الثرثرة المبالغة سيمة من المستحيل أن لا نجدها في النساء التي لا يخلو حديثهن على الغيبة والنميمة والحديث عن أبسط أمور الحياة لكن الغريب في ذلك انه الحديث عن أمورهن الخاصة أو مشاريعهن المستقبلية أمر قد يستحيل تحقيقه فكل واحدة منهن تتجاهل الأمر وعن الأسباب فتحت جريدة الإتحاد الملف وتغلغلت في عمقهن فكان السبب لا يتعدى كلمة كثيرا ما نسمع عنها من قبلهن أو حتى الجنس الخشن ألا وهي الحسد كابوس المرأة ومرض يصعب شفاءها منه، هي ظاهرة تفشت كثيرا في مجتمعنا فلا يوم يمر إلا ونحن نسمع عن فتاة لم يسعفها الحظ عن إيجاد عمل فيقال حسدوها، وأخرى تعدت سن الزواج ولم يسعفها الحظ للحصول على زوج في وقت شبابها فيقال أن الحسد وراء الأمر وأخرى تعرضت لحادث أو دائمة المرض فالسبب ليس إلا الحدث ،هي أقاويل و أفكار تغلغلت في ذهن العديد من النساء جعلتهن يضعنا الحسد كمشكلة تهدد حياتهن فأصبحنا بتحاشينا الحديث عن أمور مهمة ومفرحة قد تحطم أحلامهن أو تقف في منتصف الطريق ولا تتحقق والقضية تعدت العاميات بل حتى المثقفات ، هن كثيرات من أكدن للإتحاد القضية من بينهن "خديجة" فتاة في السابعة والعشرين من العمر، جامعية من قسم اللغات لم يسعفها الحظ لليوم بالظفر بمنصب عمل وزوج تكمل معه حياتها وعن السبب تصرح :منذ بداية مشواري الدراسي كنت تلميذة وطالبة جد متميزة حققت نجاحات كثيرة وكل مرة يقال لي لا تتحدثي عن الأمر أمام باقي النساء فقد يحسدنك وعين الحسود ستحطم أحلامك وبالفعل تخرجت بامتياز وكلما عرض عليا منصب عمل أخبر به كل من اعرف أو أصادف ولما يصل وقت إبرام العقد يحطم الحلم وأرفض لأسباب لا علاقة له لا بدراستي ولا جمالي ولا مؤهلات بين العين الحسود التي لم ا أمن بوجدها يوما إلا لما عشت ويلاتها فأصبحت هاجس يهدد مستقبلي طموحاتي بل حتى حياتي الخاصة فكلما تقدم لخطبتي شاب أعلم به صديقاتي لكن لا يكتمل المشوار بسب الحسد فقلة منهن من تحب الخير لك فالكل يغار ويحسد وذو النية تتحطم أحلامه..هي فكرة أكدها لنا "إيمان" هي الأخرى التي كان على حد قولها الحسد وراء نهاية مشوارها الدراسية فقد أكدت للإتحاد بأنها كانت تلميذة مجتهدة تعدت المرحلتين الابتدائية وال أكمالية بامتياز مما جعل الكل يحسدها ويتكلم عن نجاحاتها واحدة تلوه الأخرى لتجد نفسها في الثانوية لكن بفكر ومستوى جديد أين غاب التفوق عن مشوارها الدراسي وتحطمت أحلامها لتعيد السنة أولى علمي مرتين متتاليتين مما أنهى مشوارها الدراسي الذي كان على حد قولها مثلا يقتدي به الكل يثني عليه أما أبا أخا معلما وصديق لكن عيون الحساد آبت إلا أن تنهي الحلم لتجد إيمان نفسها في واقع لم تنسج خطواته يوما .وغير بعيد عن إيمان "نسرين" هي الأخرى ترى في الحسد كابوس حطم حياتها ووضعها اليوم فوق كرسي متحرك تروي وتقول:اشتريت سيارة من نوع 207لأصادف بأحد جارات التي يقال عنها امرأة كثيرة الحسد فالكل يخشى من شرها أتت تبارك لي بصورة مخيفة بعدها توجهت للعمل لأجد نفسي في المستشفى بسبب حادث مرور في لحظة غفلة وطيش آنستني السيارة واليوم أنا معاقة وقد أكد لي كل من يعرف جارتي بأن حسدها وغيرتها هي السبب. فإلى متى تبقى الخرافات تتغلغل في الذهن ومتى ندرك أن القدر والنصيب يؤسس حياتنا ومتى نعالج نساءنا من الحسد النقطة السوداء والكابوس المحطم للأحلام؟