زودت الشيخ التومي بقطع موسيقية والشيخ حسونة هو من فتح لي نافذة المالوف قال إنه استفاد الكثير من الشيخ حسونة من خلال تواصله معه وتبادل الآراء حول الموسيقي التراثية وكان يلتقي بالمرحوم الشيخ التومي الذي يعتبره موسوعة في الموسيقى الأندلسية، إنه الشيخ أحمد سري رئيس جمعة الموصلية العاصمية الذي كشف لناعن علاقته بأهل قسنطينة في هذا الحوار الشيق. حاوره / عبد الرحيم مرزوق *في البداية نرد أن نعرف القارئ من هو الشيخ أحمد سري؟ -أنا من مواليد حي القصبة العتيق بالعاصمة نشأت في وسط فني وقد تأثرت كثيرا بجدي الذي كان مقدم فرقة العيساوة، التحقت بجمعية الأندلسية سنة 1945، وجمعية الحياة سنة 1946، وأنتسبت للجمعية الجزائرية الموصلية التي كان يرأسها الأستاذ محمد فاخرجي. هذه الجمعية التي خرجت منها بعد مشوار 15 سنة، قادتني إلى إنشاء جمعية الثعالبية في الثمانينيات، هذا بعضا من نشاطي *هل يمكن أن نعرف علاقتك بالوسط الفني القسنطيني؟ -هي قديمة جدا تمتد إلى الخمسينيات من القرن الماضي، وكانت زيارتي إلى مدينة قسنطينة سنة 1968 قد ساعدتني كثيرا على التعرف من خلال شيوخ المالوف على الموسيقى الأندلسية أكثر فأكثر، وكنت كلما ألتقي المرحوم الشيخ التومي، إلا وأضطر لأعطيه قطع موسيقية من اللون العاصمي، وهذا تحت طلبه لأنه كان شغوفا بدراسة كل الإيقاعات الأندلسية، خاصة المدارس الثلاث المعروفة في الجزائر، الصنعة، الغرناطية والمالوف، والحقيقة أنني أعتبر الشيخ التومي موسوعة علمية بأتم معنى الكلمة في مجال الموسيقى التراثية، وكان له دور كبير في ارتقاء هذا التراث وشهرته على المستوى الوطني. *يقال إنك كنت على اتصال بالشيخ حسونة، وقد استفدت منه في المجال الفني، كيف تم ذلك؟ -الشيخ حسونة كان يمدني دائما بالتوجيهات، وأنا لا أخفي أنه ساعدني في معرفة فن المالوف، وكذلك هو من فتح لي النافذة على هذا التراث، وقد جاءنا للموصلية وأقمنا مناظرات فكرية وفنية حول هذا التراث، وكذلك كان الشيخ إبراهيم العمومي (طيب الأثر) من بين المبدعين الذين كان أثره واضحا على اللون العاصمي الصنعة. *كيف يرى الشيخ أحمد سري موسيقى المالوف اليوم؟ -بصراحة إنها في تطور، ليس أنا من يقول هذا، فكل الفنانين من غرب البلاد ووسطها يعترفون بعبقرية مشايخ المالوف الذين حافظوا عليه ونقلوه إلى الأجيال، واجتهدوا في تطويره وتمكين المواهب من استيعابه كفن أصيل، وهذا ما ساهم كثيرا في انتشاره. *يعتبر القسنطينيون الحاج الفرقاني عميد المالوف الآن وقطب موسيقى زاد في تألق هذا التراث، فهل استفدتم من هذه التجربة لجعل الصنعة العاصمية تأخذ نفس المكانة وسط محبي التراث في الجزائر؟ -طبعا لا أحد يجهل المكانة التي يحتلها الحاج محمد الطاهر الفرقاني، ودوره في نشر موسيقى المالوف عبر الوطن، وهو يعتبر في حد ذاته مدرسة لها خصوصيات فنية أو الصنعة العاصمية لم تكن بمنأى عن هذا الفضاء، فمن خلال التواصل بيننا والإحتكاك بين الفنانين نجد ملامح التجديد والتطور بادية على اللون العاصمي، الذي يتأثر بطبيعة الحال بما تفرزه التطورات الحاصلة في المجال الموسيقي التراثي.