كانت الخرجة الميدانية ل"الاتحاد إلى المطعم التضامني الرحمة بوسط مدينة الشلف، فرصة لاكتشاف معنى التضامن الحقيقي والإحساس بذلك من طرف الغير،حيث وقفت الجريدة مع من يصنعون هذا الإحساس والشعور في وسط من هم بحاجة إليه،دون أن يشعروا بالنقص أو بالنظرة إليهم بأنهم فعلا،الناس تعطف عليهم،هؤلاء الذين يصنعون أو يساهمون في هذا الإحساس والشعور هم شباب وشابات من مختلف الفئات الاجتماعية والمستويات التعليمية وأغلبهم يحملون شهادات جامعية عليا،منهم الطبيب،المهندس والأستاذ والطالب والبطال،جمع هؤلاء،فقط محبة الخير،هؤلاء،ينشطون في إطار قانوني تحت غطاء"جمعية ناس الخير،الشلف "،يرأسها شاب مثقف،يحمل شهادة مهندس،حاليا هو بطال،حيث كان يشتغل في إحدى المؤسسات والعمل التطوعي دفعه أن يستقيل ويتفرغ إلى هذا النشاط الإنساني ويتعلق الأمر بالرئيس " ابرهيم بن عبد الملك"،حيث حاورناه حول أهم نشاطات الجمعية منذ نشأته وكان قلبه مفتوحا لنا وابتسامته لا تفارق محياه. أضحت جمعيتكم معروفة على الصعيد المحلي والوطني وحتى العربي ولكن لابأس،أن تعرفنا بهذه الجمعية التي يشهد لها الجميع بالعمل التضامني ؟ أبدأ حواري معك،مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم،حديث (إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته:يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب،فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته: يا ملائكتي، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أنا أرضيه يوم القيامة) وقال أيضا،من ضم يتيما فكفله في نفقته،وكفاه مؤونته،كان له حجابا من النار يوم القيامة،وقال أيضا من مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة. حقيقة.جمعية ناس الخير ولدت قبل أن تولد وعرفت كذلك قبل أن تعتمد بصفة رسمية بتاريخ 23 جوان 2011،حيث كانت أول عمل تضامني قمنا به آنذاك زيارة إلى دار العجزة.وبالمناسبة نشكر المؤسس الوطني الأول، إلياس فيلالي،رئيس جمعية ناس الخير الجزائر العاصمة،كما نحيي جمعيات ناس الخير وطنيا و كل أعضاء الجمعية،مقر الجمعية، دار الشباب حي لالة عودة الشلف. هل يمكن أن تعرفنا أو تبرز أو تشير ولو بأختصار الى الأهداف الأساسية لجمعية "ناس الخير التضامنية "؟ وهو كذلك، أهداف جمعية ناس الخير،هي تضامنية خيرية بالدرجة الأولى،من ضمن أهدافها :أول هدف هو التحسيس بمعنى توعية المجتمع بكافة شرائحه على فعل الخير،ثانيا،التآخي بين كل المواطنين ونزع العنصرية،غرس ثقافة بيئة نظيفة والمحافظة عليها،مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى في المستشفيات وتفقد أحوالهم،تنظيم زيارات في كل مناسبة الى مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة كمراكز العجزة والمعوقين، العمل على التحسيس،ثالثا،إنقاذ الشباب من الآفات الاجتماعية و الانحراف. ما هي أهم النشطات الخيرية التي قامت بها الجمعية منذ تأسيسها ؟ قمنا باسم الجمعية بعدة نشاطات خيرية من ضمنها :أول خرجة ناس الخير كانت في 23جوان 2011 مع لاعبي فريق جمعية الشلف لكرة القدم الى مركز الشيخوخة الكائن مفره بحي مداحي،كما قمنا بتنظيم زيارة الأطفال المسعفين المتواجدين بمركز تنس في نفس السنة. هل يمكن نعرف برنامجكم المسطر خلال هذا الشهر الفضيل؟ نشاطنا المسطر خلال هذا الشهر يتمحور في ثلاث أنشطة رئيسية،قفة رمضان،كسوة العيد ومطعم الرحم،ففي ما يخص هذا الأخير،أطلقنا المبادرة لفائدة العائلات الفقيرة و المحتاجة و عابري السبيل،حيث قمنا بفتح مطعم الرحمة، أطلق عليه تسمية سبيل ناس الخير،يقدم يوميا بمعدل 60 وجبة غذائية ساخنة لفائدة المعوزين و عابري السبيل و قد فتح المطعم أبوابه منذ اليوم الأول من شهر رمضان و يشرف على تسيره أعضاء الجمعية وعددهم حوالي 25 متطوعا،وهذا المطاعم بمساهمة العديد من الشركاء منهم كافيتيريا المنزل،البرنامج الثاني،قفة رمضان وتتمثل في.سلة الخير و الهدف منها جمع المواد الغذائية من أجل إعداد قفة رمضان و توزيعها على العائلات الفقيرة والمحتاجة حيث عملية التحسيس و الترويج للمشروع الخيري،انطلقت قبل أيام قليلة عن موعد حلول شهر رمضان الفضيل عبر الشوارع و المدن و على صفحة التواصل الاجتماعي "فايسبوك " و تم تعليق لافتات و وضع على مستوى عدد من السوبيرات و المحلات التجارية سلال لجمع تبرعات المحسنين من مختلف المواد الغذائية منها سوبيرات الساجي بحي الزبوج، حلومي مقابل ثانوية السلام،سوبيرات المسجد بحي شريفي قدور، سوبيرات صبايحية بحي رقم 09 بالشطية،السوق التجاري المعروف بسوق الفلاح بحي الحرية و عدد من المحلات التجارية.وقد تم في ظرف أقل من أسبوع بفضل مجهودات أعضاء الجمعية و كذا المتبرعين جمع كميات معتبرة من مختلف المواد الغذائية الأساسية التي نقلت إلى مقر الجمعية و تم ترتيبها و تصنيفها و أعدت على شكل قفف،بلغ عددها حوالي 400 قفة و العملية لا تزال متواصلة إلى غاية نهاية شهر رمضان.و العملية الخيرية الثالثة تتمثل في كسوة العيد حيث سيتم بالتنسيق مع محل كريم عواق وبفضل تبرعات المحسنين و أهل الخير،شراء ملابس جديدة و توزيعها على الأطفال اليتامى و أبناء العائلات الفقيرة قبل عيد الفطر المبارك. وهل من مبادرات أخرى كتنظيم حملة التبرع بالدم مثلا؟ قمنا بذلك،خلال شهر أفريل الماضي وتمكنا، من جمع 60 كيسا من مختلف الزمر،حيث تم تنظيم العملية وبمشاركة،عدة شركاء منهم، الإذاعة الوطنية "محطة الشلف" و اتصالات إدارة الجزائر،هذه الحملة حملت،شعار "أعطي دما،أعطي حياة ".هذا بمشاركة أعضاء جمعية ناس الخير وعدد من المتطوعين من موظفي اتصالات الجزائر و جمع غفير من المواطنين وكذا حضور أعضاء من جمعية ناس الخير العاصمة.من جهتها،وفرت إدارة اتصالات الجزائر بالتنسيق مع المشاركين،شروط إنجاح هذه الحملة الإنسانية من خلال تخصيص الفضاء المناسب و توفير شاحنة بنك الدم التابعة لمديرية الصحة و إطار طبي أشرف على العملية،يتكون من طبيبين و ممرضين وكذا تحسيس المواطنين للتبرع بالدم و المساهمة في إنقاذ الأبرياء علما أنه تم خلال هذه الحملة جمع 60 كيسا من الدم من مختلف الزمر. ألم تفكروا في تنظيم ندوات أو عمل تحسيسي في وسط شريحة الشباب المتعلق بمحاربة جميع الآفات الاجتماعية؟ وهو كذلك،حيث نظمنا يوم دراسي حول العنف المدرسي،احتضنته ثانوية الإخوة سعدي ببلدية واد سلي،وذلك بمشاركة ومساهمة بالإضافة إلى الأسرة التربوية كل من فرقة الأحداث للدرك الوطني،إضافة إلى عدد من الأساتذة والأخصائيين النفسانيين،حيث كان هدف هذا اليوم الدراسي،زرع ثقافة السلم والتسامح،غرس المحبة و التعاون بين أفراد المجتمع الواحد و الاهتمام بالبيئة و العمل التطوعي و كذا إبراز نتائج العنف المدرسي.وتضمن هذا اليوم، محاضرة تحمل محور أساسي ورئيسي، تحت عنوان "العنف المدرسي"،نشطها إطار من فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني،تطرق من خلالها إلى عدة نقاط منها مفهوم العام للعنف المدرسي،أسباب و أنواع العنف المدرسي كما تم تقديم الحلول الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المسالم.