44 ألف إصابة جديدة بداء السرطان سجلت بالجزائر في 2012 يحذر الأطباء من خطورة الاستعمال غير المُحدّد للملونات والمضافات الغذائية، خاصة وأن عيد الفطر على الأبواب، فعدم التقيد بالكميات المحددة أو تجاوز الحد المعمول به عند إضافة الملونات الغذائية، قد يسبب مضاعفات للمستهلك، خاصة وأن الملونات تدخل في قائمة المواد المسرطنة، ولا يتقيد غالبية الجزائريين، خاصة ربات البيوت وصناع الحلويات بالكميات أو الوزن المحدد عند استعمال الملونات سواء في الأطعمة والحلويات، حيث تجدهم يركزون فقط على درجة التلون التي يريدونها سواء كانت ذات لون فاتح أو فاقع، و ما لا يعلمه الجزائريون أن هذه المواد الكيميائية تدخل ضمن قائمة المواد المسرطنة، وإذا لم يتم التقيد بالكميات المحددة قد تسبب مضاعفات خطيرة على الجسم البشري. و ما يزيد الطين بلة أن غالبية الملونات الغذائية المتواجدة على مستوى الأسواق الجزائرية ليست طبيعية، لأن الطبيعية مكلفة جدا وهو ما يجعل التجار يستبدلونها بالمصنعة. بين الأمس و اليوم ملونات كيماوية تغزو الأسواق الجزائرية في الجزائر يتم اعتماد العديد من الملونات الغذائية بإقتراب الأعياد و إزدياد استهلاك الحلويات والمربطات و يجمع أخصائيون في الصناعات الغذائية وكذا الأطباء على أن الطبعية منها تعد نجاة للمواطن بكون الملونات الصناعية ما هي إلا مواد كيماوية تسبب السرطان، فتستعد العديد من المحلات خلال هذه الفترة لاستقبال العيد من خلال إعداد مختلف أشكال المرطبات والحلويات ويعتمد البعض من أصحاب المحلات على الملونات لإضفاء طابع من الجمالية على الرطبات، و هناك ملونات طبيعية وأخرى إصطناعية وبالنسبة الى الملونات الطبيعية فكانت في القدم ذات مصدر طبيعي منها نباتية مثل الجزر "البرتقالي" واللفت "الأحمر" وقشور العنب "أحمر وأزرق" ومن ثم دخلت المواد الكيماوية لإطفاء أكثر خصائص عليها وكذلك لتعويض الطبيعية و التي تتأثر أقل من الطبيعية بتأثر الضوء والأكسيجين والبكتيريا وتعطي ألوانا أكثر غذائية وذات فاعلية طويلة حيث أنها غير مكلفة وغير باهظة الثمن. تسبب تقلبات ميزاجية وأمراض سلوكية ما يعرف على الجزائري أنه سريع الغضب و منفعل، قد يكون هدا الطبع الجماعي للجزائريين مجرد وراثة في التكوين الوراثي لسكان شمال افريقيا و خصوصا الجزائر، و لكن ما أثبتته بعض الدراسات العلمية أن مثل هذه المنتوجات الغذائية تسبب نوعا من المزاجية في سلوك الأفراد، هذا ما قد يفسر وان كان بالجزء البسيط و بما تقتضيه النسبية في الحقائق سرعة غضب الجزائريين و كذا انفعالاتهم، و في هذا السياق كشفت دراسة بريطانية أن المضافات الغذائية المستخدمة في الأطعمة والمشروبات تسبب بتقلبات ميزاجية ونوبات غضب وتغيرات سلوكية حادة ناتجة عن المواد الكيميائية المضافة الى السكر والبسكويت وأغذية الأطفال ووجد الباحثون خلال متابعتهم لحوالي 227 طفلا في سن الثالثة أنهم أصبحوا أقل تركيزا وتوترت أعصابهم بسرعة وأزعجوا الآخرين بتصرفاتهم وهم أقل قدرة على النوم عندما شربوا عصائر فاكهة تحتوي على الملونات وأشاروا الى أن أكثر من 200 صنف من أغذية ومشروبات الأطفال تحتوي على مادة أو أكثر من المضافات المشكوك بها وعلى ضوء هذه التجارب أصبح تشديد المراقبة على هذه المنتجات أمرا ضروريا حيث أن استخدام هذه المضافات بدون رقابة من شأنه أن يخلق مشاكل عديدة. مادة "الترترازين" تؤدي الى حالات سريرية والحساسية أكدت 170 نشرية علمية أن مادة "الترترازين" الموجودة في العديد من الملونات الغذائية الغير مرسخ لها تؤدي إلى عدة حالات سريرية وهو ما جعل العديد من البلدان تمنع ترويج مواد غدائية تحوي هذه المادة فكشفت تحقيقات شملت حلويات ومشروبات العيد قامت به منظمات عالمية معطيات جديدة إذ وجدت أن 17% من المواد التي جرى تحليلها والتي وقع رفعها من الأسواق تحتوي على مادة "الترترازين" و7,85% منها تحتوي على أحمر "الترترازين" و5,88% منها تحتوي على أزرق الباتنتي وجميعها مواد مصنوعة.وفي المجموع توصلت تلك الأبحاث إلى أن 31% من تلك المواد تحتوي على الأقل على ملوّن واحد و 19% منها تسبب الحساسية المتواجدة لدى المرضى متأتية أساسا من الملونات المختلطة أما مشروع وكذا 40% من المواد الغذائية المحتوية على ملونات ممنوعة تباع بالسوق الموازية وهي تأتي بشكل رئيسي من ليبيا وتركيا ومصر وسوريا وتتأتى 10% منها من السوق المحلية وهو ما يعني أن هناك من يستعمل تلك الملوّنات رغم منعها. 44 ألف إصابة جديدة بداء السرطان سجلت بالجزائر سجلت آخر الإحصاءات السنوية في الجزائر المتعلقة بداء السرطان رقما مرعبا في عدد الإصابات، التي يجب الوقوف عندها طويلا لمعرفة أسباب الإصابة المتزايدة به والتي تضاعفت خلال 10 سنوات الأخيرة بنسبة 50 بالمائة، لدرجة لا تخلو فيها عائلة جزائرية إلا واكتشفت إصابة أحد أفرادها بهذا الداء القاتل سواء من قريب أو من بعيد، ويجمع المرضى والأطباء والجمعيات على أن الأغذية أهم أسباب المرض الفتاك الذي يهدد حياة الكثير من الجزائريين، ولا يزال السرطان في الجزائر يحصد يوميا مئات الأرواح من مختلف الشرائح والأعمار، على اثر ذلك وجه الأطباء أصابع الاتهام للنمط الغذائي للجزائريين، والذي بات يرتكز بشكل كبير على المأكولات المحشية بالكيماويات وكذا السريعة المشبعة بالمضافات والملونات الغذائية، بالإضافة إلى اعتماد زرع الخضر والفواكه على المبيدات والأسمدة الكيميائية، وهذا ما ساهم في ارتفاع وتيرة الإصابة.