انتقل إلى رحمة الله أمس ،بالعاصمة الشيخ أحمد سري أحد أعمدة الطرب الأندلسي عن عمر يناهز ال89 سنة حسب ما علم لدى أقارب الفقيد.وستشيع جنازة الفقيد اليوم الاثنين بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي يحيا (الجزائر العاصمة).وكان سيد أحمد سري أول موسيقي يتحصل في افريل 1992 على ميدالية الاستحقاق الوطني.ولد سيد أحمد سري يوم 02 نوفمبر 1926م بحي القصبة بالجزائر العاصمة، و شغف منذ صغره بالموسيقى الكلاسيكية والتراثية للمنطقة، و كان شديد التعلق بجده لأبيه الذي كان مقدم فرقة العيساوة .درس على يد الشيخ البشير البوزيري في المدرسة القرآنية ، أين تعلم مبادئ ترتيل القرآن الكريم وإلقاء للإنشاد الديني وحفظ القصائد، وكان يصاحب الشيخ محمد بنوبية معه ليحيي حفلات إنشاد أيام عيد المولد النبوي الشريف بمزار سيدي عبد الرحمان الثعالبي بحي القصبة، وسيدي محمد ببلكور.التحق بجمعية الأندلسية عام 1945م وبجمعية الحياة بين عامي 1945م و 1946م. وخلال عام 1946م وبنصيحة من صديقه يوسف خوجة التحق بجمعية الجزائرية ودخل مباشرة إلى فصل المتفوقين فيها تحت قيادة الأستاذ عبد الرزاق فاخرجي.وبالموازاة مع ذلك وخلال عامي 1946م و 1947م سجل بالكونسيرفاتوار لمدينة الجزائر تحت إشراف الأستاذ ساسي في الصف الأول وفي الصف الثاني تحت إشراف الأستاذ محمد فاخرجي.شغل منصب أستاذ نائب عن الأستاذ عبد الرزاق فاخرجي الذي كانت له مهام أخرى عام 1952م، وكان ذلك في جمعية الجزائرية – الموصلية (الجمعيتان المتحدتان)، وذلك لإدارة والإشراف على الفصول التي بقيت وفية لهذه الجمعية، وبقي شاغلا لهذا المنصب إلى غاية 1956م.شغل منصب القيادة لهذه الجمعية عام 1972م أيام الإعداد للمهرجان الثالث للموسيقى الأندلسية الجزائرية، وقام من خلالها بتكوين فرقة موسيقية قوية تعد من أقوى الفرق الموسيقية الأندلسية الحديثة في القرن العشرين، واستمر مديرا لها لمدة 15 سنة. عام 1988م وبعد خروجه من جمعية الجزائرية – الموصلية، قام بتأسيس جمعية جديدة تحت اسم الجزائرية – الثعالبية، وانتقل العديد من تلاميذه معه إلى الجمعية الجديدة، وبعد جولات فنية عديدة لهذه الجمعية داخل وخارج الوطن تم توقفها نهائيا عام 1992م.وبالرجوع إلى بدايات الثمانينات وعندما كان الأستاذ سيد أحمد سري مديرا لجمعية الجزائرية- الموصلية شهدت هذه الأخيرة حفلات عديدة على شرف الكثير من الفنانين الجزائريين كانت تنظم تحت اسم (الخريف الموسيقي الجزائري).خلال عامي 1970م و 1980م كان يشغل إضافة إلى مهامه الأخرى منصب مدرس بالمعهد الوطني للموسيقى. اهتم سيد أحمد سري لسنوات عديدة بالكتابة في الصحف الوطنية حول الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية بشكل عام ومدرسة الصنعة بشكل خاص، وقدم مقالات مهمة حول الأساتذة – الأعمال الموسيقية – الجمعيات – مستقبل الموسيقى الأندلسية الجزائرية، وغيرها من المقالات.تخرج على يده الكثير من الفنانين والمطربين والموسيقيين ممن لا يحصون عدا، ومن أشهرهم: زروق مقداد، زكية قارة تركي، حبيب قرومي. وأيضا من تلاميذه الأستاذ عثمان دلباني مشرف قسم الموسيقى الآلية بمنتدى سماعي للطرب العربي الأصيل على شبكة الإنترنيت