أصبح واضحا الآن أن المخزن يحاول الخروج من عنق الزجاجة، فتزايد الأزمات الداخلية أصبحت تقلق نظام محمد السادس و الذي يسعى جاهدا لإيجاد منافذ سهلة وسريعة لكن الملفت للانتباه أن "جلالته" انطبق عليه المثل الجزائري القائل:"جا يكحلها عماها".حينما اشتدت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية حاول ملك المغرب و حاشيته كالعادة البحث عن متنفس خارجي لإلهاء الرأي العام الداخلي، فلم يجدوا سوى الجزائر التي عوّدت العالم بمواقفها الثابتة و الحكيمة، فالدبلوماسية الجزائرية معروفة بالتريث و عدم استباق الأحداث، و إلى حد الآن ردت الجزائر بثلاث تصرفات رفيعة المستوى تعبر عن رفضها التام لما حدث لرموز الدولة الجزائرية بتراب المملكة المغربية. أولا: قامت وزارة الخارجية الجزائرية باستدعاء القائم بالأعمال المغربي في الجزائر، الذي يقوم مقام السفير المغربي بعد أن تم استدعاؤه إلى الرباط منذ يوم الأربعاء، و ذلك لإبلاغه إدانة الجزائر للحادث "العدائي" ضد ممثلي الدبلوماسية الجزائرية. ثانيا: كانت الجالية الجزائرية المقيمة بعدة مدن مغربية على موعد مع احتفالات ضخمة بمناسبة الذكرى ال59 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة و التي احتضنتها سفارة الجزائربالرباط، وكان ذلك في اليوم الموالي لحادثة "تمزيق العلم الجزائري" المؤسفة. ولم يتردد الجزائريون في تلبية دعوة سفيرنا بالمغرب أحمد بن يامينة للاحتفال بالعيد الوطني الذي يمثل يوما مقدسا بالنسبة لكل جزائري. ثالثا: بعد عودة السفير المغربي إلى الجزائر استدعته وزارة الشؤون الخارجية لبلدنا، و طلبت منه "توضيحات دقيقة ومباشرة حول محاولات اقتحام قنصلية الجزائر بالدار البيضاء، بالإضافة إلى حادثة تدنيس العلم الجزائري بإنزاله من فوق القنصلية وتمزيقه".