ألغت بعض مصالح طب الأورام والأشعة حصص العلاج الكيميائي لمرضاها على مستوى ولايتيّ الجزائر وتيزي وزو في إطار التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بعدوى فيروس كورونا، وذلك بسبب ضعف وهشاشة الجهاز المناعي للمصابين بمختلف أنواع السرطان وإمكانية إصابتهم بالعدوى نظرا لتردد عديد الأشخاص على المصلحة ممن قد يكونون حاملين للفيروس، ما دفع المسؤولين عن مراكز مكافحة السرطان، وخاصة تلك القريبة من المناطق الأكثر تأثراً بفيروس كورونا (البليدةوالجزائر العاصمة وتيزي وزو) إلى تعديل برامجهم وخططهم في معالجة ملفات المصابين بالسرطان. وأكد عدد من المرضى تأجيل مواعيدهم التي كانت مقررة هذه الأيام إلى أسبوع أو أسبوعين مقبلين، بعد أن تم الاتصال بهم من قبل إدارة المصلحة هاتفيا، وهو ذات الأمر الذي أكّدته بعض جمعيات رعاية المرضى ومنها جمعية الأمل التي اتصلت رئيستها حميدة كتاب بالإدارة وحاولت الاستفسار عن الوضع ليجيبها المختصون بأن الإجراء احترازي ووقائي لصالح المرضى الذين يتم تحديد تأجيل مواعيدهم وفق برتوكولات علاجية، بما لا يؤثر على صحتهم ولا يعرضهم لأي انتكاسات صحية وحتى لا يتعرض الممرضون والأطباء العاملون معهم لأي خطر. وفسر البروفيسور بوزيد كمال رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام الإجراء بكون الفترة الحالية هي فترة الذروة للفيروس لذا حرص على عدم تعريض حياة المرضى للخطر ممن يمكنهم الانتظار، موضحا أن "إصابة مريض السرطان بفيروس كورونا أخطر بكثير من موعده العلاج لأسبوع أو أسبوعين". ويفسر هذا الإجراء تراجع الحركة عبر عديد المصالح الاستشفائية ومراكز مكافحة السرطان ومنها مركز بيار وماري كوري على مستوى مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة الذي يعرف على غير العادة حركة شبه منعدمة في مختلف مصالحة وهو الذي كان من قبل يشهد حركة دؤوبة في غدو ورواح. وفي مركز مكافحة السرطان بالبليدة أكد البروفيسور عدة بونجار رئيس مصلحة الأورام ورئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في طب الأورام "سافرو"، أنه تم تأجيل بعض الحالات وليست كلّها، خاصة من المسنين الذين قد يؤزم الحضور إلى الجلسة وضعياتهم الصحية وأفاد بونجار أنّه يتم التعامل مع مرضى السرطان حالة بحالة كل حسب البروتوكول العلاجي الخاص به، كما تم تأجيل العمليات الجراحية غير المستعجلة ويقتصر العمل في الوقت الراهن على الحالات المستعجلة فقط. وأكّد بونجار استمرار العمل في مصالح طب الأورام والأشعة بمستشفى البليدة ومركز مكافحة السرطان مع التزام تدابير واحتياطات، بحيث تم أقلمة العمل وفق المستجدات الخاصة بالفيروس. ومن بين الإجراءات المتخذة في السياق توقيف الاستشفاء في المستشفى ومنع الزيارات عن المرضى وغلق قاعات الانتظار والتزام مسافة آمان بين مريض وآخر تزيد عن 1.5 متر أثناء حصص العلاج الكيميائي، مع تطهير يومي للمصلحة. وقال بونجار إن فريقا طبيا متمكنا ومؤهلا يسهر على تقديم الخدمة لهؤلاء المرضى الواجب ضمان العلاج لهم حتى في مثل هذه الظروف، مركزا على استمرار استقبال الحالات الجديدة وضمان الفحص في المصالح، مقابل اللجوء إلى مراقبة ومتابعة الحالات القديمة عن طريق الهاتف أو وسائط التواصل الاجتماعي.