يعد الطفل سند اليوم وأمل المستقبل؛ و ثروة الأمة الحقيقية، الأمر الذي يستدعي من جميع الأطراف العملَ على وضع الأسس اللازمة لتنشئة وتكوين طفل يملك قدرات تخوِّله لأن يَكون هذه الثروةَ، وإذا كانت القيم الأخلاقية والتربوية هي أول ما يجب غرسه في هذا الطفل، فإنه إلى جانب ذلك، يحتاج إلى ما ينمي قدراتِه الذهنية، ويربِّيه تربية جمالية والاهتمام به على جميع الأصعدة وتوفير المناخ الملائم لاكتشاف عالم الطفل وأسراره. تعرف الطفولة المعاقة في الجزائر واقعا مرعبا وهو ما تترجمه الأرقام والحقائق عن ملايين الأطفال العاملين والمتشردين والأيتام، الذين وقعوا ضحية المأساة واللاأمن والتهميش. واقع مخيف ومرير ذاك الذي تعكسه الأرقام عن البراءة في الجزائر في عيدها العالمي.. أرقام تستدعي وقفة وتستوجب تحركا سريعا للجهات المعنية لإنقاذ جيل أضحى لا يؤمن بالحياة نظرا للتهميش والإقصاء. لاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة. وبمناسبة عيد العالمي للطفولة وجب تذكر هذه الفئة المنسية والتي تشكل أحد المحاور الأساسية التي وجب الاهتمام بها و الوقوف عليها، خاصة وأن أهم شريحة في المجتمع هي الطفل فهي جزء لا يتجزأ من المجتمع وكغيرها من فئاته لها حقوق وعليها واجبات. معاناة المعاقين رحلة لا تنتهي يعاني المعاق في الجزائر كثيرا خاصة بعيدة في ميدان تهيئة الطرقات والمؤسسات للمعاقين حركيا حيث غالبا ما يواجهون مشاكل كثيرة في التنقل ففي اغلب الأحيان يرفض صاحب حافلة أو طاسيلي نقل معوق حركيا بسبب عدم تلائم مركبته أو تهربه من تحمل مسؤوليته فبعد عناء سنوات الدراسة الطويلة و الجد و الاجتهاد و الطموح و النظر للمستقبل بعيون متفائلة تبقى الأبواب مغلقة في وجههم. الحلم المستحيل... الظفر بمنصب شغل ويعترف المعاقون بمرارة كبيرة بالفرق بين وضعيتهم ووضعية أمثالهم في الدول العربية من حيث فرص العمل والتكوين وحتى مطالبهم تختلف عن مطالب هؤلاء بينما "نحن نطالب بالحصول على ادني حقوقنا في التكوين والعمل والمنحة نجد مطالبهم تتمثل في الزواج والسكن. المعاق والعيش الكريم إن هذه الفئة تعيش تحت خط الفقر حيت كثيرا ما نشاهد المعوقين وهم يمدون أيديهم للتسول ونراهم في كل شارع يبيعون السجائر والخردوات لكسب قوتهم ويقطنون الأحياء القصديرية بعدما أغلقت في وجوههم أبواب الأمل في إيجاد منصب شغل ملائم رغم أولويتهم في الاستفادة من سكن وعمل ونقل إضافة إلى منحة الإعاقة المقدمة من طرف الدولة لاتكفي حتى لشراء الخبز وهذا بالنسبة لمعاق بنسبة مائة بالمائة والبالغة (4000دج) التزمت الجزائر بتعهداتها الدولية تجاه هذه الفئة هناك فرق بين التوقيع على الاتفاقية والتطبيق العملي على الأرض فنجاح الدولة بالوفاء بالالتزام من عدمه نستشفه من واقع. ليأتي القانون رقم02/09المؤرخ في 25صفر 1423،الموافق ل08ماي 2002،والمتعلق بحماية الأشخاص المعوقين،وترقيتهم،وقد استبشرت هذه الفئة خيرا بهذا القانون،معتقدة بأنه- أخيرا- سينهي سنين التهميش واللامبالاة،خاصة وأنه جاء بمواد تكشف تقدما ملحوظا في نظرة السلطات العمومية إلى مشكلة الإعاقة بكل تداعياتها،حيث غطى مختلف نواحيها،،و التطرق إلى الوقاية من الإعاقة(في فصل ثاني)ثم جاء (الفصل الثالث)ليتطرق إلى مواضيع التربية والتكوين المهني،وإعادة التدريب الوظيفي،وإعادة التكييف،ثم يأتي (الفصل الرابع)ليتطرق إلى الإدماج والاندماج الإجتمعيان،و(الفصل الخامس)الذي تحدث عن الحياة الاجتماعية للأشخاص المعاقين،ورفاهيتهم،بينما تطرق (الفصل السادس والأخير) إلى دور الهيئات المشرفة على تطبيقه. ولأن هذا القانون –كما قلنا-بنظرة جديدة،تقترب بعض الشيء،لما أتى به نص الإعلان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة،في التاسع عشر من ديسمبر 1975(القرار رقم:3447/30حول حماية المعاقين)والإعلان العالمي الأخير2006،وكذا للنظرة الحديثة إلى المعوق باعتباره شخص طبيعي،له حقوقا،وعليه واجبات كغيره من الأشخاص الطبيعيين الآخرين،وجاء أيضا بتصور واضح لحل بعض المشاكل العويصة التي تقف حجر عثرة في وجه هذه الفئة،من أجل الترقية والعيش الكريم. دور الجمعيات في