تعتبر المرأة ذلك الكيان المهم بأدواره المختلفة داخل المجتمع، بداية من كونها الأم، المربية، الكاتبة، الطفلة، الطبيبة، الموظفة، العاملة ... وغير ذلك من الأدوار، لكن ورغم حضورها الفاعل إلا أن المرأة خاصة الماكثة في البيت أو تلك الفتاة التي لم تنل نصيبا مهما من الدراسة تتعرض إلى مضايقات كثيرة من قبل الرجل، سواء باعتبارها الزوجة أو باعتبارها الفتاة التي تخرج إلى الشارع من أجل مهمات مختلفة. وبما أن ظاهرة العنف المادي والنفسي قد تفشت بشكل ملفت للنظر، خاصة بعد الاعتداءات المتكررة التي تنقلها وسائل الإعلام، ظهرت فئات مختلفة تستهدف المرأة بالذات، وعصابات متنوعة تباشر نشاطها على مستوى الحالات النفسية للمرأة مما يعرضها في بعض الأحيان إلى الاختطاف والقتل. كما ظهرت ممارسات نفسية تؤدي بالمرأة المتزوجة إلى طلب الطلاق، مما يجعلها تدخل متاهات متعددة لا تخرج منها سالمة نفسيا ولا ماديا. لذلك ارتأينا أن نتقرب من بعض الفئات ونحاول أن نستجلب الدوافع والأسباب والخصائص والتوصيفات حتى ننقل ما يمكن نقله بشكل علني مباشر يساعد بالضرورة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه أو تغيير المسارات إلى الأحسن. الرجل هو من يكوّن المرأة فهو الذي يحتقرها وهو الذي يبجلها تقول الدكتورة رجاء يوسف "تتحول المرأة كلما مرّ عليها الزمن إلى سلعة أكثر مرونة بين يدي الرجل –نستثني الكثير- ولم تستطع رغم خروجها إلى الشارع وامتهانها لعدة وظائف أن تحقق لذاتها مكانا تكون فيه "المرأة الإنسان"، فكثير من الظواهر التي تعترضها في طريقها توحي بشكل أو بآخر بأنها ذلك الكائن الخرافي الجميل الذي يستمتع به الرجل ثم لا يلبث أن يرمي ببقاياه إلى ظلام الشوارع، ولسنا نتحدث عن الكل باعتبار أن الظاهرة تشمل الكثير من المناطق دون أن تطغى عليها كلها والعنف ضد المرأة أو العنف ضد النساء هو مصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أو بشكل استثنائي تجاه النساء كما جاء في تعريفه... فالرجل هو من يكّون المرأة تحت ظله وهو الذي يحتقرها وهو الذي يبجلها وعلى المرأة أن تعي جيدا هذا الاحتقار فتحاربه وعلى المرأة أن تعي جيدا هذا التبجيل فتوقره وتحترمه وتخدمه، فليس كل الرجال محتقرين وعنيفين ضد المرأة لكننا نتكلم عن الفئة الضالة التي تنخر في جسد المجتمع وتفسد أجواءه الروحية والنفسية والدينية" على المرأة أن تعي جيدا هذا الاحتقار فتحاربه وعلى المرأة أن تعي جيدا هذا التبجيل فتوقره تحاول "رجاء" أن تقف على إشكالية تكوينية لدى المرأة مما توحي بأن المجتمع هو من يشكل المرأة، وإذا استسقينا مفاهيم "بن خلدون" فإن المرأة ليست وحدها من يشكلها المجتمع بل الإنسان ذاته، وهو حسب تعبير بن خلدون " ابن بيئته". تقول الشاعرة فتيحة عبد الرحمن بقة "في مجتمعنا الذكوري تتعرض المرأة للعنق النفسي والجسدي بأبشع الطرق وأحقرها، وحتى من طرف العقول التي تدعي الثقافة والوعي فإما رجل يحتقرها وإما رجل يراها بعين النقص فلا يمنحها حقها في التعبير، أو حتى في الإبداع، وإما رجل ينظر إليها على أنها فريسة يتصيد فرصته فيها في