تتواصل عدوانية ومجازر الكيان الإسرائيلي الصهيوني علي المرابطين في غزة ليستمر مسلسل القتل الذي مارسه وسيمارسه هذا العدوالذي يعيش علي دماء الأبرياء العزل منذ إنشائه بقرار أممي علي حساب الحقوق العربية، إنها الوحشية والعدوانية في حرب ابادة بعد حصار منع كل أسباب الحياة عن العزل من غذاء ودواء وطعام وابسط الحاجات إنها آلة القتل التي لم ترحم فيهم طفلا ولا شيخا ولا امرأة فمع مرور كل لحظة تزداد قائمة الشهداء اتساعا والعالم يتفرج مع عجزه في إيجاد حل عادل لقضيته رغم المفاوضات واللقاءات والمؤتمرات وأخرها انابوليس الذي وعد بدولة فلسطينية قبل نهاية العام 2008 وهاهوالعام قد لفظ أنفاسه علي وقع المجازر والابادة التي تدمي القلوب وتعزز القناعة ان لا انتصار إلا بالمقاومة وما سواه هوعبث وملهاة ينبغي عدم التعويل عليه في استرداد الحق المسلوب هكذا علمنا التاريخ الذي ليس ببعيد، فلم يتناهي لأسماعنا ان احتلالا غادر من تلقاء نفسه دون مقاومة التي تسبق المفاوضات هذه الأخيرة ما هي الا محصلة للأولي. إن تعداد الأسباب التي استثمرها الصهاينة في اعتداءاتهم الوحشية وارتكابهم لهذه المجازر يصعب عدها في هذه العجالة لكن أهم ما يجمع عليه اغلب المحللين والمتابعين للشأن الفلسطيني هوذلك الانقسام الداخلي في التوجه والبرنامج بين الفلسطينيين أنفسهم فمنهم من يري في المفاوضات السبيل الوحيد إلي درجة ان بعض قيادات الكفاح المسلح قبل اوسلوانقلبت حتى علي ماضيها وتاريخها وباتت تسوق لهذا النهج لتصفه بأقبح الأوصاف مثل العبثية والحقيرة وعدم عسكرة الانتفاضة، والتباكي علي عذابات الاسرائليين وتجريم العمليات الاستشهادية. وحتي تصريحات منظري اوسلوتراهم في اوج المعركة يقول رئيسهم نريد السلام لنا وللاسرائليين وهذا ما لا يقوله قادة الإجرام المتكالبين على إراقة دماء الأطفال وما الي ذلك من التصريحات والمواقف التي تشبه الاعتذار من الضحية الي المعتدي. والفريق الثاني يؤمن بنهج الكفاح المسلح سبيلا وحيدا لاسترداد الحقوق والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه ماهي الأوراق الرابحة في يد المفاوض الفلسطيني؟؟؟؟ الأكيد لاشيء الا الفشل الذريع لهذا النهج فمنذ اتفاقيات اوسلوالموقعة سنة 1993 كم شبر تحرر وكم أسير حرر وكم حاجز اندثر الي غير ذلك من التساؤلات التي تطرح نفسها بالعكس ازداد عدد الشهداء وتهويد القدس وبناء المستوطنات والجدار العازل وبقاء اللاجئين مشردين في عديد الدول. ثاني هذه الأسباب إخفاق المجتمع الدولي في تحقيق الدولة الفلسطينية الموعودة القابلة للحياة والتي تعيش جنبا إلي جنب مع اليهود نهاية العام الحالي فجاءت حملة الابادة لتحول الأنظار عن هذه الوعود وتؤكد فشل نهج التفاوض سبيلا وحيدا . ثالث الأسباب هونهاية ولاية الرئيس الفلسطيني في التاسع من يناير وبالتالي الحيلولة دون ترك الفراغ لحركة حماس لملئه حسب الدستور الفلسطيني، وهوما ترفضه الأجندة لإقليمية الرافضة للحل العسكري المؤمنة بشعار السلام خيار استراتيجي السبب الرابع خارجي ويتعلق الأمر بالعراق الذي صار محتلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 2003 وبذلك فقدت الأمة العربية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا سندا قويا لها والذي طالما شكل عمقا ودرعا للفلسطينيين الذين عانوا بعد احتلال العراق الأمرين من خلال تجفيف منابع الدعم المالي خامس هذه الأسباب هزيمة الاحتلال الإسرائيلي في حرب صائفة 2006 والتي تكبد خلالها خسائر فادحة جعلت أسطورة الجيش الذي لا يقهر خرافة فانتصر حزب الله الذي صمد في واحدة من اكبر الملاحم في تاريخ الصراع العربي والإسرائيلي فكان علي قادة الاحتلال إعادة الهيبة لهذا الجيش المهزوم إيجاد ميدان مشابه وساحة أخري فكانت غزة التي ترفض الانصياع والترويض والتنازل عن ثوابتها وبرنامجها. السبب الأخر هوغياب الرئيس الراحل ياسر عرفات بما له من ثقل فكان صمام الأمان في تضييق الهوة بين الحساسيات السياسية رغم الضغوط التي مورست عليه بحكم منصبه والذي طالما أبطل مفاعيل الأزمات بحنكة وشجاعة. (...)