عرائس جدد يمنعن من "البوزلوف" سيدات يمنعن من تذوق طبق مفضل لديهن و هو "البوزلوف" الطبق التقليدي الذي تتزين به مختلف عائلات الجزائريين في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك و الذي يتم إعداده بمزج الكبد و الكلى و الدوارة بعد غليها في الماء ،لا لأنه مضر للصحة بل تخوف من أن يصبحن متسلطات في بيوت أزواجهن جعلهن يكتفين بشم رائحته الزكية ،هي معتقدات تدخل ضمن طقوس و عادات العائلات الجزائرية التي لا تزال تحتفظ بها منذ زمن بعيد،هن عرائس لم يمضي عليهن عام على زواجهن بل لم يمر عليهن عيد الأضحى في بيوتهن يقعن في حرج بين سندان رغبتهن من تناول هذا الطبق و مطرقة العادات التي تمنعه عليهن و من بينهن "سميرة" من العاصمة التي كان الأسبوع الثاني من عيد الفطر موعدا لحفل زفافها ،حيث صرحت في حديثها ليومية "الاتحاد" أنها تعشق "البوزلوف" قائلة" منقدرش نصبر على بوزلوف علاش خلاونا هذي العادة اللي حرمتنا منو.." ،و تضيف و هي ضاحكة "اللي عندها القرون بلا ما تاكل بوزلوف أديرهوم.." و قالت بأنها ترفض مطلقا هذه العادة ،فيما تقول "حميدة" من القبة و التي لم يمضي على زواجها إلا أربعة أشهر فقط تقول حول هذه العادة أن أهل زوجها يؤمنوا بها رغم حبها الكبير لهذا الطبق التقليدي فستضطر إلى الامتناع عنه في بيت زوجها يوم العيد إلى غاية ذهابها إلى بيت أهلها في اليوم الثالث من العيد لتتناوله،أما "الخالة وردية" ذات العقد الخامس من العمر تقول منذ القديم و هذه العادة معمول بها اعتقادا منهم أن أكل "البوزلوف" يحول العروس إلى إنسانة متسلطة و ذات نفوذ و جبروت في بيتها الزوجي فيقومون بحرمانها من أكله في أول عيد أضحى يمر عليها. "السبوح" فأل خير على حديثي الولادة و من عادات العائلات الجزائرية التي تحظى بمولود جديد من جنس ذكر أنها تقوم بإعداد طبق من "الكسكس" بالزبيب صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك قبل عملية النّحر و إخراجه إلى المساجد و المقاهي ليتناوله الناس كفأل خير على المولود،و في هذا الصدد أكدت "الخالة زهرة" ذات العقد السادس من العمر من العاصمة أن هذه العادة قديمة جدا متوارثة عن الأجداد فكان كلما كان لديهم ولد حديث الولادة يفرحون به و يوزعون طبق الكسكس بالزبيب أو العنب أو الفول على حسب عادات كل منطقة على كل الجيران و الأقارب و المصلين في المسجد القريب من بيتهم و عن السر من وراء هذه العادة تضيف "الخالة زهرة" أنها يعتقدون أنه يزيد للصبي من طول العمر و رزق كبير مستقبلا. جدات يتفاءلن بحناء الكباش لجلب البركة ميزة أخرى تميز عيد الأضحى المبارك تكاد تشترك فيها جل العائلات الجزائرية حيث تقوم الجدّات بوضع الحناء على جبين الأضحية في الليلة قبل يوم العيد و تربط لها شرائط زهرية اللون كنوع من الترحاب و لجلب البركة،و في هذا الصدد تقول "خيرة" "الحنة مليحة من بكري نديروها للكباش تزيدلهوم النور و البركة.."،صدقت الخالة "خيرة" فالحناء تزيد لمنظرهم جمالا و للأطفال فرحة كبيرة خاصة عند إخراجهم لقطيع الأغنام صبيحة العيد و هي مزينة بالحنة و الشرائط،فيما تبقى تحضيرات البيت عادية كماهية بالنسبة لعيد الفطر حيث يتم تنظيف البيت جيدا و يصنع بعض الكعك بكمية قليلة مقارنة بعيد الفطر كون هذا العيد يعرف بعيد اللحم ،كما يتم تحضير و تجديد لوازم الذبح من سكاكين و أواني و معدات الذبح كل سنة.