يعقد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم ، مع ممثلي وسائل الإعلام، لقاءا تحاوريا، بعد سنوات من الانغلاق، في عهد الرئيس السابق، اللقاء الذي يعد الأول من نوعه، منذ تولي الرئيس تبون مقاليد الحكم، والنادر منذ سنوات، ينعقد لإذابة الجليد بين الرئاسة كأعلى مؤسسة في الدولة، وبين مختلف الشركاء السياسيين والإعلاميين. ويرى بعض مدراء المؤسسات الإعلامية ومهنيي القطاع ، أنّ اجتماع اليوم فرصة سانحة للأسرة الإعلامية، بفتح وطرح عدة ملفات وقضايا شائكة لأصحاب المؤسسات الاعلامية ومهني القطاع وتنظيم المهنة. * اعداد : رتيبة عبديش و شهرزاد مزياني
* مديرة جريدة الوسط عرباوي شفيقة: “نأمل ان يتم حل مشكل الاشهار العمومي “ وفي السياق، قالت مديرة جريدة “الوسط”، عرباوي شفيقة، في اتصال مع “الإتحاد” ، اننا ننتظر من هذا اللقاء طرح واتخاذ حلول لمشاكل الاعلاميين والناشرين بجدية، متمنية من الوفد الاعلامي، الذي يستقبله الرئيس الجمهورية اليوم، ان يدافع قبل كل شئ عن أهل المهنة ، باعتبارهم همزة وصل بين المسؤولين والاعلاميين. كما تطرقت عرباوي شفيقة، الى مشكل نقص الاشهار العمومي، الذي تعاني منه الصحافة المكتوبة في سنوات الاخير ، والذي أدى الى تأزم الأوضاع وغلق العديد من الجرائد، وتدني أجور الصحفيين، ومضيفة أنه يجب أن تتوفر الإرادة السياسية لحل مشكل الاشهار . كما كشفت المتحدثة، عن توجيهها رسالة لرئيس الجمهورية، تتضمن شرح مفصل لمشاكل وعراقيل التي يتخبط فيها أهل القطاع وخاصة المؤسسات الخاصة “الصحافة المكتوبة”، والذي انجر تأزم وضع اصحاب المؤسسات، تخبط الصحفيين في مشاكل اجتماعية ومهنية . واعتبرت شفيقة عرباوي، اللقاء المبرمج من طرف رئيس الجمهورية مع مدراء المؤسسات الاعلامية العمومية و الخاصة هي مبادرة طيبة، واولى من نوعها ، وتعبر عن نية ورادة الحكومة لمناقشة مشاكل وعراقيل قطاع الاعلام. * مصباح غديري رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين الجزائريين والاعلاميين: ” اللقاء دليل على الانفتاح أكثر على حرية الاعلام “ ومن جهته، اعتبر رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، مصباح غديري، انّ لقاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع مدراء المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة، يعد الأول من نوعه، ويدل على الانفتاح أكثر على حرية الاعلام وفتح مجال للحوار. وقال الإعلامي مصباح غديري، في اتصال مع يومية “الاتحاد”، إنّه من المرتقب ان تكون المؤسسات الاعلامية الحاضرة في لقاء اليوم، همزة وصل لطرح ونقل مشاكل ورفع مطالب أهل المهنة، معتبرا إياها خطوة عملاقة يمكن من خلالها رفع انشغالات التي تشغل مهنيي القطاع منذ سنوات خاصة فيما تعلق اعادة صياغة القانون الاساسي وقضية ترقية الاشهار، وتكوين لفائدة الصحفيين المؤسسات ، وصندوق دعم الصحفيين ، وغيرها من الملفات التي بقيت حبيسة الادراج خلال العهدات السابقة، إضافة الى طرح مشاكل الصحافة الكترونية وتسهيل تقديم الاعتمادات، وانفتاح اعلامي جديد ورشات الاصلاح . كما أشاد رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والاعلاميين ، بإطلاق ورشات تتعلق بإصلاح شامل لقطاع الإعلام، و ذلك بإشراك كل الفاعلين في الميدان على اختلاف توجهاتهم الإعلامية، وذلك خلال