دخلت العديد من الجمعيات على اختلاف طبيعتها، في سباق مع الزمن؛ بغية الانتهاء من تسطير جملة من النشاطات التضامنية الخيرية؛ تزامنا وحلول الشهر الفضيل. وبين إحصاء عدد المعوزين بالأحياء الشعبية وإعداد قفة من المواد الغذائية وتجهيز مطاعم الرحمة وعابري السبيل، سلطت «المساء» الضوء على جانب من هذه الاستعدادات في هذه الأسطر. الحرص على أن تذهب القفة إلى مستحقيها هو الشعار الذي رفعته جمعية إحسان، التي بادرت منذ مدة بإحصاء عدد المحتاجين، من خلال القيام بزيارة إلى مقر سكنى الأشخاص الذين قدموا ملفاتهم، والتأكد من مدى حاجتهم، وهو ما حدثتنا به نوال عضو بالجمعية، والتي قالت: «وقفنا في السنوات الماضية على استفادة بعض العائلات من قفة رمضان رغم أنهما ليست محتاجة، من أجل هذا ارتأينا كجمعية هذه السنة، إجراء تحقيق معمق يشرف عليه أعضاء الجمعية عن طريق استبيان يجري توزيعه للتأكد من ذهاب القفة إلى مستحقيها». تحصل جمعية إحسان على تمويل من بلدية الجزائر الوسطى، حسب نوال، التي أفادت بأن عدد المستفيدين هذه السنة قُدر ب 150 عائلة، منهم الأرامل والمسنون والعائلات عديمة الدخل. وتتكون القفة عموما من مواد غذائية يجري توزيعها في الأيام الثلاثة قبل حلول الشهر الفضيل، وقد تستمر العملية إلى غاية الأيام الأولى منه، لا سيما أن عدد المحتاجين مقارنة بالسنة الماضية، عرف ارتفاعا. من جهتها، بادرت جمعية ترقية الفتاة هي الأخرى، بتسطير برنامج مكثف لفائدة العائلات الفقيرة والمعوزة. وفي حديثها إلى «المساء» قالت عائشة شلبي رئيسة الجمعية: «انتهينا من إعداد قفة رمضان، وهي عبارة عن مواد غذائية تكفي العائلة مدة شهر، على غرار الزيت، الطماطم والفريك؛ أي المواد الضرورية التي تحتاجها الأسرة للطبخ. وعلى العموم نسعى لبلوغ 600 قفة يجري توزيعها ببلدية جسر قسنطينة. هذه المبادرة، طبعا، بالتنسيق مع البلدية». وتواصل المتحدثة قائلة: «بادرت الجمعية بإحصاء عدد العائلات الفقيرة بضواحي البلدية حتى يتسنى لنا تقديم الإعانة المطلوبة، لتصوم شهر رمضان، كغيرها، في ظروف مرتاحة». وحول العمل التنسيقي بين الجمعية والبلدية أفادت المتحدثة بأن العمل بالتنسيق مع البلدية مبادرة تستحق التثمين؛ كونها تمكّنهم من التقرب من كل العائلات وعدم إغفال أي محتاج، مشيرة إلى أن الجمعية هذه السنة من المنتظَر أن تساهم ب300 قفة تم جمعها مما يقدمه المحسنون من إعانات. وعلى العموم، تعكف الجمعية على تأمين وصول القفة إلى العائلات المعنية في الأسبوع الأخير من شهر شعبان. لا يتوقف العمل الخيري بجمعية ترقية الفتاة على قفة رمضان فحسب وإنما يجري كذلك الإعداد لعمليات الختان الجماعي، التي من المنتظر أن تتم في ليلة السابع والعشرين منه، حسب رئيسة الجمعية، التي نوّهت بأن الجمعية متعودة أيضا على إحصاء عدد الأطفال الذين يجري ختانهم في الشهر الفضيل؛ من أجل إعداد ما يلزمهم، على غرار بدلة الختان وما تتطلبه العملية من تجهيزات، حيث ينتظر أن يتم ختان حوالي 100 طفل، كما ينتظر أن يستمر العمل التضامني إلى يوم العيد، إذ يقوم أعضاء الجمعية بإجراء زيارات ميدانية إلى المستشفيات ودور العجزة بغية إدخال الفرحة على هذه الفئات من المجتمع.
أوجه أخرى للتضامن في شهر الخير إذا كان القاسم المشترك بين الجمعيات التي تحدثت إليها «المساء» هو الحرص على إعداد قفة رمضان وإحصاء عدد المحتاجين، فإن بعض الجمعيات الأخرى اهتدت إلى طريقة أخرى تدعم بها العائلات الفقيرة، وهو ما كشفت عنه حيزية رزيق رئيسة جمعية الأمل في حديثها إلى «المساء»، حيث قالت إن الجمعية تريد التركيز من خلال عملها الخيري، على عابر السبيل، عن طريق إقامة مطعم، يشرف أعضاء الجمعية، من خلاله، على تقديم الوجبات الساخنة لكل عابر سبيل، إذ يجري نظرا لصغر حجم مقر الجمعية تفطير الصائمين يوما بيوم، كما يتم القيام بخرجات ميدانية إلى منازل العائلات التي بها مسنون معاقون للإشراف على تقديم المساعدة اللازمة لهم، دون أن ننسى القفة التي تحولت إلى تقليد تقدَّم للعائلات الفقيرة، وقُدرت هذه السنة ب»800» قفة بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي، ناهيك عن تنظيم عمليات ختان لفائدة أبناء ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا ملابس العيد. من جهتها، اهتدت جمعية «دنيا الخير» إلى طريقة طريفة لحث المواطنين على التصدق، وهو الأمر الذي وقفت عنده «المساء» بالمركز التجاري لباب الزوار، حيث يقوم أعضاء الجمعية بالوقوف أمام عربات ويطلبون من المواطنين الذين يقصدون المركز للتسوق، التصدق بالمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، وهي المبادرة التي لقيت إقبالا من المواطنين، لاسيما أن أعضاء الجمعية كانوا يرتدون زيا موحدا ويسارعون إلى التعريف بالجمعية والهدف من عملها الخيري. أما جمعية «كافل اليتيم» فهي الأخرى ارتأت هذه السنة، الخروج عن المألوف بابتكار طريقة جديدة لحث الناس على التصدق، وهي الطريقة التي وقفت عندها «المساء» أيضا ببلدية عين طاية، حيث لوحظ على مستوى بعض المحلات الخاصة بالمواد الغذائية، ووضع سلال عند مدخل المحلات، عُلق عليها إعلان يفيد بالتشجيع على التصدق وإعانة المحتاجين في الشهر الفضيل، ولا يهم نوع المساعدة، المهم المشاركة، وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا كبيرا، لا سيما أن بعض المواطنين كانوا قد فقدوا ثقتهم في بعض الجمعيات.