تتميز الاحتفالات بعيد الأضحى في ولاية المسيلة، بخصوصيات كثيرة، وتتسم بعادات كزيارة الأهل والأقارب وتخصيص الفخذ للضيوف المقربين مثل البنات المتزوجات والأصهار. كما يحرص المسيليون على إشاعة أعمال الخير من خلال توزيع جزء من لحم الأضاحي على الفقراء من الأهل والجيران حتى يتسنى للجميع الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة. ويمتاز عيد الأضحى المبارك بكونه مناسبة لزرع الفرحة في نفوس الأطفال والكبار، فشراء الأضحية يعتبر أمرا مقدسا لدى أغلب الأسر المسيلية التي تشتري أضحية العيد في وقت مبكر لتوفرها على مراعٍ وأماكن لتربيتها قبل ارتفاع أسعارها، وهو ما يفسر قلة عدد العائلات التي لا تشتري الأضحية في هذه المناسبة. ولا تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد في ولاية المسيلة عن باقي ولايات الوطن، إلا أنها تتميز بخصوصيات جعلت يوم العيد مميزا بالفعل في البيوت المسيلية التي لا تغيب عنها الشخشوخة باللّحم في هذا اليوم، كما لا تغيب أبخرة دخان الشواء المتصاعدة من فناءات البيوت المسيلية. ويفضل كثير من الشباب المسيلي الذين يمتهنون الطبخ في هذه المناسبة تحضير الأكل على طريقتهم، من خلال تنظيم مجالس الشواء على الجمر باستعمال الفحم الذي يباع في مثل هذه المناسبات، حيث ينهمك كثيرون في طهي قطع اللّحم على الجمر وتناولها ساخنة وحدها أومع سندوتشات، فيما تملأ ألسنة النيران والروائح الزكية المكان، ويفضل شباب الولاية التهام الشواء بدلا من تناول الدوّارة والبكبوكة والبوزلوف وغيرها من الأطباق الشعبية الأخرى.. وعن سر اختيار الشواء على الجمر دون سواه، يؤكد بعض الشباب أنه غالبًا ما يشعر الشباب بالجوع في أوقات متقطعة من النهار أو ساعات متأخرة من الليل، فيفضّلون تناول ألوان من الشواء ويجد هؤلاء ضالتهم في البيوت التي تتوفر على أسطح أو مستودعات واسعة أو ساحات خارجية بشكل يمكّن من استيعاب جموع الوافدين، ومنهم من يتجه إلى بعض المناطق الجبلية السياحية كالمعاضيد وبني يلمان وجبل أمساعد لقضاء يوم كامل مع الشواء، وقد بدأت هذه الظاهرة في التزايد عيدًا بعد آخر. وتتفنن ربات البيوت في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ المسيلي في هذا العيد مثل الشخشوخة والبكبوكة فلا يمر عيد دونهما، كما لا يمكن أن يمر اليوم الأول من العيد دون تذوق البوزلوف الذي يستوجب طبخه في تلك الليلة في جميع البيوت. ويتذوق جميع أفراد الأسر أطباقًا تبرع النسوة في طهيها وتزيينها بمختلف بهارات الذبيحة، تمامًا مثل أطباق أخرى لا تقل دسامة، على غرار البركوكس، فضلا عن العصبان وشطيطحة بوزلوف والكسكسي باللّحم الذي لا يحضر إلا بالكتف الأيمن للكبش، كما تحظى الكبد بشعبية كبيرة في العيد وتطبخ بلفها بالشحم (وهي عبارة عن قطع صغيرة من الكبد المشوي الملفوفة بالشحم). كما تتميز الأسر المسيلية بتخصيص جزء من لحم الأضحية للفرد الأكبر في العائلة لا يمكن إغفال نصيبه، كما تأخذ الأسر نصيب العرائس (المخطوبات) إضافة إلى هدايا أخرى ترفق مع اللحم وتقدم في اليوم الثاني من عيد الأضحى.