حين أنّ المرأة كالرجل كائن له الحق في التعبير والإبداع والتميز كل هذا لن يقلل من كونها إنسان / امرأة" كما قالت الأستاذة خضرة م "إن العنف ضد المرأة ثقافة سائدة عند معظم الرجال ولكن يا عزيزي الرجل قبل أن تفجر رجولتك فكر في إنسانيتك" 2664 حالة عنف جسدي وجنسي ضد المرأة بولايات الوسط في السنة الماضية في استطلاع قامت به جريدة الحياة بتاريخ 20 فيفري 2013 حول "ارتفاع حالات العنف ضد المرأة" وخاصة من طرف الأقارب فقد أحصت المفتشية الجهوية لشرطة الوسط في الحصيلة السنوية للسنة الماضية 2664 حالة عنف جسدي وجنسي ضد المرأة بولايات الوسط . وحسب الأرقام المقدمة فإن أكثر حالات العنف المسجلة يقف وراءها الأزواج وذلك ب538 حالة عنف واحتلت العاصمة الصدارة في هذا النوع من الجرائم ب256 حالةأكثر حالات العنف المسجلة يقف وراءها الأزواج وذلك ب538 حالة عنف واحتلت العاصمة الصدارة في هذا النوع من الجرائم ب256 حالة، كما سجلت ذات المصالح 174 حالة عنف ضد المرأة ارتكبها الأخ و156 حالة يقف وراءها الأبناء إلى جانب 103 حالة يقف وراءها العشيق و11 حالة الخطيب إلى جانب 464 حالة ارتكبها أفراد آخرين من العائلة في حين لم تسجل سوى 18 حالة عنف يقف وراءها الآباء ضد بناتهم، وهوما يعكس عدم انتهاج الآباء أسلوب العنف اتجاه بناتهم، في حين يلاحظ تعامل الأزواج بقسوة اتجاه زوجاتهم وما يثير الانتباه ويعكس خطورة العنف الممارس ضد المرأة وفق هذه الإحصائيات هوتسجيل 156 حالة عنف ضد المرأة يقف وراءها فلذات الكبد وهم الأبناء. على صفحة "قداسة الأنثى" على صفحة فيسبوكية يحاول البعض استقصاء إشكالات المرأة ومفاهيمها المجتمعية وأدوارها في الداخل، فكانت صفحة"قداسة الأنثى" لها وجهة نظر تؤدي فرضيات مهمة في تقديم شكل معين للمرأة ترى فيه أنه الشكل الحقيقي والصحيح، تقول "إما أن يجنح المجتمع إلى تحقير المرأة وازدرائها وهذا ما يحدث بالفعل.. وإما أن يجنح إلى تدليل المرأة وإفسادها وجعلها مسرحاً لشهوة الرجل.. وما بينهما تتجرع هي الظلم... من مجتمع اقصائي بعيد كل البعد عن المنهج الإنساني بغض النظر عن المعتقد.. فشرائع الله قبل وبعد الرسالات تحرم الظلم وتجرمه. فاعتمد المجتمع السلطوي على عمليات مستمرة من الإبادة والتشويه والتزوير لثقافة المرأة القديمة. وسلب منها قدراتها الإبداعية والفكرية، بل والبيولوجية أيضا، وانعكست الحقائق رأساً على عقب، وبدلاً من أن تكون المرأة هي التي تلد، أصبح الرجل هو الذي يلد (زيوس ولد أثينا من رأسه، وآدم ولد حواء من ضلعه).....والله يقول... " وبدأ خلق الإنسان من طين"، قبل أن تكون أم وأخت وزوجة وبنت وحبيبة... هي الانسانة !!! وفي موضع آخر يقول علي نصير "نعم أنا أقدس المرأة بل أقول إنها أفضل من الرجل وما من امرأة منحرفة إلا بسبب الرجل الدنيء". ويقول أحمد المليحي "يكفي أن الله سبحانه وتعالى أسند مهمة صنع وتربية ومسؤولية أهم مخلوقاته للمرأة وهى صنع الاطفال من الرحم للمهد الى اللحد." أما فيصل المولى فقد تعجب من عدم صياغة حقوق المرأة في هذه الصفحة وقال "المشكلة أن المرأة في هذه الصفحة لا تطرح طرحا واضحا، فلا ندري ماهي الحقوق المهضومة التي تطالب المرأة باستعادتها .... هل يمكن إعلان واضح للحقوق المهضومة؟؟؟ هل هنالك مطالب محددة وواضحة؟ نتمنى على الاخوات والاخوة في ادارة هذه الصفحة إيضاح القضية بشكل محدد ودقيق ..." كما كانت نظرة إبراهيم بوعلي ترمي إلى أهمية وجلال الرسالة الإسلامية التي قال فيها "الإسلام أجمل هدية للمرأة من خالقها إن فهمه كل الناس على حقيقته". وكان شرطه في قوله فهم عمق الرسالة، لكن ما يتواجد على أرض الواقع وفي كثر من الحالات هو أن الكثير من الرجال يتعمقون في إهانة المرأة وحتى يتفننون في قتلها كظاهرة لا تنفى أبدا. العنف النفسي.. القضاء مليء بملفاتهم والمساجد بعيدة عن مثل هذه القضايا على مائدة الكثير من جلسات القضاء ما يوحي بأن الكثير من الرجال يستغلون ضعف المرأة وعدم رغبتها في مواصلة العيش معهم ذريعة للخروج من هذا الزواج بفائدة مادية، فهناك من يستغلها بأن تدفع له مبلغا كذا من المال حتى يطلقها، وهناك من يجرها إلى طلب "الخلع" فيستفيد مما تقدمه له ماديا، وهناك من يمارس عليها ضغوطات متعددة حتى تهرب عنه أو تقتل نفسها أو تموت غيضا ونكدا أو يساومها على الأولاد إن وجدوا. وبالرغم من تراكم الملفات والقضايا على مكاتب المحامين وعلى مساحات القضاء، إلا أن التلاعب بها صار مهنة الكثير من "الرجال"، خاصة أولئك الذين يعتبرونها سلعة هينة. يقول محمد حسين فضل الله وهو يتحدث عن العنف ضد المرأة في مقال الصحفي شمخي جبر (العُنف النفسي الذي يهدّد فيه الزوج زوجته بالطلاق أو بغيره، أو عندما يتركها في زواجها كالمعلّقة، فلا تُعامل كزوجة، أو الذي يستخدم فيه الطلاق كعنصر ابتزازٍ لها في أكثر من جانبٍ، فتفقد بالتالي الاستقرار في زواجها، ممّا ينعكس ضرراً على نفسيّتها وتوازنها.إلى العنف المعيشي الذي يمتنع فيه الزوج أو الأب من تحمّل مسؤوليّاته المادّية تجاه الزوجة والأسرة، فيحرم المرأة من حقوقها في العيش الكريم، أو عندما يضغط عليها لتتنازل عن مهرها الذي يمثّل في المفهوم الإسلامي هديّة رمزيّة عن المودّة والمحبّة الإنسانيّة، بعيداً عن الجانب التجاري" فمن يعوض هذا العنف النفسي وأي مواد قانونية تقف إلى جانب المرأة في مواجهة الحيل القانونية والمادية لدى الرجل؟ يقول محمد شس الدين - ليسانس حقوق- "الدخول إلى المحكمة يؤدي إلى عدم قابلية الرجل لدفع ما عليه شرعا، فيحاول أن يجد وسيلة كي يخرج ماديا بأقل الأضرارالدخول إلى المحكمة يؤدي إلى عدم قابلية الرجل لدفع ما عليه شرعا، فيحاول أن يجد وسيلة كي يخرج ماديا بأقل الأضرار، لأن الدين الإسلامي واضح جدا في هذه النقطة، "فامسكوهن بمعروف" أي بالمعاملة الحسنة والطيبة وإعطائها حقوقها المادية والنفسية، "أو سرحوهن بإحسان" أي دفع ما يترتب من أثر مادي شرعه الله لها، ولا وجود لأي منافذ أخرى خاصة في عصرنا الحديث الذي أضحت فيه المرأة متعلمة مثلها مثل الرجل وقد تتجاوزه فكريا في كثير من الأحيان، والكثير من الرجال يحاولون توريط المرأة في قضايا تفقد فيها حقوقها فيخرج هذا الرجل سالما غانما وهو في حقيقة الأمر "كفر" بأوامر