اتسعت رقعة الأشخاص الذين يعيشون في شوارع وأحياء المدن الكبرى الذين يجوبون الشوارع نهارا ويلجؤون إلى زواياها الضيقة عند حلول الليل أملا في الظفر ببعض الدفء في أيام الشتاء الباردة، ورغم جهود وزارة التضامن القاضية بمساعدة الأشخاص بدون مأوى إلا أن عددهم مازال يرتفع يوما بعد آخر. أعلنت السيدة بشيرة فلاق مديرة مركزية بوزارة التضامن الوطني أن الحكومة تكفلت ب2700 شخص بدون مأوى في سنة 2008 في إطار حملتها المخصصة للتكفل بالفئات الهشة والمحرومة وشملت العملية إيواء 546طفل عبر شوارع وأحياء المدن الكبرى هذا بعد أن قررت الحكومة بصفة رسمية القضاء على ظاهرة انتشار المتشردين عبر الشوارع وأحياء المدن الكبرى. إذ أنه سيتم إنشاء 5 مراكز جهوية لاستقبال المشردين من دون مأوى، وذلك بعد أن وصل العدد الإجمالي للمتشردين إلى 31 ألف متشرد. وحسب مشروع المرسوم التنفيذي القاضي بإنشاء مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة، فإن الحكومة ستتكفل بداية من دخول مشروع المرسوم التنفيذي حيز التطبيق بالفئة المشردة من دون مأوى، والتي تعاني من وضعية هشة، وقالت السيدة فلاق إن هذه المصلحة ستتكفل بنقل هؤلاء لمراكز الإيواء قبل أن تتكفل بوضعيتهم خلال المرحلة الانتقالية ما بين جمعهم من الشوارع وضمان إيوائهم بالمراكز المخصصة لذلك، وتشير اخر الأرقام المقدمة من قبل وزارة التضامن إلى وجود 31 ألف مشرد وهو رقم كبير إذا ما قورن بالآليات التي أوجدتها الحكومة من أجل التضامن مع الفئات الهشة. 15ألف طفل في شوارع الجزائر تشهد شوارع الجزائر انتشار عدد كبير من الأطفال، ففي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى إيجاد وسائل كافية للقضاء على الظاهرة لانعكاساتها الخطيرة على المجتمع بقي المركز الجزائري الوحيد الذي يتولى أمر أطفال الشوارع ممثلا في مركز الإسعاف الاجتماعي التابع لولاية الجزائر العاصمة، رغم أن مهامه لا تقتصر على التكفل بهذه الشريحة من المجتمع، وفي هذا المجال أكدت السيدة أبركان، مديرة مركز الإسعاف الاجتماعي في تصريح سابق لها أن المركز الذي فتح أبوابه سنة 1998 يتكفل بكل شرائح المجتمع التي تشكو من ضائقة اجتماعية من 1 إلى 90 سنة، مضيفة أنه في الوقت الذي توجب فيه وضعية أطفال الشوارع بالجزائر تخصيص مكان لهم يأويهم ويضمن التكفل بهم، نجدهم يقاسمون الكبار مركز الإسعاف الاجتماعي، بل وحتى المصابين بأمراض عقلية، مما يجعلهم يرفضون إطلاقا ارتياد المركز ماعدا في بعض أيام الشتاء الباردة التي تجبرهم فيها قساوة الطقس على اللجوء إلى المركز خاصة ليلا بحثا عن فراش دافئ يأويهم. وتضيف السيدة أبركان قائلة ''إنه حتى وإن افترضنا أن هؤلاء الأطفال قبلوا ارتياد المركز فلا يمكننا أخذهم جميعا، لأنه لا يتسع لهم''، ورغم ذلك تؤكد السيدة أبركان قائلة إنه لا يمكننا كمشرفين على مركز إسعاف اجتماعي أن لا نسعف شخصا في خطر، فما بالك إذا كان طفلا ففكرنا منذ 4 سنوات في كيفية التكفل بأطفال الشوارع، ووضعنا كخطوة أولى برنامج ورشة بالشارع تتولى التكفل بالجانب الصحي لهؤلاء الأطفال، من طرف مجموعة من الأطباء، خاصة وأن تواجد هؤلاء الصغار في وسط لا تتوفر فيه متطلبات النظافة يجعل أجسامهم مرهفة وحساسة لأدنى الإصابات، مع ترقّب انطلاق ورشة الرياضة لما لها من أثر إيجابي على الصحة والصحة النفسية، على أن يتولى عدد من الشباب المختص تدريبهم بالملاعب الرياضية. ورغم هذه المجهودات يبقى المشكل الأساسي مطروحا حيث، تضيف مديرة مركز الإسعاف الاجتماعي، أنهم في حاجة إلى حلقة تواصل، لأنه لا يمكنهم الاستمرار في العمل بالشارع، الأمر الذي يتطلّب مكانا يجمع هؤلاء الأطفال ليُمكن بعد ذلك تطبيق برنامج مدروس خاص بهم. وأفادت آخر إحصائية بأن العاصمة الجزائرية التي يقطنها نحو أربعة ملايين ساكن تحوي شوارعها 15 ألف طفل بلا مأوى، وقال البروفيسور مصطفى خياطي رئيس المؤسسة الوطنية لترقية الصحة وتنمية البحث إن عدد الأطفال المشردين بمدينة الجزائر قد يكون أكثر بكثير وهو أيضا مرشح للارتفاع بفعل الظروف الصعبة التي يعيشها عدد كبير من العائلات. ووصف وضع هؤلاء الأطفال بالجحيم الحقيقي لما يتعرضون له من اعتداءات و إهانات. وأفادت الإحصاءات أن ثلاثة آلاف طفل يولدون خارج علاقات الزواج وأن نحو 300 ألف طفل يشتغلون قبل السن القانونية. ويبقى الأشخاص بدون مأوى مشكلا يؤرق السلطات الوطنية رغم الجهود المعتبرة للقضاء على الظاهرة التي تبذلها مختلف الهيئات والجمعيات الوطنية.