قدّر خبراء ومتعاملون في قطاع الصناعة الغذائية، حجم سوق المنكهات أو النكهات في السوق الجزائري بأكثر من 5 ,2 مليون لتر سنويا، يتم استهلاكها بصورة غير مباشرة في المواد الغذائية المختلفة، من مشروبات ومثلجات وحلويات. يوضح نفس الخبراء ل''الخبر''، أن المواد المنكهة تمنح المنتج طعماً ورائحة، وهي مستخدمة بكثرة في الصناعة الغذائية، سواء المشروبات أو المثلجات أو المواد الغذائية الصناعية عموما، خاصة خلال السنوات العشر الماضية. وسجل ارتفاع في معدلات اللجوء إلى النكهات الاصطناعية مع الثمانينيات، بعد أن كان النصيب الأكبر للنكهات الطبيعية، حيث دفع ارتفاع مستويات الاستهلاك في السوق الجزائري إلى اللجوء إلى النكهة الاصطناعية بدلا عن الطبيعية، لاعتبارات الربح والمردودية. ولكن كان لذلك أيضا جوانب سلبية على صحة المستهلك في الجزائر، فالنكهة الطبيعية مستخلصة من الأصل، أما الصناعيه، فهي مشابهه للطبيعية، لكنها مصنعة وتفقد الكثير من المزايا الطبيعية. ويتجاوز عدد العاملين في مجال إنتاج النكهات في الجزائر 1500 متعامل، منتشرين عبر التراب الوطني، من بينهم حوالي 350 يعملون بصورة منظمة ومنتظمة وبأحجام إنتاج صناعية، كما يتواجد العديد ممن يعمل على مستوى المرحلة التقليدية، لكن الإنتاج محدود لديهم في عدد من المواد، مثل تقطير ''ماء الزهر'' مثلا. ورغم تواجد العديد من الصناعيين، فإن السوق الجزائري يستقبل أيضا نكهات صناعية، بالخصوص من الخارج، بقيمة تتراوح ما بين 12 و15 مليون دولار سنويا كمعدل، من أوروبا وآسيا بالخصوص. ويبقى السوق الجزائري يعرف نموا مستمرا في استهلاك النكهات أو المنكهات الصناعية التي أصبحت تمثل أكثر من 80 بالمائة من حجم الاستخدام، بالنظر لاتساع رقعة السوق والاستهلاك للفرد الجزائري، ما دفع المنتجين للجوء إلى المجال الصناعي بدلا من استخدام المواد الطبيعية، لتحقيق نسبة كبيرة من حصص السوق. رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلك زكي حريز ل''الخبر'' الجزائر تفتقد للتجهيزات والمواد التحليلية للكشف عن خطر المضافات الغذائية انتقد زكي حريز، رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلك، في تصريح ل''الخبر''، تأخر الجزائر في اقتناء التجهيزات المخبرية والمواد التحليلية المرافقة لها، للكشف عن أخطار المضافات الغذائية، كالملونات والمواد الحافظة والنكهات الموجودة في مختلف المواد الغذائية، وعلاقتها بالإصابة بالسرطان. وثمّن، في المقابل، محتوى المرسوم التنفيذي المرتقب صدوره في الجريدة الرسمية حول المضافات الغذائية، وتحديد القوائم مع النسب المرخص باستعمالها في الصناعات الغذائية، وهو ما من شأنه وضع حد للفوضى السائدة في قطاع الصناعات الغذائية، والجدل القائم حول استعمال مواد مسرطنة وأمراض الحساسية. وكشف المتحدث بأن أخطار المضافات الغذائية المصنعة كانت في صلب الحملة التحسيسية التي قامت بها الجمعية بين 4 و9 جويلية الماضي، وشملت 20 ولاية، لتوعية المستهلك حول ضرورة قراءة لائحة مكونات المواد الغذائية، وشراء المواد الخالية من هذه المضافات