الله وجحدها وكان من الخائنين" ثم يضيف محمد بشيء من الجزع والحزن"لا أدري لماذا يأخذون بنات الناس ويبهدلونهم في المحاكم وهم يستمتعون انتقاما وتصفية حسابات، إنها الفاجعة التي جاء نظام الإسلام الأخلاقي ليعالجها لكن الواقع يؤكد على أن الكثير لا تؤثر فيهم لا موعظة ولا ذكر، حتى أنني حين أؤدي صلاة الجمعة في كثير من المساجد أجد أنهم بعيدون جدا عن هذه القضايا المهمة في حياة الفرد المسلم" ويقول الإمام لخضر بن شريط " إنّ الإسلام لم يبح لأي كان من الرجال أن يمارس العنف ضد المرأة ولا حتى العنف النفسي بالكلام الجارح والهمجي واللاأخلاقي، ولم يبح التلاعب بعواطفها وتدميرها نفسيا، ولم يبح الانتقام منها، فهناك من الرجال من يقوم بذلك، وتعتبر هذه القضية قضية اجتماعية متفشية بشكل واضح طفا على السطح، فهناك من النساء ممن تتلقى السب والشتم والكلام القبيح ليس فقط من زوجها بل حتى من أبنائها، وهذا ذنب يعاقب عليه الشرع والقانون". أما ما يمكن إدراجه بشكل علمي مؤسس على خلفية منهجية ما قالته جميلة الطرابيشي في مقالها عن العنف ضد المرأة، فقد وضحت مهمة هذا العنف وقالت " هذا هو العنف الرمزي الذي يتحدث عنه عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو، ويقول عنه إنه عنف هادئ لا مرئي ولا محسوس حتى بالنسبة إلى ضحاياه, ويتمثل في أن تشترك الضحية وجلادها في التصورات نفسها عن العالم والمقولات التصنيفية نفسها, وأن يعتبرا معا بنى الهيمنة من المسلمات والثوابت. فالعنف الرمزي هو ذلك العنف الذي يبدو بديهيا ويفرض نفسه على الضحية والجلاد والقاضي ويقول عن نفسه أنه ليس عنفا. هذا العنف الثقافي هو الذي نجد له صدى في المادة الرابعة من الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة المتبنى عام 1993 والتي تنص :(على الدول إدانة العنف ضد المرأة ولا يجوز الاستشهاد بأي عادات أو تقاليد دينية لتجنب التزاماتها,فيما يتعلق بالقضاء على العنف). موقع المرأة في الإسلام إلى جانب الرجل في الإنسانيّة والعقل والمسؤوليّة ونتائجها اعتبر الكاتب والصحفي شمخي جبر أن هناك من يتّهم الإسلام في كونه عنف ضد المرأة وقال" يُتهم الدين الاسلامي ونصوصه وتفسيراتها وبعض أحكامه الشرعية بأنه أحد مصادر العنف ضد المرأة ،إلا أن لبعض الفقهاء والمتنورين منهم رأي مختلف، جاء في القرآن الكريم ، إذ يتخذون من بعض النصوص مصادرا ومراجعا لمواقفهم المعتدلة من المرأة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). وورد في حديث للنبي الأكرم (ص) (إن النساء شقائق الرجال)وكذلك قوله (استوصوا بالنساء خيراً). ويقف على رأس الفقهاء المجددين المجتهد اللبناني محمد حسين فضل الله الذي تميزت مواقفه بروح التجديد والابداع التي يتسم بها فكره الاجتماعي ، والذي امتد الى فتاواه الشرعية وقد ثارت ثائرة المؤسسة الدينية والكثير من رجال الدين ضده حين أصدر بياناً شرعياً لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي أفتى فيه (يجوز للمرأة الدفاع عن نفسها ضدّ عنف الرجل). وفيما يخص الأسرة والمحافظة على تماسكها يقول