تتقاسم عائلات حي النخلة الواقع ببلدية الكاليتوس حياة مزرية وجد صعبة داخل بيوت قصديرية هشة ,تحاصرها النفايات في كل اتجاه ,فضلا أنهم يعانون حياة الشقاء والتهميش جراء الحالة المزرية التي يتواجد عليها حيهم والذي يفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة الكريمة، ناهيك عن غياب ماء الشروب جعل قاطنوها يعيشون كابوسا حقيقيا ، خاصة أن هذه المادة التي تعد حيوية في يوميات المواطن , اضطر هؤلاء التنقل بعيدا قصد الإقتناء بها مما كلف أطفالهم العناء خاصة مع الدخول المدرسي أين يحتاج التلاميذ إلى التركيز أكثر بدلا من الشقاء ,فيما راح البعض يعتمد على كراء الصهاريج مما كلفهم أموال باهظة هم في غنى عنها,وحسب السكان ممن التقت بهم جريدة "الإتحاد" أكدوا أن المعاناة عمرت سنوات بسبب تجاهل السلطات لمشاكلهم ,حيث أكد هؤلاء أن الحي يعاني مع اهتراء الطرقات وانعدام الأمن والإنارة العمومية، إلى جانب تلك القاذورات والأوساخ التي رسمت ديكورا مخيفا يهدد هؤلاء حيث تراكمت الأوساخ في كل زوايا هذا الحي تسبب في انتشار الروائح الكريهة والأوبئة· وقد عبر السكان لجريدة "الإتحاد" مدى تذمرهم واستيائهم الشديدين جراء المعاناة التي يعيشونها والتي تعود إلى أزيد من 8 سنوات دون أن تلقى شكاويهم ومطالبهم أي رد أو اعتبار من طرف السلطات المحلية، التي بقيت حبرا على ورق حسبهم , حيث أكدوا لنا أنهم قاموا برفع مطالبهم واشتكوا من حالتهم المزرية لعدة مرات دون أن يتغير الوضع الذي بات قائما ويزداد سوءا، وحسب شهادات هؤلاء المواطنون أن السلطات اختارت الصمت وتجاهلت مطالبهم , وهو الأمر الذي أثار حفيظة هؤلاء الذين بقي لغز يحيرهم وهو كون المادة الحيوية التي تعد ضرورية للحياة ألا وهي الماء لا تعرف طريقها إلى بيوتهم ولا تزور حنفياتهم، وهذا ما يجبرهم على الانتقال للبحث عنها أو القيام بكراء صهاريج المياه وتوزيعها على سكان الحي، حيث أكدوا أن معاناتهم مع مشكل اهتراء الطرقات أصبح هاجس كبيرا يؤرقهم، فقد أكد لنا هؤلاء أن الحالة التي تتواجد عليها تلك الطرق تعرقل حركة المرور بالنسبة للراجلين وأصحاب السيارات، وأضافوا أن وضع تلك الطرقات يتأزم في فترة الشتاء حيث تتحول تلك الحفر إلى برك من المياه الراكدة ومستنقعات، تؤدي إلى تراكم الأوحال، لتتواصل معاناتهم مع غياب الأمن بالحي جراء افتقاره إلى الإنارة العمومية وهذا ما جعل سكان الحي عرضة للسرقة والاعتداءات التي قالوا إنهم يتعرضون لها في الغالب عن طريق السلاح الأبيض من طرف بعض الشباب المنحرفين الذين يغتنمون غياب الإنارة، والتي تصل حسب هؤلاء إلى حد الهجوم على البيوت لسرقة أغراضهم المنزلية، ناهيك عن قيام هؤلاء الشباب بالاعتداء من أجل سرقة أدنى الأشياء كالهواتف النقالة والمجوهرات، مما خلق لديهم مخاوف على أملاكهم وأبنائهم المتمدرسين خاصة الفتيات والطالبات الجامعيات خصوصا لدى خروجهم في الليل لقضاء حاجاتهم. وما زاد من الطين بلة هو انعدام النظافة بالحي الذي يعرف تراكم النفايات والأوساخ في كل أركانه مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وجب على قاطنوها حبس أنفاسهم نظرا لتعفنها ,فضلا تعرض السكان لخطر الإصابة بالأمراض التنفسية كالربو والأوبئة، خصوصا أن الحي يعرف انتشار الحشرات والبعوض, ومختلف الحيوانات الضالة على القطط والكلاب والجرذان الكبيرة الحجم التي أضحت تقاسم هؤلاء منازلهم , فضلا أن تتراكم النفايات والذي تحول مع مرور الوقت إلى فضاء ترفهي للأطفال . وأمام جملة نقائص ومشاكل التي تتقاسمها هذه العائلات بالرغم من عدة شكاوى للجهات المعنية ,يأمل هؤلاء على الأقل التفاتة السلطات للقضاء على بعض النقائص وتخليصهم من معاناة طال أمدها إلى جانب توفير السكن التي تضمن لهم العيش الكريم.