اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه ربما ''يريد أن يغطي على صفقة سياسية جديدة'' مع إسرائيل، وذلك بعدما أعلن من العاصمة المصرية القاهرة رفضه الحوار مع ''كل من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية، وانتقد عباس ما أسماه بالمقاومة العبثية التي تطلق صواريخا فتقع في الفضاء أو ترتد إلى صدور أهل فلسطين أشد ايلاما ، وقال لابد أن تكون المقاومة مسؤولة ولا تغامر بمصير وأرواح الشعب الفلسطيني لخدمة أجندات غير فلسطينية ". رفض محمود عباس الحوار مع من يرفضون منظمة التحرير الفلسطينية ويتآمرون عليها وقال هناك مشروع يرمي الى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يمكننا ان نسمح لهؤلاء أن يعبثوا بكيان ضحى من اجله الألوف المؤلفة بأرواحهم، كما اعتبر الاعتراف بالمنظمة كممثل شرعي شريطة للحوار الفلسطيني قائلا: ''عليهم الاعتراف بأن المنظمة هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وعند ذلك يكون الحوار ، ووصف عباس قادة حماس ''بالمغامرين والعابثين''، وقال إنهم ''غامروا بدم الفلسطينيين وبمصير الشعب الفلسطيني ومستقبله لصالح أجندات غير فلسطينية". وقال ممثل الحركة بلبنان أسامة حمدان إن هناك معلومات تشير إلى وجود محاولة لاستنقاذ وضع أبو مازن (محمود عباس) من خلال صفقة سياسية مع إسرائيل عبر جورج ميتشل موفد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة. وأكد حمدان أن ميتشل الذي يزور المنطقة حاليا قدم للجانب الفلسطيني عرضا من إسرائيل لحل سياسي ''يكون مخرجا من مأزق أنابوليس ومأزق التفاوض الذي لم يقدم فيه الإسرائيليون أي شيء". وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل هذا العرض، لكن بعضها يبدو أنه يمس القدس ومكانتها والسيادة الفلسطينية عليها''، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني يبدو أنه حريص على الحصول على ضوء أخضر عربي ليوافق على هذا العرض.، وبخصوص الحوار الوطني الفلسطيني قال حمدان إنه ليس هناك حتى الآن أي جلسات مقررة، مضيفا أن مصر اقترحت أن تبدأ هذه الجلسات يوم 22 من الشهر الجاري، لكن بعض الفصائل -ومنها حماس- لم توافق بعد على هذا الموعد، وأوضح أنه ''عندما يضع عباس شرطا جديدا للحوار فهذا يفضح عدم رغبته في إنجاحه، وعندما يقول إن المطلوب هو الاعتراف بمنظمة التحرير ينسى أننا وقعنا في عام 2005 على اتفاق القاهرة من أجل إعادة بناء المنظمة". واعتبر حمدان أن ''المنظمة بظرفها وتشكيلتها الحاليين وواقعها الراهن لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأن الهدف من إعادة بنائها أن تكون إطارا جامعا للفلسطينيين. وأشار إلى أن مؤسسات المنظمة ''ليست فاعلة ولا عاملة، بما في ذلك لجنتها التنفيذية ومجلسها الوطني''، مضيفا أنها ''تورطت في مغامرات سياسية عديدة منذ عام 1988 وتسببت في تدهور القضية الفلسطينية''.، ومن جهته قال الناطق باسم حماس فوزي برهوم إن خطاب عباس ''عكس حجم الأزمة التي يعيشها الرئيس وفشل جميع خياراته''، وشدد على أن هذا الخطاب ''ضرب عرض الحائط بكل جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية". واعتبر برهوم أن تصريحات عباس دليل على ''فشل كل خياراته لابتزاز حركة حماس وتشويه مواقفها ومواقف المقاومة الفلسطينية''، وعلى ''عمق الأزمة التي يعاني منها بعد انتهاء ولايته، وأكد أن ما قاله عباس إجهاض لكل الجهود الرامية لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، وضربة حقيقية للجهود المصرية والعربية المبذولة في هذا الاتجاه. وبدورها انتقدت حركة الجهاد الإسلامي خطاب عباس وقالت إن فيه ''تنصلا وتهربا من استحقاقات وأولويات فلسطينية هامة''. وقال الناطق باسم الحركة داود شهاب إن عباس ''أساء لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال استخدامها للالتفاف على خيارات وطنية هامة تفضي إلى وحدة الصف وبناء وصيانة المنظمة".