غداة 1962 يوم 5 جويلية استرجعت الجزائر سيادتها الوطنية بعد 132 سنة من الاحتلال ، بعد أن ضحت بالغالي والنفيس فقدمت على مذبح الحرية مليونا ونصف المليون شهيد من أجل تحرير الجزائر من ربقة الاستعمار الاستيطاني . فكان لزاما بل من الواجب تسليط الضوء على شهداء اعدموا بالمقصلة من أجل الجزائر. الشهيد أحمد زبانة أحمد زهانة المدعو أحمد زبانة ولد سنة 1926 بزهانة على بعد 32 كلم من وهران وهو مناضل وشهيد الثورة التحريرية الجزائرية. نشأ وسط عائلة متكونة من 8 أطفال وهو الرابع بين إخوته. نشاطه السياسي انظم أحمد زبانة إلى الكشافة الاسلامية زيادة على شعوره بما كان يعانيه أبناء وطنه من ظلم وقهر فكل هذه العوامل كانت وراء انضمامه للحركة الوطنية كما قد شارك في عملية البريد بوهران عام 1950 كما ازداد نشاطه وتحركاته السياسية وهذا أثار انتباه السلطات الفرنسية مما ألقي عليه القبض وتقديمه إلى الحكم وحكم عليه بالسجن لمدة 3سنوات ونفى إلى مدينة معسكر ومستغانم عين زبانة من قبل بن مهيدي مسؤولا عن ناحية زهانة فحدد مهامه بهيكلة الأفواج وتدريبها واختيار العناصر المناسبة وتحميلها المسؤولية، وافلح في تكوين الأفواج من زهانة ووهران وعين تيموشنت الخ كما أشرف على نصب الكمائن وشن الهجومات وصناعة القنابل. استشهاده وبعد تنفيذ العمليات الهجومية على الأهداف الفرنسية المتفق عليها ومن العمليات الناجحة التي قادها زبانة هي عملية لا ماردو في 4 نوفمبر 1954 ومعركة غار بوجليدة في 8 نوفمبر1954 وهذا بعد أن أصيب برصاصتين فنقل زبانة إلى المستشفى العسكري بوهران ومنه إلى السجن وفي سنة 21 أفريل 1955 قدم للمحكمة العسكرية بوهران فحكم عليه بالإعدام وفي سنة 3 ماي 1955 نقل إلى سجن بربروس بالجزائر وقدم للمرة الثانية للمحكمة لتثبيت الحكم الصادر عن محكمة وهران ومن سجن بربروس إلى سجن سركاجي . وفي يوم 19 جوان 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا أخذ زبانة من زنزانته وسيق نحو المقصلة وهو يردد بصوت عال أنني مسرور جدا أن أكون أول جزائري يصعد المقصلة، بوجودنا أو بغيرنا تعيش الجزائر حرة مستقلة. رسالته إلى أمه كلف الشهيد محاميه بتبليغ الرسالة إلى والدته التي جاء فيها: " أقاربي الأعزاء، أمي العزيزة: أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة، والله وحده أعلم. فإن أصابتني مصيبة كيفما كانت فلا تيئسوا من رحمة الله. إنما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها، وما الموت في سبيل الوطن إلا واجب، وقد أديتم واجبكم حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم، فلا تبكوني بل افتخروا بي. وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان دائما يحبكم وكنتم دائما تحبونه، ولعلها أخيرا تحية مني إليكم، وأني أقدمها إليك يا أمي وإليك يا أبي وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح ودينية وإليك يا أخي العزيز عبد القادر وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم. الله أكبر". الشهيد حمادو حسين حمادو حسين المولود بالقنطرة ولاية بسكرة ولد عام 1935 بحكم كان يعمل بباتنة عند المقاول مقلاتي عيسى وبعدما اتصلت به منظمة جبهة التحرير الوطني وكلفته بمهمة قتل استعماري كبير كان يتفنن في تعذيب الجزائريين فزودته المنظمة بالسلاح لتنفيذ العملية. نضاله وبعد تنفيذها في مدينة باتنة فر وعند هروبه ترصدته القوات الفرنسية وأطلقت عليه النار فأصابته في رجله ورغم