لم تخلف كلمات أو "مزحة" الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند تلطيخ سمعة الجزائر وعلى مسمع العالم، فلا يهم ان كانت مزحة أو إذا كانت مقصودة و لا يهم ما إذا تأسف الايليزي أم لا ما دامت النتيجة واحدة، ففي كل مرة تتعالى فيها فرنسا تتسبب بأزمة و ان كانت خفية مع الجزائر، فلا يكفي الجرائم الاستعمارية التي تأبى الاعتراف بها، حتى تصيف الملح و الفلفل على طبق هو في الأصل مالح.. لكن اللافت هذه المرة هو تخلي الايليزي عن كبريائها باعتذار حاكمها، في انتظار ما سيقوله لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عبر الهاتف.وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة على بيان الذي أصدره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند و الذي عبر فيه عن مشاعر خاصة للجزائر بعد احترام شعبها على حد ما صرح به الناطق باسم الشؤون الخارجية عمار بلاني، و من المنتظر أن يقوم الرئيس الفرنسي بمكالمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، المكالمة التي من شأنها رفع الغشاوة و السحابة التي رافقتا كل ارتبطات الجزائر مع فرنسا.الاحتمال المرجح في اتصال هولند أن يكون داعما لآفاق جديدة وواقع شراكة "استثنائية" كما يقول الطرف الفرنسي، من تبادل اقتصادي بصيغة رابح _رابح، و هو ما تسعى إليه فرنسا اليوم و بإلحاح بعد عقد من التاريخ أرادت فيه أن تكون المعادلة كأيام الخوالي أيام الاستعمار و بصيغة رابح _ خاسر، فبكون السياسة العالمية قد تغيرت حتى بشاكلة حروبها من صراعات مباشرة الى الخفية، ساهم بتقوية الرابط بين بلدان العالم الثالث مع بلدان الشمال، بحاجة الأخير الملحة الى خيرات الأول.في المقابل يمكن للجزائر أن تقدم شروطا جديدة على صيغة التعاون بالنظر لاضطرار الطرف الفرنسي الى التعاون مع الجزائري على جمع الأصعدة خصوصا الجانب الاقتصادي الذي أصبح ضرورة لا مفر منها، دون نسيان التعاون الأمني لحتمية الأوضاع الذي تفرضها الأحداث الأخيرة في المنطقة، على غرار الانفلات في ليبيا الذي قد يؤثر بصفة مباشرة على فرنسا.