احد أبطاله فتاة قروية ، انتقلت للعيش في العاصمة، فارة من مشاكل القرية و هموم العيش فيها، هاربة من جشع "سي المختار" الذي أرادها زوجة سادسة له و هي لا تزال في العشرين من عمرها، ليشير إليها صديق والدها المجاهد " سي لخضر" بالهروب بعد أن شق الناس عليه عصا الطاعة، و أرادوا كلهم تزويجها للمختار، و الذي أغراهم بماله و عطاياه، لتزاول دراستها جميلة القروية دراستها في العصمة و تحت رعاية الحاج المبروك و زوجته فاطمة، رفيقي الدرب و السلاح ، و تصبح بعدها طبيبة نساء. و بمرور الزمن تعود إلى قريتها التي هربت من ويلاتها، و جلاديها لتغتصب فيها و على مرائ من أمها. لينتقل ابن سوق أهراس بالقارئ إلى فترة العشرية السوداء و يجسدها في شخصية حسين الأستاذ الجامعي الذي زهق من الحياة و العيشة المملة بالرغم من تحصيله ، الثقافي و كفاءاته العلمية، إلا انه يتذمر من الوطن و يتعجب من أمره الذي لا يتواني عن مصادرة أي شيء حتى الشهادات، لا سكن و لا عنوان و لا شئ جميل يذكر، ليواصل وصفه على لسان الشاب حسين على ان سوداوية الوضع السائد في العشرية السوداء، حيث لم يكن يجول في أذهان الشباب الا فكرة واحدة و هي اعتزال هذا الوطن، و التي بدورها تحولت الى ضرب من العبث الأبدي و اللامتناهي، و أصبح الكل يبحث على قوقعة لجسمه الذي هشمه تاريخ وطن أضحى يغتال أبناءه. ليجد نفسه بعدها ينجرف إلى فوهة الإعصار، بسبب الصحفي المتمرد ، زوج أخته، ووالد قتادة، الاسم الذي اختاره الوالد الأناني، الذي لم يتواني في إيذائهم بالرغم من غيابه إلا انه لا يزال يؤثر عليهم من خلال انخراطه في المجموعات التي تسيء للنظام و كما يسميهم المؤلف " أصحاب اللحى" أو التيار الإسلامي " للتذكير فان إبراهيم وطار صحفي بالإذاعة لوطنية ، و عدة جرائد منذ 1991م، تحصل على فائزة العلامة ابن بأديس بالمناصفة مع الشاعر الراحل مالك بوذيبة سنة 2008م.