التصريحات الاخيرة للوافد الجديد على قطاع الاتصال عمار بلحيمر، فيما يخص هذه الإصلاحات التي تعد كذلك من بين الالتزامات التي تعهد بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون . * عبد الناصر حنو صحفي بيومية الصوت الأخر: “اللقاء فرصة لطرح ملفات شائكة وإيصال معاناة الصحفي” وفي السياق، يرى الصحفي بقسم الاقتصادي، بجريدة الصوت الآخر، عبد الناصر حنو، أنّ اللقاء المرتقب، اليوم، بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ومدراء المؤسسات العمومية والخاصة، سيكون فرصة سانحة للأسرة الإعلامية في الجزائر بفتح وطرح عدة ملفات وقضايا شائكة، لا يزال يتخبط فيها الصحفي الجزائري منذ عقود من الزمن، دون أن تجد لها الجهات الوصية حلولا رغم الوعود والتطمينات التي لطالما أطلقها هؤلاء بين الفينة والأخرى. وأضاف الصحفي عبد الناصر حنو، دون شك، فإن المطالب بضرورة تحسين الوضع المعيشي والاجتماعي للصحفي سيكون في محور الاهتمامات، وهذا بالنظر إلى الوضعية المزرية التي يعيشها مهنيي القطاع في شقها المتعلق بالرواتب والسكن، والمنح، بالإضافة إلى الدعوة لتنظيم القطاع الإعلامي، بإلزام المؤسسات الإعلامية باحترام القوانين التي يحتكم إليها النشاط. كما سيكون اللقاء كذلك بمثابة جسر لإيصال جملة من انشغالات الصحافة الوطنية الخاصة والعمومية، وتتعلق أساسا بضرورة تنظيم المهنة، وغلق الأبواب أمام الدخلاء، وذلك بتجسيد إصلاحات عميقة وجذرية تهدف إلى إعادة بناء مهنة الصحافة مجددا على أسس تحترم فيها المقاييس العالمية، تشمل سن قانون الأساسي الخاص بالصحفي يعطي بالتفصيل الحقوق والواجبات التي تقع على المهني، التدريب والتكوين المستدام للصحفيين، مع إعادة النظر في الهيئة المانحة لبطاقة الصحفي المحترف، والتي لا تزال إلى غاية الساعة محل جدل، بفعل التجاوزات المسجلة خلال عملية إصدارها، مع الدعوة إلى فتح فضاءات العمل أمام الصحفي، في إطار الحق في الوصول للمعلومة، واحترام تام لأخلاقيات المهنة. * رئيس تحرير بقناة الجزائرية وان نبيل سليماني : ” يجب تقنين الاعلام و تفعيل دور سلطة الضبط ” رحب رئيس التحرير بقناة الجزائرية وان نبيل سليماني بفكرة لقاء رئيس الجمهورية بالأسرة الاعلامية ، حيث أعتبرها خطوة جيدة جدا بل ممتازة، -حسبه_ قائلا : من الناحية النظرية أن يلتقي رئيس جمهورية بمدراء ومسؤولي وسائل الإعلام والفاعلين فيه فتلك نقطة تحسب للرئيس عبد المجيد تبون، خاصة أنها تعد الأولى من نوعها على الأقل لجيلي من الصحفيين والإعلاميين ولقنوات تلفزيونية بما أنني أنتمي لتلفزيون خاص، وخاصة أيضا أننا عشنا عقدين من الزمن أو يزيد لم تكن السلطة القائمة حينها تعطي تلك الأهمية المرجوة لوسائل الإعلام بمختلف مكوناتها، أما من الجانب العملي فما يجب أن يكون أكثر وأهم، فالمنظومة الإعلامية تعيش وضعا أقل ما يقال عنه مزرٍ بالنظر للمشاكل الكثيرة التي تعيق الصحافيين ومؤسساتهم الإعلامية باختلافها المكتوبة والسمعية البصرية، إذ لا يخفى علينا جميعا كيف غياب سلطة تضبط عمل الصحافة المكتوبة، إضافة إلى غياب قانون خاص بالإعلام السمعي البصري إذ لازالت قنواتنا الخاصة أجنبية وما هي إلا مكاتب تنشط في الجزائر، بعضها معتمد وبعضها ينشط بطريقة غير قانونية، إضافة إلى الحرية التي يجب أن يكفلها القانون للعمل الصحفي وعدم