حماية حقوق المعاق المهضومة تبقى الوعود التي تطلقها بعض الجمعيات والمنظمات المهتمة بشأن الطفولة حبرا على ورق فاغلب الوعود جاءت لترسيم الحضور فقط عندما تنظم إحتفالات اليوم العالمي للطفولة حيث تنشط الجمعيات أكثر في هذا اليوم عن طريق تنظيم الحفلات وتقدم هدايا هدفها الوحيد من وراء ذلك هو الحصول على إعانات ومساعدات الدولة ولا يعرف مصيرها فالاهتمام ينتهي بإنتهاء الحفل عكس ما يلاقيه المعاقون في الدول المتقدمة الذين يحضون بتخصيص ممرات وفضاءات، ومساحات خاصة بهم وتهيئة الحافلات و سيارات الأجرة للمعاقين حركيا و فرض غرامات مالية ضخمة، للمخالفين والمعتدين على حقوق هذه الفئة. عرعار: يجب تعزيز الحماية القانونية للأطفال من كل الأخطار في المجتمع" أعلن رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل "ندى" عبد الرحمن عرعار أن مشروع القانون المتعلق بحماية الطفولة من خطر معنوي يوجد حاليا على مستوى الوزارة الأولى ليتم عرضه قريبا على البرلمان. وأوضح عرعار في تصريح أدلى به على هامش اليوم البرلماني الذي نظم أول أمس حول "مرافقة الأطفال من خطر معنوي وجسدي" أن مشروع القانون هذا يهدف إلى "تعزيز الحماية القانونية للأطفال من كل الأخطار المعنوية التي قد يتعرضون إليها في المجتمع". من جهة أخرى ذكر عرعار بأهمية تحضير "مشروع القانون التمهيدي المعدل لقانون العقوبات بتعزيزه بمواد ردعية لمعاقبة كل من تخول له نفسه القيام بالاختطاف أو الاعتداء على الأطفال أو استغلالهم لأغراض التسول والتشغيل والانتهاكات الجنسية". وذكر بالنقائص التي تعرفها الترسانة القانونية حاليا لحماية حقوق الطفل داعيا إلى "تحيينها وتعزيزها بإجراءات جديدة من شأنها دعم وترقية الحماية ومكافحة كافة أشكال العنف والانحراف والاستغلال". وألح المسؤول ذاته على "دعم الحوار الجاد بين كل الأطراف المعنية لإيجاد حلول ناجعة لمشاكل الطفولة" مشيرا إلى أن شبكة ندى قامت بتقديم اقتراحات بناءة على اللجنة القطاعية المشتركة الخاصة بحماية الطفولة التي نصبت مؤخرا. ومن بين اقترحات الشبكة أشار عرعار إلى أهمية تعيين مندوبين للأطفال من مهامهم "متابعة كل الانتهاكات التي قد يتعرضون إليها في المجتمع وإحصائها ونقلها للجهات المعنية بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية". وتقترح الشبكة أيضا ضرورة إنشاء "مرصد وطني لحماية حقوق الطفل وكذا إنشاء محاكم متخصصة في قضايا حقوق الطفل ووضع جهاز للاندار والتبليغ في قضية الاختطاف بمساهمة السلطات العمومية والمجتمع المدني وتعزير آليات الوقاية من الجريمة والانحراف في أوساط الشباب". وذكر من جهة أخرى بأنه تم ما بين سنة 2012 إلى غاية ماي 2013 تسجيل عبر الرقم الهاتفي الأخضر 16 ألف مكالمة بغرض المساعدة. مجلة العزيمة مثال يقتدى به في الاهتمام بفئة المعوقين قال "جلال سعيدي" المصحح اللغوي في مجلة العزيمة في تصريح لجريدة "الاتحاد" أن فئة المعوقين في الجزائر تعاني كثير من التهميش والإقصاء مع العلم أن هذه الفئة استطاعت أن تثبت وجودها بتحدي الإعاقة وان هناك معاقين نجحوا في حياتهم وذكر أن هذه الفئة تحلم بالعيش الكريم وبوطن يرعاها "وأكد على أن "مجلة العزيمة" جاءت في هذا الإطار لتحمل في عاتقها مهمة مساعدة هذه الشريحة الضعيفة والمهمشة في المجتمع الجزائري "وهي مختصة بكل ما يتعلق بفئة المعوقين وهي مجلة فصلية مستقلة تصدر كل شهرين ولها أربع طبعات بالفرنسية والانجليزية والعربية ورياضية وهي ذات طابع إنساني وتعتبر همزة وصل بين المعوقين والمجتمع المدني للتحسيس بهذه الفئة المهمشة ومحاولة دمجهم في المجتمع وتعتمد المجلة في عملها على تمويل أصحاب القلوب الرحيمة وعلى عائدات الإشهار التي تتلقاها المجلة وعلى عائدات بيع المجلة والتي يبلغ ثمنها 200دج كما تنشط المجلة من خلال طاقمها بتنظيم نشاطات للتسلية والترفيه في المدارس الخاصة بالمعوقيين وعمر هذه الجريدة عشر سنوات من الصدور كما أكد جلال أن عيد الطفولة هو فرصة لجمع التبرعات وشراء كراسي متحركة وهي أول مجلة في الجزائر والمغرب العربي التي تختص بهذه الشريحة المهمشة التي وجب الاهتمام بها.