالوضع السائد في قطاع غزة جراء الأعمال الوحشية من قبل الصهاينة والذي دخل يومه الثامن وسط تعنت ولا مبالاة الإدارة الصهيونية من جهة، ومحاولة حصد المزيد من أرواح الأبرياء من جهة أخرى. ولم يتوان وزير التربية الوطنية ابوبكر بن بوزيد في إطلاق حداد شمل معظم المؤسسات التربوية المتواجدة على المستوى الوطني، تضامنا مع غزة الجريحة والصامدة أمام دبابات و الصواريخ الإسرائيلية في اليوم الأول من عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة. وكما كان منتظرا ومتوقعا دخلت جل الجامعات الجزائرية في حداد للغرض نفسه وبمليون طالب تقريبا بطلب من الاتحاد العام للطلابي الحر بغية نصرة المغلوب على أمرهم في قطاع غزة على غرار ما شهدته أمس جامعة العلوم السياسية والإعلام بعد الزوال كونها الجامعة التي تشهد كثافة عددية من الطلاب الأجانب لاسيما العربية منها، وبالأخص الفلسطينيين. ومن جهة أخرى شهد قصر الثقافة بالعاصمة أمس، إلقاء محاضرة نظمتها وزارة التربية الوطنية بحضور 300 تلميذ من مختلف ثانويات الوطن وعرفت هذه الأخيرة التعريف بجذور القضية الفلسطينية، تسليط الضوء على جرائم الاحتلال الصهيوني وتصوير حجم المعاناة التي يشهدها ويعيشها رجال ونساء وشيوخ وأطفال غزة بصفة يومية، غير أنهم صامدون لأن تكون فلسطين حرة وعاصمتها القدس الشريف. كما استحسن التلاميذ هذه الوقفة التضامنية مع غزة، وحملوا شعارات منددة بالاحتلال وكان من أهم تلك الشعارات أشهر مقولة التي يعتز بها كل جزائري ''الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". وفي سياق مماثل و كالعادة كلما تعلق الأمر بالقضايا العربية، تحركت الجامعة الجزائرية و بكل ما أوتيت من قوة هذه المرة قصد التعبير عن غضبها عما هو جاري بالقطاع ،وهو أمر غير جديد على الجامعة الجزائرية، فبعد دعوة لاتحاد العام الطلابي الحر الأسبوع الماضي، بعد اجتماع مكتبه التنفيذي وخروجه بنتيجة مفادها إقامة وقفة تضامنية سلمية واسعة، لمؤازرة سكان غزة، هاهو الآن يوفي بعهده بوقفة شارك فيها مليون طالب جزائري، شملت كل الكليات المتواجدة على مستوى التراب الوطني، على غرار الوقفة التي أقيمت زوال أمس بكلية العلوم السياسية والإعلام كونها الجامعة التي يتواجد بها عدد هائل من الطلبة العرب و خاصة الفلسطينيين وكان شعار الاتحاد العام للطلابي الحر في هذه الوقفة التضامنية ''أغيثوا غزة .. طلاب الجزائر مع غزة الصمود". وموازاة مع كل هذا وجه ذات الاتحاد نداء إلى كل الطلبة الجزائريين مفاده "أيها الطلبة الجزائريون.. أيتها الطالبات الجزائريات.. حرمتنا العطلة الشتوية من الالتقاء والانتفاض ومؤازرة إخواننا في غزة، ويا ليتها لم تكن عطلة، لكننا نعرف جيدا أنكم أصحاب السبق في الحراك والتفاعل مع قضيتكم المركزية القضية الفلسطينية، وما يحدث اليوم في غزة الإباء، في غزة العزة والطهر والنقاء من انتهاك علني في همجية إرهابية صهيونية، قد ترك في نفوسنا جرحا عميقا لا يزال ينزف مادام الدم الفلسطيني لم يجف بعد على أرض غزة الطاهرة". للتذكير فانه ليست هذه المرة الأولى و لن تكون الأخيرة التي تندد فيها الجامعة الجزائرية و مختلف التنظيمات الطلابية بجرائم الكيان الصهيوني الغاصب.