تتواصل في العديد من ولايات الوطن على غرار العاصمة عمليات مساعدة وإسعاف الأشخاص دون مأوى لتجنيبهم شر البرد القارس الذي تعرفه العديد من مناطق الوطن في الأيام الأخيرة. العملية وإن لم تكن سهلة بالنظر إلى أنها تشمل فئات عمرية مختلفة، حيث تمس أطفالا ونساء وشيوخا، إلا أن السلطات المعنية تسعى إلى تخفيف معاناتهم ولو لفترة من الزمن. ففي وهران انطلقت عملية واسعة النطاق للتكفل بالأشخاص بدون مأوى وترمي هذه العملية إلى حماية الأشخاص بدون مأوى في هذه الفترة من البرد القارس وذلك بجمعهم يوميا ونقلهم إلى "دار الرحمة" الكائنة ببلدية مسرغين (وهران) والتكفل بالمسنين والإدماج الاجتماعي والمهني للشباب في وضعية صعبة مع العمل على تحسيس عائلاتهم وأقاربهم حسب ما أوضحه رئيس مصلحة التضامن بمديرية النشاط الاجتماعي السيد أحمد زواية. وقد تميزت العملية منذ بداية شهر جانفي الجاري بجمع ما لا يقل عن مائة شخص بدون مأوى من بينهم فتاة تبلغ من العمر 22 سنة والتي استقبلتها إحدى العائلات في إطار الرعاية على أن تستفيد ابتداء من فبراير المقبل من جهاز إدماج الشباب. كما تم التكفل بفتاة ثانية (21 سنة) مصابة بداء الصرع من طرف مصالح مديرية النشاط الاجتماعي حيث تم الاتصال بعائلتها وإعلامها بوضعيتها في انتظار عودتها إلى البيت العائلي الذي فرت منه. ويمثل هؤلاء الأشخاص الذين تم إسعافهم حالات اجتماعية مختلفة فمنهم المسنون والمصابون بأمراض عقلية والمدمنون والفارون من بيوتهم حسب نفس المصدر الذي أشار إلى توجيه شابتين مريضتين عقليا إلى المستشفى الجامعي لوهران قبل نقلهما إلى مستشفى الأمراض العقلية لسيدي الشحمي، أما الأطفال في وضعية صعبة فيوجهون إلى "حي الطفولة" مع تقديمهم أمام قاضي الأحداث الذي يضعهم بمراكز لإعادة التربية. للإشارة فقد تم التكفل ب425 شخص بدون مأوى من طرف مديرية النشاط الاجتماعي في سنة 2009 منهم 66 خلال شهر ديسمبر المنصرم، ومن المتوقع تنظيم يوم دراسي حول موضوع "الأشخاص بدون مأوى" بهدف دراسة هذه الظاهرة وإيجاد السبل والوسائل المناسبة لحماية وإدماج هؤلاء الأشخاص بمشاركة أخصائيين للتفكير في إستراتيجية أنجع للتكفل بوضعية من لا يملكون مأوى. من جانبها تقود مصالح النشاط الاجتماعي والحماية المدنية لولاية المدية هذه الأيام حملة تضامنية موجهة للتكفل بالأشخاص بدون مأوى على مستوى عاصمة الولاية، وتم في هذا الإطار التكفل بعدد كبير من هؤلاء الأشخاص معظمهم مسنون ونساء مرفقات بأطفال صغار يقضون الليل على الأرصفة وبمدخل العمارات تحت لسعات البرد القارس تم نقلهم إلى دار الأشخاص المسنين لبن شكاو التي تبعد عن مدينة المدية بعشر كيلومترات حيث تم تهيئة جناح بهذه المؤسسة لاستقبالهم استنادا إلى مديرة النشاط الاجتماعي. وأفادت مسؤولة النشاط الاجتماعي بالولاية في السياق ذاته أنه يتم يوميا تنظيم دورات ليلية لمساعدة هذه الفئة من الأشخاص، مشيرة إلى أن هذه العملية الخيرية المتمركزة حاليا بمدينة المدية ستتوسع في الأيام القادمة لتشمل التجمعات الحضرية الكبرى حيث يجري الاتصال ببلديات الولاية لتنسيق الجهود مع مصالح النشاط الاجتماعي قصد التكفل بكل الأشخاص بدون مأوى. وأعلنت من جهة أخرى عن إنشاء مصلحة اجتماعية للمساعدات الطبية المستعجلة قريبا تسند إليها مهمة التكفل بالأشخاص بدون مأوى والفئات الهشة أو في حالة حرج لاسيما النساء المهملات والمصابين بأمراض عقلية بغرض حمايتهم ومرافقتهم في حياتهم اليومية.