يصادف يوم الثامن من مارس من كل سنة العيد العالمي للمرأة، أين تتحول هذه المناسبة للعديد من التكريمات و تبادل التهاني من مختلف فئات المجتمع، و إقامات الحفلات و غيرها من الترتيبات في حين المرأة الجزائرية لازالت تتخبط في العديد من المشاكل حتى أنه لم يعد لهذا اليوم أي "بنة" فقد أصبح مجرد يوم تروح فيه المرأة على نفسها، و لا تبحث عن حلول للمشاكل التي تتخبط فيها يوميا، و التي تؤدى الى تفشي ظواهر غريبة في المجتمع الجزائري، و في هذا اليوم أردنا أن نسلط الضوء على شريحة من النساء التي تتخبط في صمت جراء العنف الممارس عليها. ظاهرة استفحلت في المجتمع الجزائري من الظواهر الغريبة التي أصبحت تتفشى بشكل سريع في المجتمع الجزائري، ظاهرة العنف ضد المرأة التي تعد من أخطر الظواهر السلبية التي تهدد أمن وكيان الأسرة والمجتمع على حد سواء، فالعنف ضد المرأة يرتبط ارتباطا وثيقا بظاهرة العنف عامة، التي تعكس الجانب الانحرافي المهدد لاستقرار المجتمع. فالعنف ضد المرأة يؤدي إلى خلق أشكال مشوهة من العلاقات الاجتماعية، وأنماط السلوك المضطربة داخل الأسرة وخارجها. إن مفهوم العنف ضد المرأة يعني الإضرار بالمرأة من خلال ممارسة القوة الجسدية بالضرب أو ممارسة العنف المعنوي كالإهانة والتجريح، و من خلال إعدادنا لهذا الموضوع لاحظنا أن أراء الشباب تتباين حول هذه الظاهرة المستهجنة، فمثلا "أيوب" متزوج و أب لطفلين يرى أن هذا المشكل يرجع في الأصل الى فهم معنى العشرة الزوجية، فالعشرة الزوجية مبنية على المودة و المحبة و الإحسان بين الطرفين، و لا تكون مبنية على العنف و الضرب المبرح لأنه بهذا الشكل يتحول البيت الى جحيم و الطلاق هنا أفضل، أنا شخصيا لا أنتظر اليوم العالمي للمرأة كي أعامل أو أتظاهر بحسن معاملتي لها"، من جهته يرى "جهاد" أن سبب ذلك يعود في الغالب الى قلة الرجولة و الإحساس بالنقص اتجاه الزوجة خاصة و النساء عامة إذا كانت أكثر تعليما منه و الضرب أسلوب غير حضاري بعيد كل البعد عن لغة الحوار و معالجة الأخطاء "خير الدين" يرى أن الضرب الخفيف وليس المبرح للتأديب فقط يمكن أن نمر عليه مرور الكرام ،لكن من ظلم زوجته أو ابنته فويل له فالظلم ظلمات يوم القيامة، كما هناك من هو غير متوازن إجتماعيا أو به عقدة نقص يرجع الضغط النفسي الذي يعيشه في الأقربين ،النساء قوارير أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهن وتكريمهن، و يظهر لي أن من يضرب المرأة ناقص رجولة. "حليمة" 33 سنة تقول "لايمارس العنف في نظري إلا ضعيف الشخصية فنقص الرجل على التحكم في الاوضاع يقوده الى الضرب أو الشتم لأقرب الناس إليه يضرب ذلك المخلوق الضعيف والذي أوصاه الله و الرسول بالحفاظ عليه وإكرامه. "المرأة هي روح المجتمع وتستحق أن تكون كل أيامها أعياد" كوثر 33 سنة تقول "برأيي ان مجتمعنا بات لا يحتفل باليوم العالمي للمرأة ويعتبره يوما عاديا مثل باقي الايام, ما عدا عيد الأم ، نحتفل به ونعتبره يوما مميزا عن باقي الايام, ويجب دائماً أن تكرم المرأة و تحترم خاصة في جميع الأيام بدون أي مناسبات خاصة لها, والثامن من مارس هو يوم المرأة العالمي, وان المرأة هي روح المجتمع وتستحق أن تكون كل أيامها أعياد, وهي الزوجة التي بدونها لا تكون الأسرة ولا يكون المجتمع, وهي الأخت الحنون والابنة التي تزين البيت, وهي كذلك زميلة العمل التي تشارك الرجل في بناء المؤسسات وبناء الوطن, والمرأة هي المجتمع بأكمله". "المرأة هي الأم والمربية والعاملة والمنتجة . صابرين قالت: "بصراحة أجد اهتماما كبيرا من مجتمعنا بالاهتمام بيوم المرأة العالمي وبتقدير المرأة بهذا اليوم على كل شئ فعلته لكي تدير أسره ناجحة, ويمثل هذا اليوم مناسبة للاحتفال والتذكير بدور المرأة باعتبارها أداة التغيير الحقيقي والإيجابي في المجتمع الإنساني عبر العصور ، ذلكم أن المرأة هي الأم والمربية والعاملة والمنتجة أو بالأحرى رمز الإنسانية والسلام والحق في هذا الوجود، وحق للمرأة أن تحتفل بهذا اليوم ، وأن يحتفى بها فيه". "في الثامن من مارس يجب ان يقوم الإنسان بالتذكر بأن المرأة أداة فاعلة وايجابية في مسيرة الحياة" حنان ترى "ان مجتمعنا بات يهتم بيوم المرأة العالمي ويحضر لها هدية ويكرمها، ويهتم بها أكثر، كذلك أفراد أسرتها يحتفلون بها ويحترمونها, ويوجد أشخاص بالنسبة لهم يوم المرأة العالمي مخالف لعاداتنا وتقاليدنا وللدين, بالنسبة لي الثامن من مارس يجب ان يقوم الإنسان بالتذكر بأن المرأة أداة فاعلة وايجابية في مسيرة الحياة، ومن ثم المفاضلة بين حقوق نالتها وواجبات قدمتها، خاصة وأن الخلط ما زال على أشده بين الحرية التي تعني المسؤولية، وبين الانفلات تحت مسمى الحرية، والواقع أن هذا اليوم يخص كل النساء في العالم، ويبحث قضاياهن المختلفة بصورة عامة، والمرأة العربية تحتفل به كونها جزءا من المنظومة النسائية العالمية". "مكانتها عظيمة في الإسلام" سناء قالت: "بالنسبة لي يوم المرأة العالمي لا أحتفل به حتى التاريخ المحدد لا أعلم به إلا أنه يأتي في شهر مارس، وذلك لسبب هام جداً, لأنه لا يوجد يوم واحد يجب ان نحتفل به لأنه عادة غربية، فان الله عز وجل كرم المرأة وجعل لها سورة كاملة وهي سورة النساء وسورة مريم وكذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كرم المرأة وجعل لها مكانة عظيمة في الإسلام, وفي أحاديث كثيرة تدل على ذلك، ان المرأة ليست كالرجل فهي تحمل ثم تضع تم تربي، كذلك قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال (الجنة تحت أقدام الأمهات), والمرأة ليست نصف المجتمع إنما كل المجتمع، أنا لا اهتم بهذا اليوم لأن المرأة كل أيام السنة يجب ان نكرمها وان نحترمها لأنها فعلاً مربية وصانعة رجال ولها الحق في الاحترام".