ظهرت في الجزائر، في السنوات الأخيرة، مواد يُقال إنها خاصة بالمصابين بداء السكري، لأنها تحتوي على 0 بالمائة من السكر، لكنها، في الحقيقة، تُحلّى بمادة ''الأسبرتام''، التي تُعتبر معوّضا للسكر، ورغم أن مخاطرها تبقى محل جدل وسجال في كل العالم، إلا أنها في الجزائر تبقى شيئا عاديا، رغم تحذيرات بعض المسؤولين منها. تطرح مادة ''الأسبرتام''، ومنذ عدة سنوات، جدلا كبيرا في السوق الأوروبية والأمريكية، بين معارض وداعم لهذه المادة. فمن جهة، أكّدت بعض الدراسات أنها مادة خطيرة، ويمكن أن تتسبّب في الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى عدد الولادات المبكّرة، في حين يرى البعض، في دراسات أخرى، أنها مادة غير مضرة، ويمكن استهلاكها بشكل عادي. وحسب إدارة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن ل''الأسبرتام'' 29 عرضا جانبيا معروفة منذ 5991، منها الإسهال والصداع والغثيان والدوخة والتعب، والهالات السوداء تحت العين ونقص واضطراب الرؤية واحمرار الوجه والحكة، وزيادة الوزن والاكتئاب، وتساقط الشعر، والجوع والعطش الشديدين، وآلام المعدة والانتفاخ وآلام العظام، والأرق وفقدان الذاكرة، ونزيف الأنف والحساسية الشديدة للضوء، والشعور بالبرد في عز الحر، وفقدان القوة، والمشاكل الجنسية والقيء، وعدم انتظام السكر في الدم، والرعشة وصعوبة البلع وصعوبة التبوّل وكثرة العدوى، والتوتر، والعدوانية مصحوبة بالعنف الجسدي أحياناً، والذعر وصعوبة التركيز وفقدان الذكاء والتشويش وفرط النشاط وسرطان المخ، وأزمات قلبية، وربما انتهى كل ذلك بالموت! وقد يزيد ''الأسبرتام'' من أعراض الزهايمر ومرض باركينسون والسكر والروماتيزم. وإن لم تُثبت الدراسات، نهائيا، إن كانت هذه المادة مضرة بالصحة أم لا، فإن الكثير من المختصين والأطباء يؤكّدون على ضرورة تفادي استهلاكها، خاصة وأن الجرعة اليومية المقبولة؛ والتي حُدّدت، منذ العام 4891، ب04 ميلغراما في اليوم، أكدت بعض الدراسات الدنماركية والأمريكية على ضرورة تخفيضها، وقوبلت بالرفض من طرف السلطات الأوروبية لسلامة الأغذية، التي اعتبرت بأن البيانات لا تبرّر مراجعة الجرعة. وحسب ما أفادت به مصادر مطّلعة ل''الخبر''، فإن السلطات الجزائرية تحرّكت، منذ عدة أشهر، من أجل منع استعمال هذه المادة في صنع بعض المواد، خاصة المشروبات الغازية، حيث تمّ إصدار تعليمات لأجهزة الرقابة، على مستوى مختلف البلديات، من أجل تشديد الرقابة على مصنّعي المواد الاستهلاكية ومنع استعمالها. إلا إن هذه المادة تبقى متداولة بكثرة في السوق، من خلال المشروبات الغازية، وحتى علب الياغورت التي يتمّ وضع علامة ''خالية من السكر'' عليها، لكنها تمّت تحليتها باستعمال مادة ''الأسبرتام''. من جهتها، أصدرت وزارة التجارة، مؤخّرا، مرسوما تنفيذيا متعلّقا بمختلف المضافات الغذائية في المنتوجات، والذي يمنع تقديم كل مادة تحتوي على ''الأسبرتام'' للأطفال الذين تقل سنّهم عن 3 سنوات، لما يحمله ذلك من مخاطر على صحتهم. وإثر صدور هذا المرسوم، ظهرت في السوق الوطنية العديد من المواد التي كان الجزائريون يستهلكونها بصفة دائمة ومتكرّرة، وقد وضعت عليها عبارة ''ممنوع إعطائه للأطفال أقل من 3 سنوات''. لذا ينصح الكثير من الخبراء بقراءة مكوّنات، وكل ما هو مكتوب، على أي مادة قبل استهلاكها.
ما هي ''الأسبرتام''؟
''الأسبرتام''، حسب التعريف المتّفق عليه، هو مُحلِّي صناعي غير سكري، وهو أحلى ب002 مرة تقريباً من السكر، ولكن بسعرات حرارية أقل بكثير. ويستخدم ''الأسبرتام'' في تحلية المشروبات الغازية، ويعدّ أحد بدائل السكر بالنسبة لمرضى السكري. تدخل هذه المادة ضمن مكونات أكثر من 0006 منتج مستهلك والمشروبات التي تباع في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال المشروبات الخالية من السكر، وغيرها من المشروبات الغازية، والعلك الخالي من السكر، والعصائر والمليّنات. ويعتبر واحدا من بدائل السكر الأساسية المستخدمة من قبل مرضى السكري. واكتشف ''الأسبرتام'' عام 5691 على يد ''جيمس سلاتر''، وهو كيميائي يعمل لدى شركة ''جيدي سيرل- كومباني''، حيث قام سلاتر بتخليق ''الأسبرتام'' في سياق إنتاج عقار مرشّح مضاد للقرحة. واكتشف حلاوة طعمه مصادفة عندما لحس إصبعه، الذي كان قد تلوّث ب''الأسبرتام'' بطريق الخطأ.