أو التي تحتوي على أقل كمية منها، لتفادي الانعكاسات الكمياوية على صحة المستهلكين. وأكد أن خطر النكهات المضافة للمواد الغذائية، كالحلويات والمثلجات ورقائق البطاطا، يكمن في تجاوز الجرعة اليومية المرخصة من طرف الدستور العالمي للتغذية، وبالتالي ارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان. وتأسف حريز لافتقاد مصالح المراقبة التابعة لوزارة التجارة على مستوى الولايات، للتجهيزات المخبرية اللازمة والمواد المستعملة للقيام بتحليل هذه المواد، وكذا غياب خبراء ومختصين في مثل هذا النوع من التحاليل الدقيقة. مؤكدا أن أهمية صحة المستهلكين تقتضي من الدولة اقتناء هذه التجهيزات والمواد، رغم غلاء ثمنها في السوق، وكذا ضرورة تدريس مواد جامعية ذات صلة بالتحاليل الدقيقة. في نفس السياق، كشفت مصادر مطلعة من مديرية التجارة بوهران، عدم تسجيل قضايا غلق وحدات صناعية أو حجز مواد غذائية، بسبب احتوائها على نكهات غذائية خلال حصيلة السنة الجارية. النكهات.. سوق دولي مربح بأكثر من 25 مليار دولار l يتجاوز حجم سوق النكهات عبر العالم ما قيمته 25 مليار دولار حاليا، مقابل 18 مليار دولار في .2006 وتسيطر على السوق الدولية 10 مجموعات دولية رئيسية تموّل دول العالم، تراوحت مبيعات المكنهات ما بين 3,20 إلى 5,20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، بحجم قدر ب5, 1 مليون طن عام 2011 مقابل 2,1 مليون طن في .2009 وتعتبر أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا الهادي أكبر مصدر للمبيعات بنسبة 80 بالمائة، وصنفت دول، مثل البرازيل وروسيا والهند والصين والمكسيك وأندونيسيا وجنوب إفريقيا وتركيا، كأهم المستهلكين خلال العشرية المقبلة. وتعتبر مجموعة ''جيفودون'' السويسرية أكبر مؤسسة عالمية لتصنيع النكهات بحصة سوق دولية تقدر ب13 بالمائة، تليها ''أنترناشيونال فلافورس وفراغرانس'' الأمريكية ب12 بالمائة، وفيرمنيخ السويسرية ب11 بالمائة. وتستثمر هذه المجموعات الكبيرة 10 بالمائة من رقم أعمالها، للبحث لتطوير منتجاتها. الخبيرة في مراقبة النوعية سكينة خليل ل ''الخبر'' استهلاك المنكهات خطر على الصحة l كشفت رئيسة جمعية حماية والدفاع عن المستهلك بولاية قسنطينة، والمختصة في مراقبة النوعية للمواد الغذائية، سكينة كليل، أنهم تحدثوا في كثير من المرات ومنذ تأسيس الجمعية سنة 1996 عن خطر المنكهات والملونات التي تصاف للمواد الغذائية على صحة المستهلكين، حيث قالت إن هذه المنكهات والملونات تصنع بصفة أساسية من مواد كيميائية بنسبة 100 في المائة. وأشارت مسؤولة الجمعية إلى أن استهلاك هذه المنكهات أو النكهات غير ضار إذا كان بكميات قليلة، إلا أن انتشار استعمالها في المواد الغذائية جعل الجرعة اليومية منها تتضاعف بشكل رهيب، فالمشروبات الغازية والعصائر مشبعة بالمنكهات والملونات، إضافة إلى الحلويات، المثلجات وغيرها من المواد الغذائية. كما تحدثت المختصة ذاتها عن الأخطار التي تواجه المواطن في الاستهلاك المفرط لهذه المنكهات والملونات، والتي تتسبّب في أمراض جد خطيرة، خاصة