تطالب العائلات العشر القاطنة بالحي القصديري عبان رمضان ببلدية القليعة بولاية تيبازة المسؤولين المحليين بالتعجيل بترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد أن عانوا ولسنوات من جحيم القصدير ومخلفاته، بحيث لاتزال تنتظر قرار استفادتها من سكنات اجتماعية بعد تنازلها منذ أربع سنوات عن السقف ذات الغرفة الواحدة بسبب ضيقها وعدم قدرة هذه الأخيرة على استيعاب أفراد الأسر المعنية، والزائر لهذا الحي يكتشف لأول وهلة أن هذه العائلات تعيش وضعا أقل مايقال عنه إنه مأساوي، في بيوت وأكواخ مبنية بالطوب والزنك والقصب والقصدير، إذ تتحول خلال فصل الحر إلى أفران، مما يدفع بهم إلى قضاء جل أوقاتهم بالمساحات المحيطة بالأكواخ التي سيجوها، فيما لجأت عائلات أخرى إلى توزيع أبنائها على الأقارب بعد أن تعذر عليهم المكوث بتلك الأكواخ التي شيدوها منذ ثلاثين سنة كحل أولي لأزمة السكن التي كانوا يتخبطون فيها، وحسب ما ذكره هؤلاء المتضررون أن حلمهم اصطدم بالحصول على سكن من شقة ذات غرفة واحدة تنازل عنها جميع المستفيدين وذلك بسبب ضيقها وعدم قدرتها على احتواء أفراد الأسر الذي يتراوح عددهم ما بين 6 و 10 أفراد، وأضافوا أنهم قد تلقوا خلال تنازلهم عنها وعودا بتعويضهم بشقق واسعة لحل مشكلهم نهائيا، غير أن تلك الوعود تبخرت رغم مرور أربع سنوات، لتبقى شكاويهم المقدمة إلى مختلف المسؤولين حبرا على ورق، ومع ذلك بقيت مشكلتهم إلى يومنا هذا لم تحل بعد، والجدير بالذكر أن العيش في هذه البيوت القصديرية أضحى مستحيلا بسبب افتقادها لأدنى شروط الحياة الكريمة مع غياب النظافة، وهو الأمر الذي أصبح يشكل خطرا كبيرا عليهم، حيث أبدى المتضررون خوفهم الكبير على حياة أبنائهم بعد إصابتهم خلال الصائفة هذه ببعض الأمراض الناتجة عن غياب النظافة مما جعلهم مداومين على نقلهم إلى المراكز الصحية في كل مرة، وليس هذا فقط بل اشتكى آخرون من تدفق المياه القذرة في الخلاء بسبب انعدام قنوات الصرف الصحي وهو الأمر الأكثر خطورة على صحة الجميع، وأمام صمت المسؤولين المحلييين الذين يتداولون على المجالس الشعبية كل مرة، تبقى العائلات العشر أحلامها محطمة في الحصول على مسكن لائق يريح بالهم وبال أبنائهم الضائعين·