ذلك واصل الجري إلى أن دخل إلى أحد مراكز البريد بولاية باتنة للاختباء ومع الأسف كانت هناك امراة فرنسية هي من أفشته إلى السلطات الفرنسية. استشهاده فأخذته السلطات الاستعمارية واقتادته إلى مستشفى قسنطينة وبعد معالجته اقتادوه الى المحكمة العسكرية أين حكم عليه بالإعدام سنة 1958 بسجن الكدية في قسنطينة . وعندما سمعت أمه خبر إعدامه خرجت إلى الشارع وهي تطلق زغاريد الفرحة بابنها البطل الذي ضحى بالنفس والنفيس أجل وطنه. الشهيد طالب عبد الرحمن ومن بين شهدائنا الأبرار نجد طالب عبد الرحمن المعروف باسم " كميائي معركة الجزائر" ولد بالقصبة في مدينة الجزائر يوم 5 مارس 1930 ، ينتمي إلى عائلة محافظة حيث التحق بالمدرسة الابتدائية ثم التعليم المتوسط بالعاصمة، وبعد أن كان متفوقا في دراسته واصل تعليمه في كلية العلوم لمتابعة دراسات عليا في الكمياء كما تعلم الألمانية . التحاقه بالثورة التحريرية بعد أن اندلعت الثورة التحريرية الوطنية التحق طالب عبد الرحمن بجبهة التحرير الوطني سنة 1955 لينشط بمنطقة أزفون الولاية العسكرية الثالثة ، حيث ساعد في صنع المتفجرات وذلك بوسائل تقليدية ليقوم بعدها بإنشاء مخبر لصناعة المتفجرات في منطقة الابيار بالعاصمة.وفي تاريخ 19 ماي 1956 شارك في إضراب قام به جماعة من الطلاب الجزائريين. أما في الحادي عشر أكتوبر من نفس السنة اكتشفت القوات الفرنسية المخبر الكيميائي وأصدرت في شأنه أمرا بالقبض.إذ التحق بإخوانه المجاهدين لمواصلة نضاله العسكري بالمنطقة الرابعة بشريعة إلى حين القي عليه القبض في منطقة البليدة من طرف القوات الفرنسية يوم 5 جوان 1957 ، حيث تعرض لمتخلف أشكال التعذيب والقهر على يد الاستعمار الغاشم أثناء استجوابه ولكنه لم يبح بأي معلومة للعدو. استشهاده استشهد عبد الرحمن يوم 24 أفريل 1958 بعد إعدامه بالمقصلة في سجن بربروس بمدينة الجزائر. فهو الشهيد الذي حير المستعمر بعبقريته في صنع القنابل". الشهداء المنفذ فيهم حكم الإعدام بسجن بربروس فراج عبد القادر المولود في 1931 بالأخضرية ، والذي كان عونا في البناء ودخل إلى سجن بتاريخ 24 ماي من عام 1956 ونفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة يوم 19 جوان 1956 على الساعة الرابعة صباحا.كما نجد أيضا حاحاد عبد الرزاق المولود بتاريخ 26 ديسمبر 1928 بالجزائر والذي كان يعمل تاجرا ، دخل إلى السجن بربروس يوم 23 نوفمبر من عام 1956 ونفذ فيه حكم الإعدام يوم 22 جوان 1957 على الساعة الثالثة و32د. شهداء سجن الكدية بقسنطينة أما المنفذ فيهم حكم الإعدام بسجن الكدية بقسنطينة نجد منهم مرابط سعيد المولود بقسنطينة حيث دخل السجن يوم 18 أكتوبر 1956 ونفذ فيه حكم الإعدام يوم 5فيفري من عام 1957.كما نجد بوشامة عبد الله المولود بالقالة حيث دخل السجن الكدية بتاريخ 6جوان 1957 ونفذ فيه حكم الإعدام يوم 12 أكتوبر من نفس السنة. شهداء سجن وهران المنفذ فيهم الحكم بالإعدام فرحات بن عمور الموجود بسجن وهران تاريخ تنفيذ حكم الإعدام فيه يوم الرابع من شهر فيفري عام 1958 بالمقصلة .أما أخر الشهداء المنفذ فيهم حكم بالإعدام هو سليمان بالمختار حيث نفذ فيه الحكم بالإعدام بتاريخ 1960 في الخامسة صباحا بالمقصلة.هذا غيض من فيض وقليل من كثير ذلك أن ثورتنا العظيمة فيها الكثير من المآثر والأمثلة ما يجعلها من أعظم ثورات القرن العشرين لأنها قدمت القوافل من الشهداء سجلوا اسم الجزائر بأحرف من نور في سجل التاريخ المخلد للأمم العظيمة.