أعرب العديد من الفاعلين السياسيين في الجزائر عن غضبهم من استخدام القوات المسلحة الفرنسية للأجواء الجزائرية في حربها المستمرة في مالي، واستنكر العديد منهم تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي كشف أن "الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية باستخدام الأجواء دون شروط"، موجهين للنظام مسؤولية "تردي الأوضاع على الحدود الجنوبية للبلاد". وقال الدبلوماسي والوزير الأسبق، عبد العزيز رحابي، "إن الجزائر لا تملك أي خيار في السماح للطائرات الفرنسية باستخدام أجوائها في حرب مالي"، مرجعا السماح باستخدام الأجواء الجزائرية إلى التزام الجزائر بالقرار الأممي رقم 2085 القاضي بتقديم تسهيلات عند نشر قوات عسكرية في البلاد، ويتفق هذا الرأي مع ما ذهب إليه حزب جبهة التحرير الوطني، الذي اعتبر أن موقفه من موقف الحكومة الذي عبرت عنه وزارة الخارجية. من جهته، قال المكلف بالإعلام في الأفلان، قاسي عيسى، "نحن كحزب مبدئيا ضد التدخل الأجنبي، ونطالب بالحوار كحل وحيد للأزمة، لكننا نفرّق بين مطالب الشعب الأزوادي ككيان والحركات الإرهابية المنتشرة في المنطقة". ومن جانب آخر، رفض التجمع الوطني الديمقراطي التعليق على السماح للطائرات الفرنسية باستخدام الأجواء الأجنبية، حيث قال المكلف بالإعلام في الحزب ميلود شرفي "نحن مع الموقف الرسمي للدولة". كما انتقدت حركة مجتمع السلم من جهتها وبشدة الموقف الجزائري، حيث اعتبر نائب رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري إنه "مؤسف أن تتعامل السلطات مع هذه القضايا في غياب تام للشفافية، لأن تصريحات فابيوس لم تكذبها الخارجية الجزائرية لحد الآن"، وأضاف "نحن نتخوف من هذه الخطوة، ولا نريد أن يأتي يوم يضطر فيه أبناؤنا في الجيش إلى أن يتورطوا في هذه الحرب". وفي الوقت الذي قالت حركة النهضة "إن الشعب الجزائري فوجئ بإشعال نار الحرب في مالي، عكس ما كانت تسوق له السلطة الجزائرية من اقتناع الغرب بنظرة الجزائر للخيار السلمي". دعا حزب العمال إلى "التشبث بالموقف المبدئي الرافض لأي تدخل أجنبي في المنطقة"، وهو الموقف الذي كان عليه إجماع الطبقة السياسية.