تمسك زعيم حزب حركة النهضة راشد الغنوشي خلال كلمة ألقاها بمناسبة المليونية التي نظمتها الحركة بساحة القصبة ليلة السبت والأحد بشرعية الحكومة وطالب التونسيين بالاحتكام إلى الصناديق ردا على مطالب المعارضة التي تنادي بتغيير الحكومة وحل المجلس التأسيسي، كما توعد بتسريع مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، فيما تواصل الشرطة حملتها لمطاردة الإسلاميين المتشددين. طالب الغنوشي التونسيين بضرورة الاحتكام إلى الانتخابات لإضفاء تغيير شرعي يحمي مصالح البلد، بقوله إن دعاة الديمقراطية والشرعية يجب أن ينتظروا ما تسفر عنه الاستحقاقات القادمة قائلا ”ادخلوا البيوت من أبوابها” في إشارة إلى التمسك بأحقية صناديق الاقتراع المقبل في حل الأزمة السياسية في تونس، وأضاف إن المدافعين عن الديمقراطية في البلاد يريدون دخول قصر الرئاسة من النوافذ والأسقف، مستنكرا دعوة المعارضة لتغيير الحكومة قبل موعد الاستحقاق القادم مشيرا إلى خوفها من نتيجته، وأشار الغنوشي إلى استعداد حركته لإجراء استفتاء شعبي لفصل مسألة تغيير الحكومة إن وافقت التيارات المعارضة وإشراك أكبر عدد ممكن من الأحزاب في الحكم. وفي تطورات الوضع الأمني الذي جاء انعكاسا للأزمة السياسية التي انفجرت بعد اغتيال ثاني معارض يساري محمد البراهمي وكذا الاعتداء على الجنود بجبل الشعانبي من قبل تنظيم القاعدة أكدت السلطات التونسية أمس مقتل متشدد واعتقال 5 آخرين في اشتباكات مع الشرطة التونسية في ضاحية الكبارية بالعاصمة تونس، بحسب ما أكده مسؤول بوزارة الداخلية لوكالة ”رويترز”، ويأتي الحادث في الوقت الذي تشهد فيه تونس اضطرابات متزايدة وسط دعوات من قبل أحزاب المعارضة للإطاحة بالحكومة التي يقودها حزب النهضة الإسلامي، كما تشهد المناطق التونسية بالقرب من الحدود الجزائرية هجمات مسلحة أدت إلى مقتل 8 جنود، وكانت وزارة الداخلية أكدت أمس الأول أن قوات الأمن أحبطت مؤامرة لاغتيال سياسي بارز في بلدة سوسة الساحلية بعد أسبوع من قتل السياسي محمد البراهمي في العاصمة.
