في الجزائر تزدهر و تتطور ظاهرة "الحرب الكلامية" بين جميع فئات المجتمع، ويبدو أن السبب راجع إلى طبع "النرفزة" و سرعة الغضب مع قلة التحكم في الأعصاب لدى الجزائريين، فالجميع يستغل نقطة الضعف هذه لخوض حرب التصريحات و المعارك النفسية.عندما تدرك أن الرئيس بوتفليقة مشهور و بارع في "الحرب الصامتة" و يتخذ من الصمت سلاحا ضد خصومه تتأكد أنه لا يتكلم إلا بعد سكوت الثرثارين والمصدقين لأخبار "راديو طروطوار" الشعبية، و بينما يسير الوزير الأول عبد المالك سلال "بخطى ثابتة" نحو ترشيح و تثبيت عبد العزيز بوتفليقة على كرسيه الرئاسي في المرادية، يخرج علينا الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني بتصريح يهاجم فيه الوزير سلال.و يصف عمار سعداني "السي عبد المالك" بأن الرجل غير صالح للسياسة و اللاعب السيئ في ميدان "النفاق السياسي"، و دعاه إلى التزام دوره في الجهاز التنفيذي بدل "التعدي على صلاحيات الرئيس بوتفليقة" ومحاولة القيام بمهام غير مكلف بها كوزير أول..!الساحة السياسية هي الأخرى أصبح دورها بارزا في إشعال نار الفتنة و المنازعات و الصراعات الحادة، فالحرب الكلامية بين الأحزاب الجزائرية تجاوزت كل الحدود و آخر "خرجة" لهم كان بطلها عبد الفتاح حمداش الذي يتزعم الحزب السلفي غير المعتمد المسمى جبهة الصحوة الحرّة، حيث وصف جمال بن عبد السلام رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة ورئيس الوفد الجزائري الذي زار سوريا والتقى رئيسها بشار الأسد ب"الشيطان" و "المعتوه"..؟!..وقبل تصريح حمداش كان جمال بن عبد السلام قد قصفه بقنابل "محرمة دوليا" و قال في إحدى ندواته:"إنه لن يرد على زرواي حمداش الذي كان يرقص في رياض الفتح على إيقاع "الجاز" و "السْلو""..!،في إشارة إلى ماضي الشيخ حمداش الذي قال فيما بعد:"إنه تاب إلى الله و الحمد لله..".