استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند، الخميس، الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي طار إلى باريس للمشاركة في أشغال قمّة الإليزيه حول الأمن والسلام في القارة الإفريقية، والذي يعد الأول من نوعه منذ مجيء هولند، حيث تعوض هذه القمة ما كان يعرف بقمة فرنسا إفريقيا في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. مصادرنا أكدت أن اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي بسلال، لم يكن مبرمجا في أجندة الرئيس هولند الأسبوعية، وإنما جاء في أخر لحظة بناء على طلب من الجزائر، بعد اللقاء الذي تم بين وزيري خارجية البلدين. خلال هذا اللقاء نقل سلال رسالة شفوية من الرئيس بوتفليقة، إلى نظيره الفرنسي تمحورت حول مواقف الجزائر من استمرار عمليات التدخل الفرنسي في إفريقيا وأثره على الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، التي تعتبرها الجزائر امتدادا لأمنها القومي. وجدد سلال للرئيس الفرنسي مواقف الجزائر الثابتة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكدا في نفس الوقت حرص الرئيس بوتفليقة، على دعم جهود التنمية في القارة الإفريقية لتجفيف منابع العنف والإرهاب. نفس المصادر أكدت لنا أن الرئيس هولند، طمأن الوزير الأول الجزائري من أن العملية العسكرية الفرنسية القادمة في إفريقيا الوسطى ستكون مرتبطة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد ولن تخرج عن هذا الإطار. خلال هذا اللقاء، شرح الوزير الأول للرئيس هولند، التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها الجزائر جراء التدهور الأمني المستمر في إفريقيا، وإن أبدى قدرة الجزائر واستعدادها لحماية حدودها ومصالحها إلا أنه طالب الرئيس الفرنسي بإيجاد صيغ أفضل لحلحلة المشاكل الإفريقية بعيدا عن التدخل العسكري الأجنبي. هذا اللقاء الذي دام أكثر من ساعة ونصف، كان مناسبة للرئيس الفرنسي للاستفسار عن الإصلاحات السياسية في الجزائر، خاصة مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية، وعن إمكانية ترشح الرئيس لعهدة جديدة، إلا أن سلال أكد وفق مصادرنا أن الجزائر بلد مؤسسات ويعيش حالة استقرار سياسي، كما أن الرئيس بوتفليقة مثله مثل باقي الجزائريين له الحق في الترشح إن أراد وفقا للقوانين السارية في البلاد، كما طمأن الرئيس الفرنسي، إلى أن الجزائر في مأمن من أي مخاطر سياسية أو أمنية قد تهدد استقرارها. كما تضمن اللقاء جملة من القضايا الهامة من بينها زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك ايرولت، المرتقبة إلى الجزائر يوم 16 ديسمبر الجاري، لترؤس اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية، وأهميتها في ترسيخ ثقافة جديدة من التعاون المشترك بين البلدين. وشارك عبد المالك سلال، ممثلا للرئيس بوتفليقة في قمّة الإليزيه حول إفريقيا، التي يتضمن جدول أعمالها شقين، أمني يتناول ملف السلام والأمن في إفريقيا ومناقشة مختلف المبادرات الإفريقية حول هذا الموضوع.