نظم معارضو الانقلاب العسكري في مصر مسيرات ووقفات احتجاجية صباح أمس ، استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للتظاهر تحت شعار أسبوع "التصعيد الثوري"، وذلك بعد يوم من مقتل طالبين برصاص قوات الأمن داخل حرم جامعة القاهرة. خرجت مسيرة وصفت ب"الحاشدة" من منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، لتجوب عددا من الشوارع الرئيسية بالمنطقة وسط هتافات منددة بالانقلاب العسكري وبالاستفتاء على مشروع الدستور الذي جرى يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.وأما في محافظة الدقهلية تمكن معارضو الانقلاب في المنصورة من دخول ميدان الثورة المقابل لمبني المحافظة، وذلك لأول مرة منذ الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وعزل بموجبه الرئيس محمد مرسي في الثالث من جويلية الماضي، كما ردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية هتافات "السيسي قاتل.. دستوركم باطل" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وفي الإسكندرية خرجت ثماني مسيرات تحمل لافتات يعتبرون فيها عن رفضهم للنتائج ومن جهتها كانت أغلب اللافتات ترفض الاستفتاء وتثمن المقاطعة، وكانت أخرى تدعو لمليونية في 25 جانفي لإنقاذ ثورة كما يقول المتظاهرون. وكانت لافتات كبيرة تحمل صور الشباب المساجين وتدعو لإطلاق سراحهم خاصة النساء.في حين نظمت حركة "7 الصبح" بقرية صهرجت الكبرى التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية أيضا، سلسلة بشرية تنديدا بالانقلاب العسكري، وبالاستفتاء على ما وصفوه ب"دستور الدم".كما تنوعت هتافات المتظاهرين ما بين التنديد بالانقلاب العسكري وبوزيري الدفاع والداخلية، والمطالبة بعودة "الشرعية" والمسار الديمقراطي، وكذلك المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن قتل المعتصمين السلميين، والإفراج عن المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.وتأتي الاحتجاجات بعد أن قتل طالبان بالرصاص داخل حرم جامعة القاهرة أول أمس خلال اشتباكات مع قوات الأمن التي دخلت إلى الحرم الجامعي واستخدمت قنابل الغاز المدمع والخرطوش.كما تشهد جامعات ومدارس عدة مظاهرات طلابية كبيرة تنديدا بالانقلاب، وذلك منذ بدء العام الدراسي منتصف سبتمبر الماضي. انتقادات لاستفتاء الدستور والنتيجة اليوم : قالت حركة 6 أبريل في مصر إن ما وصفته بعزوف الشباب عن المشاركة في التصويت باستفتاء الدستور يعد مقاطعة للعملية السياسية العبثية، في حين هنأ التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الشعبَ المصري بشأن ما قال إنه "سقوط استفتاء الدم" وانتصار المقاطعة، وينتظر أن تعلن الحكومة المصرية نتيجة الاستفتاء رسميا اليوم ، كما أن الشباب واجهوا تهميشا متعمدا على مدار السنوات الثلاث الماضية، واعتبرت أن تلك المؤشرات تنذر بكارثة ستحل بمصر في القريب العاجل إذا لم ينته ذلك العبث.و من جهته هنّأ التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الشعب المصري على ما اعتبره "سقوط" ما يصفه ب"استفتاء الدم" و"انتصار المقاطعة الإيجابية"، كما إن من سماهم الانقلابيين يضحكون على أنفسهم، وإن ما وصفها بنتائج الزور لن تمنحهم شرعية، مشيرا إلى أن إرادة الثورة التي كسبت أرضا جديدة لن تسمح بأن تُحكم مصر بصناديق الذخيرة وقرار البيت الأبيض، وفي غضون ذلك قال المتحدث باسم الرئاسة السفير إيهاب بدوي إن المؤشرات الأولية بشأن نتائج الاستفتاء تشير إلى أن المصريين كتبوا ما وصفه بفصل جديد بالإقبال الكبير على الإدلاء بأصواتهم.كما إن نسبة التصويت ب"نعم" على الدستور تجاوزت 90%، وتحدثت عن نسبة مشاركة عالية قد تفوق 50%.في حين انتقدت منظمة الشفافية الدولية المسؤولين الحكوميين المصريين بسبب دعوتهم الصريحة للتصويت بنعم، كما أكدت أن أجهزة الإعلام قامت ب"تغطية موجهة" للاقتراع.كما تم توقيف أكثر من 350 شخصا خلال اليومين الماضيين بتهمة السعي لتعطيل عمليات الاقتراع، في حين قُتل 11 شخصا في احتجاجات على هامش الاستفتاء.