أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أمس استعداده لتقديم استقالة حكومته، مشيراً إلى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان طلب منه التريث إلى حين إجراء مباحثات مع القيادات السياسية في لبنان، ودعا الهيئات الدولية إلى مساعدة بلاده في التحقيق في عملية اغتيال العميد وسام الحسن. قال ميقاتي في تصريح إعلامي إنه يعلق أي قرار بالاستقالة إلى حين إنهاء رئيس الجمهورية مشاوراته مع الجهات السياسية في البلاد. وأضاف أنه لا يستطيع أن يفصل بين اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن في بيروت، و''المؤامرة التي كشف عنها قبل شهرين''، في إشارة إلى توقيف الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بتهريب متفجرات من سوريا إلى لبنان بسيارته. وكانت المعارضة اللبنانية قد طلبت من ميقاتي الاستقالة وحملت حكومته مسؤولية عملية اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، وناشدت الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتكليف القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة بمؤازرة الجيش اللبناني في ضبط الحدود اللبنانية السورية وحمايتها. وأعقب اغتيال وسام الحسن -الذي لقي إدانة دولية واسعة- موجة من التوتر في العديد من المناطق اللبنانية، إذ جرى قطع شوارع في بيروت باستخدام الإطارات المشتعلة، كما جرى إقفال الطريق الساحلي بين الجنوب وبيروت في مناطق عديدة، وشملت موجة قطع الطرقات العديد من مناطق الشمال اللبناني، الذي ينحدر منه الحسن. ووجهت قيادات لبنانية اتهاما مباشرا إلى النظام السوري ورئيسه بشار الأسد بالضلوع في اغتيال رئيس جهاز شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، العميد وسام الحسن، وذلك بسبب دوره في كشف مخطط سوري لتفجير الوضع بلبنان. ودعت إلى نشر قوات دولية بين البلدين. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية أن رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، الذي كان الحسن من بين المقربين إليه، اتهم الرئيس السوري بشار الأسد باغتياله، وعاهد اللبنانيين عبر مداخلة لتلفزيون ''المستقبل'' التابع له، بأنه ''لن يسكت ولن يهدأ عن هذه الجريمة البشعة''. من جانبه، اتهم النائب بتيار المستقبل، خالد الضاهر، حزب الله باختراق أمن مطار بيروت وتحديد وصول الحسن إلى بيروت. وقال الضاهر، في اتصال مع موقع ''سي آن آن'' الأمريكي إن الحسن وصل إلى بيروت الأربعاء، وتعرض للاغتيال الخميس، ما يعني وجود جهات سربت وصوله عبر المطار، متهماً حزب الله بالضلوع في ذلك. أما سمير جعجع القيادي في تجمع 14 آذار، فصرح بأن العملية هي ''محاولة الاغتيال ال,''22 لشخصيات سياسية وأمنية على صلة بتحالف ''14 آذار'' المعارض لحزب الله والنظام السوري، كما دعا إلى تعليق كل الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية مع سوريا وطرد السفير السوري من لبنان. ورداً على سؤال حول سبب الاغتيال، أن مقتل الحسن جاء لأنه ''أوقف ميشال سماحة''. وسماحة هو نائب لبناني سابقا على صلة بالنظام السوري، جرى توقيفه بتهمة إدخال متفجرات بطلب من قيادات سورية، وصدر في القضية طلبات استماع لشخصيات سورية، على رأسها رئيس جهاز الأمن القومي، اللواء علي مملوك، والوزيرة السابقة بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد. وكتب الإعلامي العربي عبد الباري عطوان في مقاله بجريدة القدس العربي اللندنية ''الأسد جريح ومحاصر يواجه ثورة مسلحة داخلية، ولذلك ليس من المستغرب أن يخبط غربا في لبنان، وشمالا في تركيا، فهو لا يريد أن يسقط وحده، أو يترك أعداءه يحتفلون بسقوطه''، واصفا وسام الحسن بأنه ''ألد أعداء سوريا''.