تم مساء أول أمس تقديم العرض الأول بوهران للفيلم الوثائقي الأمير عبد القادر لمخرجه سالم إبراهيمي وسط حضور وجوه ثقافية وجامعية وممثلي وسائل الإعلام. وتابع الجمهور خلال 96 دقيقة من العرض بمتحف السينما قراءة ملمة لحياة الأمير عبد القادر (1808-1883) ومسيرته البطولية ومقاومته وركائز وأبعاد ومعالم تأسيسه للدولة الجزائرية الحديثة، ويقود هذا العمل الوثائقي الذي مزج ما بين القراءة العلمية الممنهجة من جهة ولوحة فنية استعراضية الجمهور في رحلة لإعادة استكشاف تراث رائد المقاومة الجزائرية وذلك منذ ولادته ونشأته ونهله من منبعه العائلي الغزير بالثقافة الدينية وارتباطها بالصوفية والطريقة القادرية والى غاية تأسيسه للمقاومة للذود عن الوطن والدفاع عن الأرض والهوية من خلال المعارك لصد الاستعمار. وبقراءة تسلسلية يحكي الفيلم الذي شاركت في كتابة السيناريو الفرنسية أودري براسور ظروف ملحمة الأمير عبد القادر وملابسات المبايعة التي يعود إليها تسميته بالأمير ثم معاركه والنصر الذي حققه خلالها والخسائر الفادحة التي تكبدها المستعمر الفرنسي جراء حنكته الحربية وتخطيطه المثالي في قيادة ميدان القتال وتنظيم ورص صفوف جيوشه، وقد طبع الفيلم الذي شد انتباه الجمهور تنوع القراءات التي استقاها المخرجان من مؤرخين وأكاديميين ومن مختلف بقاع العالم والتي نسجت رواية متكاملة أبرزوا فيها جوانب هامة ومفيدة لفهم ظروف وخصوصيات إقليمية وتاريخية التي جرت في ظلها أحداث حياة وبطولات الأمير برأي السيد بوعلام حفيظ مختص في الإنتاج السينمائي. كما سلط الفيلم أيضا الضوء على منفى الأمير من فرنسا ثم بورصة بتركيا الى غاية دمشق أين ساهم في إرساء ثقافة التسامح والتعايش ما بين الأديان قبل أن يتوفى ويدفن إلى جانب ضريح الشيخ الأكبر ابن عربي، وتطرق كذلك هذا العمل الذي أنتجته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدعم من وزارة الثقافة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 إلى عودة رفاته الى الجزائر سنة 1966.