الكاتب شمخي جبر من خلال مقال له عن العنف ضد المرأة إنه "في ظلّ اهتمامنا بالمحافظة على الأسرة، فإنّه ينبغي للتشريعات التي تنظّم عمل المرأة أن تلحظ المواءمة بين عملها، عندما تختاره، وبين أعبائها المتعلّقة بالأسرة، وإنّ أيّ إخلال بهذا الأمر قد يؤدّي إلى تفكّك الأسرة، ما يعني أن المجتمع يُمارس عنفاً مضاعفاً تجاه تركيبته الاجتماعية ونسقه القيمي" وفي هذا يقول أيضا " لقد أكّد الإسلام على موقع المرأة إلى جانب الرجل في الإنسانيّة والعقل والمسؤوليّة ونتائجها، وأسّس الحياة الزوجيّة على أساسٍ من المودّة والرحمة، ممّا يمنح الأسرة بُعداً إنسانيّاً يتفاعل فيه أفرادها بعيداً عن المفردات الحقوقيّة القانونيّة التي تعيش الجمود والجفاف الروحي والعاطفي؛ وهذا ما يمنح الغنى الروحي والتوازن النفسي والرقيّ الثقافي والفكري للإنسان كلّه، رجلاً كان أو امرأة، فرداً كان أو مجتمعاً". كما كان للأستاذة أمال زواغي من خلال تفاعلها الدائم في نشر ثقافة التسامح والقيم الدينية المهمة والفاعلة في حياة الفرد المسلم والإنسان عموما مواقف ومقالات لها نتاجها الإيجابي، تقول" في خطبة الوداع أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة، أمًّا كانت أو زوجة أو بنتا أو أختا... فقال ( استوصوا بالنساء خيرا )، وهي الخطبة الجامعة التي حوت خلاصة التوجيهات النبوية للأمة. و يستهجن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعامل الرجل زوجته معاملة العبيد، ثم يطلب منها حقوقه آخر النهار فيقول صلى الله عليه وسلم :( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها آخر اليوم ). ومن يسأل اليوم عن حقوق زوجته عليه، وقد سأل أحد الصحابة وهو معاوية بن حيدة قال، قلت: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال: ( أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ) وقوله ( لا تقبح ) أي لا تقل قبحك الله... وهذا عنف لفظي قد نهى عنه فما بالك بالعنف الجسدي. ولهذا أكد عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع على ذلك بقوله ( اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله...) و ختاما، يبدو لنا جليا مما تقدم، أنه ما من شريعة سماوية أو وضعية كرمت المرأة ومنعت عنها الظلم والعنف مثل ما فعلت شريعة الإسلام، وأن ما يقع في البلاد الإسلامية من عنف ضد المرأة ما هو إلا نتاج تقاليد بالية أو فهم واستغلال خاطئ لمبادئ سامية لهذا الدين، شرعت في الأصل للحفاظ على الرابطة الزوجية، فاستغلها بعض الجهلة من أجل تحقيق نزواتهم استجابة لعقدهم النفسية، وما هو إلا نتاج للبعد عن المنهج السوي الذي شرعه الله في التعامل بين الجنسين المبني على ( المودة والرحمة )، فحل محله منطق القوة بدل قوة المنطق". مواجهة العنف ضرورة لا مفر منها وقضية لا بد من معالجتها دور المساجد والمؤسسات التربوية والجمعيات دور فاعل إذا تحركت في الاتجاه الصحيح يقول الكاتب والصحفي شمخي جبر "لمواجهة العنف والحد منه وضعت عدت آليات: تفعيل دور القضاء والحد من ظاهرة الإفلات من العقاب، والتسليم باحتياجات