في الوقت الذي يتطلع قادة العالم إلى معرفة ملامح السياسة الخارجية للإدارة الأمريكيةالجديدة ألقى أمس السبت نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة خلال مناقشة بعض الشخصيات البارزة في العالم عدد من القضايا من بينها توسيع حلف الناتو والمقترحات الروسية بشأن توقيع معاهدة أمنية جديدة. واختتم بايدن المناقشات بكلمة بعنوان ''مستقبل الأمن الأوروبي'' أمام مؤتمر ميونيخ الدولي للسياسة الأمنية الذي بدأ الجمعة بحضور نحو 350 سياسيا بارزا من جميع أنحاء العالم. وشاركت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البولندي دونا لد تاسك أيضا بكلمات في المناقشات التي ألقت الضوء على أهم النقاط الرئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية للأعوام القليلة المقبلة. وناقش مسؤولون بارزون من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ''ناتو'' قضايا ''الناتو وروسيا والنفط والغاز والشرق الأوسط'' المعقدة بعد شهر من نشوب خلاف حول عقود الغاز الطبيعي بين روسيا وأوكرانيا والذي أدى إلى انقطاع إمدادات الغاز الروسي على نطاق واسع في أوروبا. وكان نائب رئيس الحكومة الروسية سيرجي إيفانوف أعرب عن تفاؤل بلاده الحذر تجاه إمكانية ذوبان الجليد في العلاقات بين موسكووواشنطن. وثمة خلاف بين واشنطنوموسكو حاليا حول الخطط التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش لضم جورجيا وأوكرانيا إلى الناتو ونشر أجزاء من نظام دفاعي صاروخي في أوروبا، وكذا مسألة الغزو الروسي لجورجيا في أوت الماضي، وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف دعا إلى إنشاء ''منظومة أمنية جديدة'' لتخفيف حدة التوترات في أوروبا من خلال الاتفاق على معاهدة تلزم كافة الدول الأوروبية ودول أمريكا الشمالية والتحالفات الأمنية بعدم اللجوء إلى التهديد باستخدام القوة، ويقول المحللون في أوروبا إن خطاب بايدن قد أشار إلى النهج الذي تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما إتباعه بشأن تلك المسألة في وقت يعاني فيه البلدان - اللذان كانا خصمين سابقين في الحرب الباردة - جراء الأزمة المالية العالمية، وتبنى بايدن موقفا أكثر مرونة بشأن توسيع الحلف الأطلسي ونظام الدفاع الصاروخي، وان يدعو روسيا إلى الرجوع عن سياساتها ''العدائية'' تجاه جيرانها. ودعا بايدن الدول الأوروبية إلى الالتزام بإرسال المزيد من الموارد لصالح المهمة الدولية في أفغانستان، ولكن دون الضغط بشدة على ألمانيا التي تستعد لإجراء انتخابات في سبتمبر المقبل والمنقسمة بصورة كبيرة حول المهمة الدولية. في المقابل غادر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بعدما أعرب عن ارتياح خجول إزاء الإدارة الاميركية الجديدة مشيرا خصوصا الى ان اوباما يقول انه على استعداد ''للاستماع وليس لفرض'' رأيه، وقال لاريجاني في أول أيام المؤتمر المخصص للأمن والذي يشبه بمؤتمر دافوس المخصص للاقتصاد، ''ان هذه المقاربة مؤشر ايجابي''.