تواصل جماعة الإخوان المسلمين تظاهراتها الرافضة لمشروع الدستور الجديد ضمن فعاليات ”التصعيد الثوري” للمطالبة بإلغاء كل ما ترتب عن النظام الحالي، وتجديد رفضها ل ”دستور الدم”، ورغم أن النتيجة الرسمية للاستفتاء على الدستور ستعلن اليوم، إلا أن المصريين تجاوزوا هذا بكثير وبدؤوا يتحدثون عن الرئيس القادم، فالنتيجة محسومة بنسبة كبيرة جدا، وتؤكد المؤشرات الأولية أن نسبة الموافقة لا تقل عن 95%، مع نسبة مشاركة عالية تجاوزت 40%. اختلفت أشكال التظاهر في الميادين المصرية مع قرب الإعلان عن النتائج الرسمية للاستفتاء على الدستور الجديد، فريق يحتفل بالنتائج المبدئية التي كشفت عن توجه إلى الموافقة على الدستور، وآخر يندد بتمسك الحكومة المصرية بخارطة الطريق، وعملية الاستفتاء التي وصفها ب ”العبث” و”استفتاء الدم والعار”. حشدت أمس جماعة الإخوان المسلمين أنصارها الذين طافوا مختلف الشوراع والميادين المصرية تحت مسمى ”التصعيد الثوري”، تنديدا ب ”الانقلاب العسكري على الشرعية”، ودخلت في مصادمات عنيفة مع قوات الأمن التي واجهت مظاهراتها بقنابل الغاز المسيلة للدموع، وطوقت جميع الميادين الرئيسية والمباني الحيوية بالقاهرة والمحافظات منعا من اقتحامها أو التظاهر فيها، ورفع متظاهرو الإخوان شعارات ”رابعة العدوية”، إلى جانب صور الرئيس المعزول محمد مرسي، ورددوا هتافات مناهضة للحكومة الحالية، ودعوا لإسقاط ”الانقلاب العسكري”. واقتحم المتظاهرون مقر محافظة الدقهلية شمال شرق الدلتا بمصر، وأسفرت المظاهرات التي شهدتها شوارع مصر أمس عن سقوط أربعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى إثر مواجهات، ومن بينهم اثنان بالمنوفية والفيوم، حيث ألقى المتظاهرون زجاجات المولوتوف الحارقة والحجارة على الشرطة التي واجهتهم بقنابل الغاز المسيلة للدموع، بينما تحدث شهود عيان عن استخدام الخرطوش وسماع دوي رصاص حي. بينما شهدت جامعات القاهرة والأزهر الشريف وعين شمس عملية مطاردة وكر وفر بين الطلبة المتظاهرين وقوات الأمن، احتجاجا على مقتل طالبين، وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين، ورفعوا شعارات مؤيدة لمرسي. وأكد التحالف الوطني لدعم الشرعية المناصر للرئيس المعزول، أنه لم ولن يعترف بالدستور الذي اعتبره ”لقيطا” كتب بأيادٍ ملوثة بالدماء، وقال في بيان له إنه سيستمر في ثورته بسلميتها وصمودها اللذين أبهرا العالم، ولن يرهبنا البطش أو الاعتقالات، وأشار إلى أنه تم رصد غياب واضح لشرائح الشباب، وكان معظم الحضور من الشيوخ رجالا ونساء. وفي الوقت الذي يؤكد فيه تحالف دعم مرسي أن نسبة المشاركة في الاستفتاء لا تتجاوز 10%، تشير الأرقام والإحصائيات الأولية إلى أن النسبة ستتجاوز 40%، وأن سبب ارتفاع نسبة اختيار الموافقة على الدستور تأتي لأن كل معارضي الدستور اختاروا المقاطعة، ولم يدعوا أنصارهم للذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت ب ”لا”، وبالتالي امتلأت اللجان الانتخابية بأنصار ”نعم” للدستور، وتحولت عملية الاقتراع إلى احتفالات شعبية غلب عليها الرقص والغناء والهتاف بسقوط الإرهاب والتطرف، ودعوة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للترشح للرئاسيات. لذا خلت تقارير المنظمات الحقوقية الدولية من ملاحظات جوهرية على عملية الاستفتاء، ومعظمها أكد أن النساء حسمن الأمر منذ اللحظات الأولى، حيث شاركن استجابة لدعوة السيسي حينما وجه لهن نداء خصيصا. وكانت محافظات الدلتا والقاهرة والإسكندرية قد شهدت إقبالا كبيرا للناخبين، ويعتبر هذا الاستفتاء الأول منذ اندلاع الثورة المصرية الذي حصل على أغلبية كاسحة ب ”نعم”، ففي الإعلان الدستوري الأول اختار 10ملايين ”نعم” و7ملايين ”لا”، وفي دستور 2012 خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسي اختار 64% ”نعم” و36% ”لا”.