أعلن مصدر رسمي لبناني مساء أول أمس مقتل رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن في الانفجار الذي هز الضاحية الشرقية للعاصمة اللبنانية بيروت.وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن "استشهد" في الانفجار الذي دوّى بعد ظهرأول أمس في ساحة ساسين بالأشرفية.وقاد الحسن تحقيقا كشف مؤخرا عن مخطط تفجيرات اتهم به النظام السوري واعتقل على أساسه الوزير السابق ميشال سماحة. وطوال مسيرته المهنية ساهم في الكشف عن نحو ثلاثين شبكة تجسس لصالح إسرائيل في لبنان.وتضاربت تقديرات حصيلة قتلى التفجير، فقد تحدثت الوطنية للإعلام عن سقوط ثمانية قتلى بينهم العميد الحسن ونحو مائة جريح جراء الانفجار الذي هز المنطقة قرابة الثالثة من بعد ظهر الجمعة، وهي ساعة الذروة مع خروج غالبية الموظفين من أماكن عملهم، وعودة التلاميذ من مدارسهم، وأكدت مصادر أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة وضعت في سيارة، وقدرت زنتها بثلاثين كيلوغرامأ. لكن مصادر طبية أشارت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 106 آخرين في التفجير.وربط محللون بين التفجير -الذي يعيد إلى الذاكرة مشاهد مؤلمة من الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان بين عاميْ 1975 و1990- وتصاعد التوتر بين الطوائف اللبنانية المنقسمة بشأن الصراع في سوريا.و تحدثت مصادر مقربة من وسام الحسن أنه كان قبل أيام في مؤتمر بألمانيا، ثم سافر إلى باريس حيث تقطن عائلته بعد أن نقلهم إلى هناك لاعتبارات أمنية. وبعد ذلك عاد إلى بيروت صباح أول أمس الجمعة، حيث استقل سيارة صغيرة في الطريق إلى مكتبه، فيما تحرك موكبه الرسمي في اتجاه آخر. و أضافت نفس المصادر أن من كان يراقبه عرف أنه استقل السيارة الصغيرة قبل اغتياله.ويعود الانفجار الأخير في بيروت إلى جانفي 2008، وأدى إلى مقتل الرائد في قوى الأمن الداخلي وسام عيد. و قد شهد لبنان بين عاميْ 2005 و2008 سلسلة تفجيرات استهدفت عددا من الشخصيات السياسية، غالبيتها معارضة للنظام في سوريا. إدانة عربية و دولية واسعة وأدان مجلس الأمن الدولي بشدة التفجير "الإرهابي" الذي أودى بحياة العميد وسام الحسن وعدد من الأشخاص في بيروت، في حين توالت ردود الفعل العربية والغربية المنددة بعملية الاغتيال.وشدد المجلس على ضرورة "ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن أعدوا لها ووفروا لها الدعم المالي أمام القضاء".ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إن علي أكبر صالحي اتصل به أول أمس الجمعة "واستنكر العمل الإرهابي الذي جرى في بيروت".كما أدان وزير الخارجية المصري محمد عمرو تفجير بيروت، ودعا إلى النأي بلبنان عن الانجرار إلى دائرة العنف.ومن جهتها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها للحادث، وعبرت عن تضامنها مع لبنان. وأدانت الإمارات "بشدة التفجيرالإرهابي الذي وقع في بيروت وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى" يوم الجمعة.و قال وزير الإعلام السوري عمران الزغبي للصحفيين إن سوريا تدين التفجير الذي وصفه بالإرهابي، وكل التفجيرات أينما حدثت لأنه "لا شيء يبررها".وفي هذا السياق، أدانت الولاياتالمتحدة "الاعتداء الإرهابي"، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند "قلنا قبل أسابيع وأشهر إننا نتخوف من عودة التوترات -وخصوصا الطائفية في لبنان- التي ستنجم عن تمدد النزاع في سوريا".ومن جانبه دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المسؤولين اللبنانيين إلى حماية بلدهم من "كل محاولات زعزعة الاستقرار من أي جهة أتت".وبدوره أدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التفجير واعتبره "ازدراءً للحياة البشرية"، ووصف وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الحادث بأنه "مجزرة وعمل عنف جبان يستحق أشد إدانة".كما ندد الفاتيكان بالانفجار ووصفه بالعنف العبثي الذي يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنان. 14 آذار تدعو ميقاتي للاستقالة وفي السياق ذاته حملت قوى 14 آذار المعارضة في لبنان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي المسؤولية السياسية عن اغتيال رئيس فرع المعلومات لقوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن في تفجير سيارة ملغومة الجمعة، وطالبته بالاستقالة فورا. في حين اتهمت أطراف في المعارضة اللبنانية الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء عملية الاغتيال.وأوضحت قوى 14 آذار -في بيان تلاه الأمين العام لتيار المستقبل أمين الحريري في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة- أنها تحمل "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شخصيا مسؤولية دماء العميد الشهيد وسام الحسن ودماء الأبرياء الذين سقطوا في الأشرفية، وبناء عليه فإن هذه الحكومة مطالبة بالرحيل ورئيس الحكومة شخصيا مدعو إلى تقديم استقالته فورا".وقالت قوى المعارضة إنها ستعمل على إسقاط ما وصفته بالمؤامرة الجديدة التي ينطوي عليها اغتيال الحسن. ودعت الشعب اللبناني للتصدي لما وصفته بالمخطط الإجرامي والاستعداد للخطوات التي ستلي لتصحيح المسار الخطير الذي وصلت إليه البلاد، وأكدت مواجهتها لما سمته مخطط إنقاذ النظام السوري على حساب لبنان. جنبلاط و الحريري يتهمان الأسد وكانت أطراف في المعارضة اللبنانية المناهضة لسوريا -وفي مقدمتها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط- اتهمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف خلف عملية اغتيال وسام الحسن.وقال سعد الحريري لقناة المستقبل اللبنانية "أتهم بشار حافظ الأسد"، وأكد أن الحادث موجه ضد استقرار لبنان، ووصف العميد المغتال بأنه كان "صمام أمان للبنانيين".واتهم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الرئيس السوري باغتيال الحسن، واعتبر جنبلاط الاغتيال "عملا انتقاميا من النظام السوري" بسبب كشف الحسن عن قضية ميشال سماحة.