السرطانية منها، معتبرة أن هناك بعض المنكهات مجهولة المصدر تباع بالكيلوغرام. فحتى إن أجمعنا على خطرها كلها، إلا أن تلك التي تصنع خارج نطاق المراقبة تعتبر أشدّ خطرا من المنكهات المراقبة، كون المختصين لا يمكنهم معرفة طبيعة المواد الكيميائية المستعملة، ويزداد خطرها في حالة مزجها مع منكهات وملونات أخرى، ما قد يؤدي إلى تفاعل كميائي خطير يهدّد صراحة صحة المستهلك، حيث سبق أن تدخلت مديرية التجارة لولاية قسنطينة، من أجل حجز كل هذه المواد غير معلومة المصدر أو المنشأ. رئيس الجمعية الجزائرية لترقية وحماية المستهلك بوشقيف معمر ل''الخبر'' أي إفراط في استخدام النكهات مضرّ بالصحة l نبّه السيد بوشقيف معمر، رئيس الجمعية الجزائرية لترقية وحماية المستهلك، إلى ضرورة مراعاة كيفية استخدام النكهات والمضيفات، وإلى الأضرار التي يمكن أن يسبّبها الإفراط في استخدام مثل هذه المواد، خاصة إذا كانت صناعية على صحة المستهلك. وأوضح بوشقيف ل''الخبر'': ''غالبا ما نقوم بالتحسيس والتوعية، والتأكيد على أنه يتعيّن على المستهلك أن يراعي نوعية المواد التي يتناولها، واختيار ما هو طبيعي بدلا من المواد الصناعية، إذ نلاحظ أن الصناعات الغذائية غالبا ما تلجأ إلى المضافات والنكهات الاصطناعية، سواء لتغيير اللون أو النكهة والذوق أو الزيادة في حفظ المادة. ولكن الإكثار من استخدام مثل هذه النكهات له آثار جانبية سلبية ومضاعفات، تؤثر على الصحة أيضا''. ولاحظ بوشقيف: ''عادة ما ننبّه، وفقا للدراسات العلمية التي اعتمدت، إلى مخاطر الاستهلاك المفرط للنكهات والمضيفات الصناعية، خاصة أنها لا تتمتع بمزايا غذائية، بل إن هناك من الدراسات من يؤكد على أهمية تفادي العديد منها، ونلاحظ أن تركيبة العديد من المنتجات في الجزائر لا تتضمن تفاصيل الملونات والمضيفات والنكهات التي يتم استخدامها. ما هي النكهات أو المنكهات؟ l النكهات أو المنكهات الصناعية هي عملية استخلاص للعصارة الطبيعية من الفاكهة أو غيرها، تتم بالتحضير الكيمائي تحت درجة حرارة عالية، يتم فيها الحصول على مركزات للنكهة المطلوبة، تضاف إليها محسنات وألوانا قد تكون صناعية غير مضرة للصحة، أو طبيعية تطابق ذات ألوان الفاكهة المستخلص منها الطعم، ثم تضاف إليها مواد مكثفة مطابقة لزيادة الوزن وللترويج التجاري. وحاليا، هناك مستخلص في الأسواق بنكهة السمن البلدي الطبيعي، تستخدمه محلات الحلويات والفطائر والمطاعم، ولكنه ليس بسمن طبيعي، ولكنها مكسبات للطعم بنكهة المسلي الطبيعي. النكهات الطبيعية عبارة عن مواد أو تحضيرات منكهة، والتي يتم استخلاصها من الخضار أو المواد الحيوانية، ويجري لها تعديل كيميائي أو يتم تغيرها، مثال مستخلص الفانيلا. النكهات الطبيعية والنكهات الاصطناعية تم تعريفها للمستهلك في اللوائح الدولية: إن النكهة الطبيعية هي الزيوت أو الروائح أو المستخلصات أو الأنزيمات أو البروتينات المهدرجة الأساسية، المستخلصة بتقطير أو بتجفيف أو بتسخين المنتجات التي تحتوي على مكونات النكهة المشتقة من التوابل أو الفاكهة أو عصير الفواكه أو الخضراوات.