أصبحت عمليات تربية النحل على المستوى الولائي لسيدي بلعباس تفتقد و بشكل كبير للمعايير و المقاييس المعتمدة مما كبد المربين خلال العام المنصرم خسائر جمة و كانت المحاصيل دون الأهداف المرجوة الأمر الذي يكمن سببه في الجانب البشري حسب ما لمسناه خلال معرض منتجات النحل و أصناف العسل بمجسم القبة السماوية حيث أشارت المعطيات الأولية من خلال لقاء الأطراف العارضة أن استخدام بعض المبيدات الحشرية في غير أوقاتها قد أدى إلى قتل العديد من أصناف النحل خصوصا المعروفة بالنحلات العاملة و التي من شأنها البحث عن الرحيق و بناء الخلايا المنتجة للعسل مما أدى إلى ضئالة الإنتاج المسجل غضون آخر موسم و انخفاض محسوس للغاية و معه خسائر جمة من جانب المربين، ففي هذا الإطار تشير الأرقام المستقاة عن تسجيل كمية من العسل المجموع مقدرة ب 250 قنطار و التي تشهد على انخفاض يصل إلى الضعف و بنسبة 50 c/o عما تم تسجيله خلال السنوات الفارطة كمعدل سنوي و المقدر ب500 قنطار من مادة العسل تم جمعها، و لعل المبيدات الحشرية التي استخدمها الفلاحون للقضاء على النباتات الضارة لاسيما في فصل الربيع الفارط قد كان لها باعها في الانخفاض المحسوس المسجل في الإنتاج خصوصا و أن المستثمرين الفلاحيين قاموا بتعميمها على بعض المناطق و الأقاليم المتخصصة في إنتاج العسل و التي تتواجد فيها أسراب النحل بشكل كثيف مما جعل الحصيلة نفوق العديد من الأصناف و تحديدا الشغيلة منها ما أدى إلى خسارة معتبرة في أوساط المعنيين بمتابعة إنتاج خلايا النحل و بلغت في هذا الإطار إلى ما يربو عن 70 خلية متلفة، كما أن إنتاج الخلية الواحدة تضاءل و بشكل كبير بالمقارنة مع فترات سابقة حيث كان خلالها يسجل إنتاج 25كلغ من مادة العسل في الخلية الواحدة ليسقط الرقم إلى أدنى مستوى له في آخر موسم للجني و يصل 3 كلغ من مادة العسل في كل وحدة، ولعل المربين أكدوا أنه إضافة إلى العامل البشري الذي أدى إلى انخفاض في المنتوج هناك العامل الطبيعي كما فتحوا قوسا في هذا الصدد و حملوا مديرية الفلاحة عدم رعايتها عن كثب لإنتاج العسل حيث يشكون في أن بعض الأزهار كان لها دور أيضا في نفوق النحل مطالبين في هذا الصدد بإجراء تحاليل على رحيق بعض الأزهار و متابعة هذا المجال بمهنية ثاقبة من أجل إنتاج يرقى للمستوى لا سيما و أن بعض المربين يشكون في أن للتلوث دوره في الإضرار بالنحل و ينتقل لهذه الحشرات عن طريق الرحيق هذا الأخير يغيب في الكثير من الأزهار و البراعم مما دفع بالمربين للتساؤل عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة خصوصا و أنها تؤدي إلى عزوف النحل عن بناء الخلايا و بالتالي يهملها إلى وجهة أخرى، كما يضاف إلى جملة الأسباب التي أدت إلى تضاؤل إنتاج العسل البرودة الشديدة التي شهدها فصل الربيع المنقضي مما حال نوعا ما حسب المربين دون تحقيق النتائج المرجوة، و عموما فإن تربية النحل على المستوى المحلي ما زالت تخضع للطرق الكلاسيكية بعيدا عن التخصص و التوسع و إنشاء مزارع خاصة بإنتاج العسل لوحده و خلق حقول للورود متاخمة لها من مهامها توفير عنصر الرحيق الذي يدخل في إنتاج العسل و تغذية النحل، بحيث ما زال المربون يعتمدون على وسيلة التواجد قرب مناطق غابية أو رعوية من أجل فتح الفضاء للنحلات كي تتزود بالرحيق في حين يتواجد أغلبهم متاخما للأراضي الفلاحية مما يجعل النحل معرضا و بشكل مباشر إلى خطر المبيدات الحشرية التي يعتمدها الفلاحون لردع الحشرات و النباتات الضارة كي لا تمس محاصيلهم الزراعية، كما تجدر الإشارة إلى أن مجال إنتاج النحل لا يشتمل على أرقام دامغة تعكس عدد المربين و إنتاجهم السنوي نظرا لتوسع مجال الإنتاج نحو مربين شباب استفادوا من دعم الدولة من أجل الأخذ في نشاطهم المهني، هذا بالإضافة إلى ضعف التسويق و كساد المنتوج و تراكم الديون على عاتق بعض من المربين و البيروقراطية في الدعم وهي كلها مشاكل تحول دون تطوير منتوج العسل الطبيعي و تجعل أثمانه قياسية و تناطح السحاب .