كما كانت فرصة للتعريف بفرقة الدرك الوطني لحماية الأحداث بالشلف،الكائن مقرها بعاصمة الولاية،و هي إحدى الفرق المختصة التي استحدثتها مصالح الدرك الوطني بثماني ولايات خلال السنة الماضية،هي العاصمة، وهران، البليدة، المدية، الشلف، تيارت،قسنطينة و عنابة.وقد تم اختيار دركيين ونفسانيين من ذوي الخبرة الميدانية للعمل في هذه الفرق،لتمكينهم من التعامل باحترافية مع فئة الأحداث و انتشالهم من خطر الانحراف وإبعاد عنهم الخطر الذي قد يلحق بهم.وقد حلت هذه الفرق محل خلايا الدرك الوطني لحماية الأحداث من الانحراف وهي وحدة من وحدات الدرك الوطني تعنى بفئة الشباب،الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة و يتركز عملها على مرافقة الشباب المراهق وإعادة إدماج شخصيات الأحداث غير السوية، ولها طابع وقائي،يعتمد أساسا على معالجة حالات القصر المعرضين والمقبلين على الانحراف، بالإضافة إلى توفير متابعة وحماية للأحداث من كل سوء معاملة أو أي اعتداء مهما كان شكله،خاصة ضحايا الاعتداءات الجنسية سواء بالوسط العائلي،أو بالمراكز المخصصة للأحداث و الشارع،وتكون الحماية أيضا من خلال برمجة عمليات التحسيس والوقاية من مختلف الآفات الاجتماعية ومن جميع أشكال الإنحراف عبر المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين و المؤسسات الأخرى إلى جانب التنسيق مع الجمعيات الناشطة في مجال حماية الأحداث. أبلغنا بأنكم نظمتم قافلة تضامنية الى سكان المناطق النائية،كيف كان ذلك ؟ هذا صحيح،حيث نظمنا المبادرة مع عدد من جمعيات ناس الخير وطنيا،أين كانت وجهتنا نحو 250 عائلة،تعيش حياة بدائية ومأواهم بيوت طوبية وغذاءهم ما تنعم به الطبيعة وهذا بمنطقة جبلية نائية معزولة ببلدية بريرة،حيث برمجنا المبادرة في مرحلتين،الأولى الإحصاء والثانية تقديم المساعدات والتي مست 250 عائلة، حيث تنقلت القافلة في وموكب تضامني محمل بالعديد من المساعدات التضامنية من قفف على شكل قفة رمضان وملابس شتوية،إضافة الى أغطية وأسرة وبعض المستلزمات المنزلية،ضف إلى ذلك أدوية حسب الوصفات الطبية. هل كانت لكم مبادرة السنة الماضية مماثلة لهذه السنة؟ نعم كان ذلك،حيث مسحنا،دموع الحرمان عن أكثر من 200 طفل يتيم عشية عيد الفطر المبارك وخلال ثلاثة أيام الأخيرة من رمضان،حيث قمنا بدءا من ليلة القدر المباركة الى مبادرة تضامنية موجهةخصيصا للأطفال اليتامى القاطنين بمختلف بلديات الولاية،حيث تم تقديم وتجهيز أكثر من 200 طفل يتيم بملابس العيد،كما قمنا في ليلة الشك بتفقد أحوال العائلات و البحث في ربوع الولاية عن أطفال يتامى جدد من الذين لم يسعفهم الحظ أو لم يتم إحصائهم وتجهيزهم بملابس العيد،حيث بقيت العملية التضامنية لتقديم كسوة العيد الى الأطفال الذين فقدوا حنان الوالدين الى الساعات الأخيرة من يوم عيد الفطر المبارك.أما فيما يتعلق بقفة رمضان قمنا بتوزيع أكثر من 200 قفة للعائلات الفقيرة والمعوزة. هل النشاط التكفل بالمرضى ضمن برامجكم ؟ أما النشاطات المتعلقة بالتكفل بالمرضى،آخرها،التكفل بنقل 25 مريضا "بداء "سبينا بيفيدا " على المستوى الوطني،ونقلهم من الجزائر نحو إحدى المؤسسات العالمية الكبرى للعلاج بتونس،وقد تكفلت بالمبادرة جمعيات ناس الخير عبر ربوع الوطن،من أجل معالجة هذه الشريحة من هذا الداء الخطير،وحسب الأخصائيين،فإن هذا الداء الخطير يعرف باستسقاء الحبل ألشوكي و عبارة عن خلل ينتج عن مشكلة في مرحلة النمو المبكر جدا للجنين وهو يحصل عندما لا تنغلق بعض فقرات العمود الفقري على أنبوب الأعصاب المركزي ونتيجة لذلك تبقى هنالك منطقة طرية غير محمية قد تنتفخ وتبرز عبر الجلد ككيس داكن اللون،يكون مغطى بطبقة رقيقة جدا قد يرشح من خلاله سائل من الحبل الشوكي والدماغ.حيث تمت عملية نقل المرضى بعد أن تمت عملية الفحص الطبي واكل الإجراءات الإدارية في ذات المستشفى،حيث تكلف العملية للطفل الواحد ما قيمته بالعملة الوطنية 40 مليون سنتيم،أي ما قيمته مليار سنتيم من أجل التكفل بجميع الأطفال،حيث بعد التكفل بمثل هذه الحالات النادرة والتي تم البحث عن المصابين بهذا الداء عن طريق أعضاء الجمعيات على مستوى الوطني ومنها تنقل أفراد من الجمعيات وعرض على ولي الطفل باستعداد جمعيات ناس الخير بهذا المريض وبعد أن تتم الموافقة تبدأ الإجراءات اللازمة. ما هي العواقب أو المشاكل التي تصادفكم أثناء تأدية كل نشاط خيري ؟ هناك الكثير من العواقب التي صادفتنا ولازالت تصادفنا كأعضاء للجمعية أول شيء نقص في الميزانية،كما كنا نتلقى صعوبات كبيرة قبل حصولنا على الاعتماد الرسمي في الحصول على التراخيص لتسيير النشاطات الخيرية.وبعد حصولنا على الاعتماد اكتشفنا أشخاص انتهازيين واستغلاليين بالوعود الكاذبة. ماهو البرنامج أو النشاط الذي كان له تأثير إيجابي في وسط الجميع من مسيرين أو عامة الناس؟ رئيس الجمعية :في الحقيقة كل الأنشطة الخيرية لقيت استحسان من طرف الجميع سواء المسؤولين أو عامة الناس،وكل البرنامج الذي تم تنفيذه أثر في الجميع ولقي استحسان خاصة من الناحية الإنسانية والتضامنية، وأهم نشاط كان له تأثير كبير في نفسية الجميع هو نشاط عيد الأضحى المبارك،وبالمناسبة فقد قمنا السنة الماضية بتوزيع 5 كباش على العائلات المعوزة وسنسعى هذا العام أن نقوم بنفس العمل بقدرة الله كيف هي علاقتكم بالمسؤولين،وخاصة المباشرين منهم كمديرية النشاط الاجتماعي أو مدراء المراكز الخاصة ؟ علاقتنا مع المسؤولين علاقة جد طيبة، وهم بذلك جد مشكورين. ما هي أهم المشاريع الكبرى المسطرة ضمن برامجكم؟ سطرنا عدة برامج تعد كمشاريع بالنسبة لنا كجمعية منها على المستوى المحلي:تنظيم أ و المشاركة في الزواج الجماعي الذي ينظم عادة في كل شهر جويلية، إرسال احد الأشخاص المسنين أو مجموعة حسب الظروف المادية إلى بيت الله الحرام، تحسيس جميع المواطنين بحب الوطن وفعل الخير، القيام بحملات تطوعية ميدانية دورية كل مرة للقضاء على ظاهرة التسول ومظاهر البؤس الأخرى، توعية الأجيال بأخطار من الكحوليات والمخدرات والتدخين وتنظيم حملات تحسيسية تقضي أو تخفف من الظاهرة،تنظيم دورات ثقافية ودراسية ورياضية لتنمية ولتطوير الأفكار وتبادل الخبرات والآراء وتحسين المستوى البدنى والفكري.أما على المستوى الدولي التعامل مع الجمعيات الدولية وتبادل الخبرات. هل من كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟ الكلمة الأخير،هي كلمة ناس الخير، والتي تعني معناها،نتمنى أن نلتقى دائما مع ناس الخير،وما جعلنا كأعضاء بأننا أضحينا لا نصدق،كيف يهب الناس جميعا الى فعل الخير وبذلك أقول بأن الشعب الجزائر خلقه الله من اجل العمل الخيرى والفعل التضامني،وقبل مسك الختام أشكر كل من ساهم ويساهم من قريب او من بعيد بماله أو بعمله التطوعي أو بدعائه أو بتمنياته أو بعدم عرقلتنا فهو قد ساهم الى فعل الخير.