دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أمس الحكومة إلى الاستقالة وتشكيل حكومة مصغرة بديلة تكون مهمتها إجراء انتخابات تشريعية مبكرة وقال النجيفي في بيان إنه وجه مبادرته إلى قادة البلاد والأطراف السياسية المختلفة، وذلك بهدف "الخروج من المأزق الخطير" الذي يشهده العراق حاليا وأعلن النجيفي أن مبادرته تهدف إلى "تكريس المصالحة الوطنية.. والتداول السلمي للسلطة من اجل تجنيب البلاد شبح الحرب الأهلية والفتن الطائفية وتتضمن مبادرة النجيفي ثلاث نقاط، أولها "تقديم الحكومة الحالية استقالتها وتكليف حكومة مصغرة ومؤقتة من أعضاء مستقلين يحظر عليهم المشاركة في الانتخابات المقبلة". وتنص المبادرة أيضا على "تكليف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتهيئة والتحضير لإجراء انتخابات مبكرة لمجلس النواب"، ثم "حل مجلس النواب تمهيدا لإجراء الانتخابات العامة وإفساح المجال أمام الشعب لاختيار ممثليه". وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه العراق أزمة دامية منذ اقتحام اعتصام مناهض لرئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يحكم البلاد منذ عام 2006، قتل فيه 50 شخصا وشكل شرارة أعمال عنف ضد قوات الأمن. وازدادت حدة التوتر الطائفي في العراق بعد دهم الشرطة لمخيم اعتصام للسنة وقتل 26 شخصا على الأقل في سلسة من التفجيرات التي ضربت محافظات ميسان والقادسية وكربلاء، بحسب ما ذكرت مصادر طبية وشرطية وقد بلغ التوتر الطائفي في العراق ذروته منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد قبل أكثر من عام. وكانت قوات الأمن قد دهمت مخيما للمحتجين السنة الأسبوع الماضي، وقد أثار هذا موجة من العنف على نطاق واسع فتكت بأكثر من 180 شخصا منذ الثلاثاء الماضي وانفجرت سيارة متوقفة بالقرب من سوق مزدحم في كربلاء ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينما قتل أربعة آخرون في انفجار وقع بالقرب من ضريح شيعي في المحمودية الواقعة على بعد 30 كم جنوبي بغداد ، ووقع انفجاران في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان التي تبعد عن العاصمة بغداد بمسافة 300 كيلومترا، وأوقعا 12 قتيلا على الأقل وأصابا 25 بجروح. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات، ولكن هذا النوع من الهجمات عادة ما يعزى إلى "تنظيم القاعدة" في العراق الذي يطلق على نفسه "دولة العراق الإسلامية". في حين أكدت الأمانة العامة للجامعة العربية أنها تتابع بقلق كبير الأوضاع المأساوية التي يمر بها العراق والتي أدت مؤخرا إلى مواجهات مسلحة بين الجيش العراقي ومتظاهرين سنة في ساحات الاعتصام وسقط من جرائها الكثير من القتلى والجرحى. وعبرت الجامعة العربية في بيان لها نشر اليوم أمس بالقاهرة عن صدمتها للتطورات الخطيرة في العراق وخشيتها البالغة على أمن البلاد واستقراره وسلامته وناشدت القادة السياسيين وشركاء العملية السياسية في العراق على تدارك هذه الأحداث الأليمة وحفظ دماء العراقيين وإخراج البلاد من دوامة العنف التي يدور فيها منذ سنوات. وأشار البيان إلى تراجع الأمانة العامة للجامعة العربية عن إيفاد مبعوث للعراق للمساعدة على تحقيق التوافق بين شركاء العملية السياسية في العراق وقالت أن الرؤى التي طرحتها وسائل الإعلام بهذا الخصوص "لم تصدر عن الجامعة " فيما أشارت مصادر مطلعة إلى أن تحفظ الحكومة العراقية على المقترح قد أوقف الفكرة. وقد حذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في البيان مجددا من خطورة الأوضاع في العراق وأن أي تأخير في معالجتها سيزيد من تفاقم الأمور وينذر بتدهورها وتعريض العراق والمنطقة بأكملها لكارثة محققة.