أعرب العديد من الفاعلين السياسيين والأكاديميين في الجزائر عن غضبهم من استخدام القوات المسلحة الفرنسية للأجواء الجزائرية في حربها المستمرة ضد الإسلاميين في مالي واستنكر العديد منهم تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي كشف أن الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية باستخدام الأجواء دون شروط، موجهين للنظام مسؤولية تردي الأوضاع على الحدود الجنوبية للبلاد ، وفي تصريح للجزيرة نت انتقد السياسي والكاتب الصحفي علي ذراع الموقف المتردد للجزائر حيث قال في معرض حديثه " أننا في كل مرة نقف أمام تذبذب في الموقف الجزائري في معالجة القضايا الحساسة، فكما رأينا ارتباك النظام في التعامل مع الأزمة الليبية، ها هو اليوم يكرر نفس الخطأ"، كما تساءل المتحدث عمن سيدفع فاتورة هذه الحرب، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الدفع بعشرات الآلاف من الجنود الجزائريين إلى الحدود لتأمينها بعد غلقها، وكذا عشرات الآلاف من النازحين الماليين الهاربين من جحيم الحرب ،من جهته يعتقد الدبلوماسي والوزير الأسبق عبد العزيز رحابي أن الجزائر لا تملك أي خيار في السماح للطائرات الفرنسية باستخدام أجوائها في حرب مالي، و أرجع أسباب هذا الموقف إلى التزام الجزائر بالقرار ألأممي رقم 2085 القاضي بتقديم تسهيلات عند نشر قوات عسكرية في البلاد ، ويتفق هذا الرأي مع ما ذهب إليه الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني، الذي اعتبر أن موقفه من موقف الحكومة و الذي عبرت عنه وزارة الخارجية حيث صرح المكلف بالإعلام في الحزب قاسي عيسى للجزيرة نت أنهم كحزب مبدئيا ضد التدخل الأجنبي، ويطالبون بالحوار كحل وحيد للأزمة، لكنهم يفرّقون بين مطالب الشعب الأزوادي ككيان والحركات الإرهابية المنتشرة في المنطقة ، ومن جانب آخر، فقد رفض التجمع الوطني الديمقراطي الحزب الثاني في البلاد، وذو أغلبية في مقاعد مجلس الأمة التعليق على السماح للطائرات الفرنسية باستخدام الأجواء الأجنبية ، حيث قال المكلف بالإعلام في الحزب ميلود شرفي للجزيرة نت "نحن مع الموقف الرسمي للدولة" ، بينما الأحزاب الإسلامية فقد انتقدت و بشدة الموقف الجزائري حيث قال نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إنه "مؤسف أن تتعامل السلطات مع هذه القضايا في غياب تام للشفافية، لأن تصريحات فابيوس لم تكذبها الخارجية الجزائرية لحد الآن" ، وأضاف للجزيرة نت أنهم يتخوفون من هذه الخطوة، ولا يريدون أن يأتي يوم يضطر فيه أبناء الجزائر في الجيش إلى أن يتورطوا في هذه الحرب ،وفي السياق ذاته، وفي بيان من حركة النهضة قالت فيه إن الشعب الجزائري فوجئ بإشعال نار الحرب في مالي، عكس ما كانت تسوق له السلطة الجزائرية من اقتناع الغرب بنظرة الجزائر للخيار السلمي ، ومن جهته دعا حزب العمال إلى التشبث بالموقف المبدئي الرافض لأي تدخل أجنبي في المنطقة، وهو الموقف الذي كان عليه إجماع الطبقة السياسية.