الضحايا والتجاوب معها، وتعزيز التعبئة الاجتماعية والتحول الثقافي. يجب إنفاذ القوانين والسياسات وتطبيقها، وتخصيص الميزانيات، وتتغير الاتجاهات والممارسات الضارة. و تعليم الأطفال وهم ما زالوا في كنف أمهاتهم أن العنف ضد المرأة والفتاة خطأ. وتلعب المدارس دورا في تعزيز المساواة بين جميع البشر، ذكوراً أو إناثاً، في القيمة والكرامة الأصيلة. تنشط وترويج ثقافة عدم التسامح مع العنف ضد المرأة في الاسرة والمدرسة وفي المجتمع. عدم جواز أن تتذرع دولة أو سلطة تحت أي ظرف من الظروف بدواعي العرف أو الدين أو التقاليد تبريراً للعنف المرتكب ضد المرأة". كانت الجزائر قد أيدت مبادرة السبع سنوات للأمم المتحدة 2008-2015 تحت شعار "لنتحد جميعا لمكافحة العنف ضد المرأة" وقد دعت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة في لقاءات سابقة إلى مكافحة هذه الظاهرة وقالت إن هذا ما تترجمه الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة من خلال تدعيم الأنشطة الجوارية ودعم فضاءات التوجيه للنساء ضحايا العنف وتكثيف الإعلام وحملات التحسيس من خلال وضع مخطط وطني للاتصال يهدف أساسا إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة، ولهذا لا بد من تضافر الجهود بين كل القطاعات لمواجهة هذه الظاهرة التي تؤثر بشكل سلبي ومباشر على المجتمع ككل. يقول الإمام بن شريط لخضر فيما يخص مواجهة العنف" علينا كأسرة دينية أن نفعل هذه القضية في المساجد وأن تكون خطبنا قوية هادفة للتغيير لا إلى مجرد سرد معلومات وحكايات، وعلى الجمعيات الثقافية والدينية أن تهتم به بشكل أكثر وعي وصدق لأن العمل الصادق من المؤكد أن يأتي بثمار طيبة، وعلى المؤسسات التربوية أن تقوم بتوعية طلابها من خلال برامج تثقيفية أسرية تهدف إلى زرع الأخلاق الطيبة لدى الطلبة الذين بدأت ظاهرة العنف تغزو عقولهم". اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أعلنت ناشطات نسويات 25 نوفمبر من كل عام كيوم للقضاء على العنف ضد المرأة. وفي 17 ديسمبر 1999 عدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة (القرار 54/134)، حيث دعت الأممالمتحدة الحكومات، المنظمات الدولية والمنظمات الغير حكومية لتنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول مدى حجم المشكلة في هذه الاحتفالية الدولية. النساء حول العالم عرضة للاغتصاب، العنف المنزلي وختان الإناث وأشكال أخرى متعددة للعنف. ويعتبر قياس حجم طبيعة المشكلة من الأمور التي يصعب تجميعها بدقة. أتى هذا التاريخ من عملية الاغتيال الوحشية في 1960 للأخوات ميرابال الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو (1930 - 1961). هناك المزيد من المعلومات حول تاريخ هذا اليوم والإصدارات والمنشورات التي تصدرها الأممالمتحدة المتعلقة بالعنف ضد النساء على مكتبة داغ همرشولد . "اليونيفيم" UNIFEM أو (صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة) لديه كذلك احتفاليات دورية باليوم العالمي ويعرض مقترحات لكيفية القضاء على العنف ضد المرأة. (عن ويكيبيديا).