تجريمه وإيلاء الأهمية للجانب الاجتماعي للصحفيين الذين يعيشون وضعا حياتيا صعبا وأمور كثيرة لابد لها أن تكون في صلب جدول أعمال هذا اللقاء وفي صلب أيضا الإصلاحات التي ينوي السيد الرئيس القيام بها في هذا القطاع إذا ما أردنا إعلاما محترفا حرا وفاعلا. * فيصل شيباني صحفي بموقع ”اوراس” : ”يجب فتح ملف الإعلام الالكتروني” اعتبر فيصل شيباني صحفي بموقع ”اوراس”، لقاء وفد اعلامي مع الرئيس عبد المجيد تبون ، جلسة من الجلسات المهمة جدا من أجل تعديل مسار الإعلام في الجزائر، الذي يعرف اعوجاجات كثيرة خاصة حقل السمعي البصري الذي يبقى لحد الآن وكأنه الطفل غير المرغوب فيه بحكم غياب تأطير قانوني وأغلب القنوات التلفزيونية تسير وفق قانون مكاتب لقنوات أجنبية والسبب غياب الأطر القانونية للسمعي البصري في الجزائر منذ فتح المجال سنة 2012، بالتالي يجب إعادة النظر في هذا الأمر وضرورة سن قوانين جديدة تنظم المهنة. كما أنه يجب فتح ملف الإعلام الالكتروني الذي يبقى هو الآخر دون حسيب أو رقيب وأغلب المواقع الإلكترونية غير منظمة وتشتغل بشكل فوضوي لذلك اختلطت الأمور وأصبح المتلقي لا يفرق بين السيء والجيد بسبب الفوضى الحاصلة، لذلك على السلطة التي بادرت بالحوار لإيجاد حل ووضع قانون للصحافة الإلكترونية يمكنها كذلك من حقها في الإشهار العمومي حيث اصبح من غير المعقول أن تأخذ جرائد نسبة كبيرة من الإشهار في حين أن طبعها لا يزيد عن ألفي نسخة وفي الوقت ذاته نجد أن الاهتمام الأكبر عند القراء حاليا ينصب في المواقع الإلكترونية بالتالي يجب وضع الأمور في سكتها الصحيحة وهذا لن يتأتى إلا بمشروع جديد واضح المعالم يكون كفيلا بالقضاء على التخبط الذي يعيشه الإعلام الجزائري. * وسيلة بن بشي اعلامية بقناة النهار : ”النوايا وحدها لا تكفي لبناء منظومة إعلامية قوية .. يجب تحرسر الاعلام ” تساءلت الاعلامية بقناة النهار وسيلة بن بشي عن قدرة رئيس الجمهورية في ترميم الخراب الكبير الذي مورس في حق مهنة الإعلام منذ تولي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم. و قالت وسيلة .. لقد تم إفراغ المؤسسات الإعلامية وحتى الإعلاميين من القيم و المبادئ . الإعلام اليوم تحول إلى منظومة فاسدة تعمل وفق معايير الولاء الأعمى …على مدار عشرين سنة ، حيث أصبح لدينا إعلام فضائحي ، أبطاله إعلاميون حولوا مهنة الإعلام إلى مهنة ابتزاز بامتياز. في المقابل لدينا صحافي وضعه الاجتماعي هش جدا فهو صوت المواطن لكن لا صوت له. لتضيف نحن أمام تركة ثقيلة.. ماذا يمكن ان يقدم هذا اللقاء ؟. الأكيد انه يعطي انطباعا بأن الرئيس الجديد يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذه السلطة، السلطة الرابعة ،وإصلاح الحياة السياسية والاجتماعية هو من إصلاح المنظومة الإعلامية خاصة وأن وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، أعلن عن إطلاق ورشات لاصلاح شامل لقطاع الإعلام، وذلك بإشراك مختلف الفاعلين في الميدان.هي بادرة حسنة ونية طيبة من الرئيس تبون لكن السؤال هل سيتوقف النظام عن ترويض الإعلام ؟ لأن النوايا وحدها لا تكفي لبناء منظومة إعلامية قوية ، همها تقديم خدمة عمومية يكون فيها المواطن والجزائر فوق كل اعتبار. إذن ما اطلع اليه هو الكف عن ترويض الإعلام ولا يتم ذلك إلا بإرادة سياسية واضحة المعالم.