قال الدفاع المدني بمحافظة إدلب شمالي سوريا ، اليوم، إن عدد القتلى جراء الغارات الجوية الروسية والقصف المدفعي لقوات النظام على إدلب وريفها ارتفع إلى 31 قتيلا خلال 24 ساعة فقط، كما أصيب أكثر من 90 شخصا بجروح، بينهم خمسة من الكوادر الطبية. وقال مصدر إعلامي إن من بين القتلى تسعة مدنيين راحوا ضحية للقصف الروسي صباح اليوم، على بلدتي أرنبة وكفر عويد في جبل الزاوية بريف إدلب. وذكر الدفاع المدني أن فرقه وثقت استهداف أكثر من 11 منطقة بما لا يقل عن 52 غارة جوية وأكثر من 140 قذيفة وصاروخا، بعضها محمل بقنابل عنقودية. ويأتي هذا التصعيد من قبل روسيا وقوات النظام بعد أن استعادت قوات المعارضة السورية السيطرة على بلدتي النيرب وسان بريف إدلب، في حين سيطرت قوات النظام على بلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي. وتأتي أهمية النيرب في كونها بوابة العبور إلى مدينة سراقب الإستراتيجية، التي يفترق فيها الطريق القادم من حلب، لكل من العاصمة دمشق واللاذقية أبرز مدن الساحل السوري، إلى ما يعرف بالطريقين “أم4″ و”أم5”. وبينما تواصل المعارضة محاولاتها للتوغل باتجاه سراقب، تسعى قوات النظام لفتح محاور قتال جديدة تهدف من خلالها إلى قضم مساحات إضافية، وإلى استكمال السيطرة على طريق حلب اللاذقية، بعد أن تمكنت بدعم روسي من السيطرة على كامل طريق حلب دمشق. وبالتزامن مع اشتداد المعارك حول النيرب، بدأت قوات النظام بالتمهيد لمعركة جديدة غرب مدينة معرة النعمان، وتركيز قصفها على المنطقة وتحديدا على بلدة كفر نبل، وكذلك حشد قوات لها في المحور المقابل تنفيذا لإستراتيجيها في العزل والتطويق والقضم التدريجي. وأفاد مصادر بأن وفدا روسيا سيعقد في وقت لاحق، لقاءات بمسؤولين أتراك في أنقرة لبحث إيجاد مخرج من الأزمة التي تشهدها إدلب. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد تحدث أمس، عن اتصالات مع الجانب الروسي بشأن الوضع في إدلب، وقال في مؤتمر صحفي “قبل كل شيء يجب أن نحل الأزمة في إدلب، وهناك تواصل مع روسيا على أعلى المستويات حيث أتواصل مع السيد بوتين، كما توجد اتصالات على مستوى وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والاستخبارات”. وذكر أردوغان أنه ربما يعقد لقاء ثنائيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخامس من مارس المقبل لمناقشة الأزمة في كل من إدلب وليبيا. بيد أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إنه لا يوجد حديث الآن عن عقد لقاء بين بوتين وأردوغان، وأضاف أن العمل يجري على إمكانية عقد لقاء بصيغة متعددة الأطراف بشأن سوريا، وأنه يتم الاتفاق على جدول أعمال الرؤساء لعقد هذه القمة، مشيرا إلى أن بعض الدول المشاركة لم تعلن بعد موافقتها.