توقفت الأسبوع الماضى على صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمام ظاهرة تنبئ عن تحول إيجابي فى سلوك مجتمعنا فى مواجهة مشاكله الحياتية اليومية. «بلاها لحمة» شعار بدأ وفقا لما تحدثت به الصحف اليومية فى أسواق التي شكا سكانها من ارتفاع أسعار اللحوم إلى الدرجة التى جعلتها ليست فى متناول الإنسان العادي. إذن المجتمع يقاطع اللحوم التي تأتى على رأس قائمة أشهى أكلات المطبخ المصري ويرتبط وجودها بمظاهر النعمة واليسر. أسرتني الفكرة فقررت مساندتها. رغم أن الداعين لمقاطعة اللحوم ولو إلى حين يهدفون إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وفقا لما أعلنوا عنه فأنا لدى سببى القوى المتعلق بصحة الإنسان وأسلوب حياته.اختيار أن يقتصر تناول اللحوم الحمراء الطازجة غير المصنعة على مرتين أسبوعيا توصية مهمة تحرص عليها هيئات صحية عالمية مثل جمعية القلب الأمريكية، معهد السرطان القومي ومؤسسة التغذية الإكلينيكية الأوروبية.اللحوم ليست المصدر الوحيد للبروتينات الجيدة؛ هناك البيض والبقول والصويا والمكسرات والبذور كلها مصادر للبروتينات المتنوعة والمطلوبة.توصى المنظمات المهتمة بغذاء الإنسان بأن يستبدل الإنسان أنواع الغذاء البروتينية المحتوية على دهون صلبة مثل اللحوم والدجاج والبيض بتلك المحتوية على دهون سائلة «زيوت» مثل الأسماك والمكسرات والبذور.غنى تلك الألوان من الطعام بالألياف عامل مهم يضيف إليها بعدا صحيا لمن يرغب فى الحفاظ على وزنه، فالألياف تؤكل ولا تهضم إنما تخرج كما هي دون تغيير بعد القيام بوظائف، منها تنظيم حركة الأمعاء وتخليص الجسم من بعض الكوليسترول الغذائي وبعض من السموم التي قد توجد فى الأمعاء الغليظة.باقة من الخضراوات والفاكهة بلا شك أكثر فائدة من قطعة لحم يجب أن تحتل فقط ربع الطبق بينما تملؤه بقية الألوان الطازجة. لم يعد خافيا الآن أن اللحوم المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة والنقانق إنما تحمل نذر أخطار حقيقية، أهمها الإصابة بأنواع من السرطانات لذا فتجنبها اختيار صحي واجب أو على الأقل التأكد من طرق تصنيعها والمواد المضافة إليها وهذا أمر يكاد يكون مستحيلا فى مصر.هناك العديد من ألوان الطعام الشهية يمكن إعدادها دون لحوم، يسأل عن ذلك إخوتنا الأقباط فى صياماتهم، أيضا النباتيون الذين أصبح لديهم المقدرة على ابتكار أصناف متعددة بل أصبح لديهم مطاعمهم الخاصة ومجلات وكتب الطهو التي تغيب عن وصفاتها الشهية اللحوم تماما.