انتشر بشكل رهيب ظاهرة السكن الفوضوي بولاية البليدة,حيث تعيش مئات من العائلات على ضفاف الأودية دون مستوى الحياة الكريمة,يتقاسمون خلالها مأساة حقيقة وصفت بالخطيرة بسبب خطر تلوث البيئي وما تخلفه هذه الأودية من تأثيرات بيئية أخرى ,في انتظار تدخل السلطات لإيجاد حل أسرع لهذه العائلات. حاولنا الدخول هذه الأحياء ,عبر إحدى المداخل حيث تقيم عائلات بحي قصديري على مستوى إحدى ضفتي وادي ممتد إلى غرب الولاية اتجاه مدينة موازية , يشد انتباهك تلك الروائح الكريهة ونوعية الطرق المهترئة إضافة إلى الأوساخ منتشرة عبر أرجاء هذا الحي ,حيث يفتقر هذا الحي إلى أبسط ضروريات الحياة الكريمة مع غياب فضاءات لتصريف المياه القذرة والنفايات المنزلية,من جهتها أكد السكان أن المعاناة عمرت سنوات أمام صمت السلطات رغم الشكاوى العديدة والمتواصلة في انتظار تحقيق وعود المسؤولين وترحيلهم إلى سكنات لائقة,بما أنهم يعيشون على وقع الترقب والتهديد هذه الأودية التي وصفوها بالنائمة,حيث تسببت من قبل في انهيار السكنات الهشة هناك وتشريد العديد منهم, لننتقل بعدها إلى حي مجاور والمحاذي لوادي عزة بمنطقة خزرونة فوجب عليك أن تحبس أنفاسك نظرا لروائح الكريهة المنبعثة من الوادي الذي تحول مع مرور السنوات إلى مفرغة فوضوية للنفايات,إضافة إلى القنوات التقليدية للصرف المياه القذرة والصحي بالمنطقة والتي تصب مباشرة عبر هذا الوادي التي أصبح عرضة لمختلف الأمراض والأوبئة,خاصة أمراض الحساسية والجلدية أمام انتشار رهيب للجرذان والحشرات الضارة كالبكتيريا المعدية بالمنطقة ,وفي ظل هذه الظروف القاسية التي يتقاسمها السكان تبقى آمالهم معلقة على رقاب السلطات المحلية لترحيلهم بعدما تحولت المنطقة إلى كارثة بيئية تصدر الأمراض والتلوث إلى أحياء راقية مجاورة. لنضطر خلالها لمغادرة هذا الحي نظرا لعدم تحمل هذا المنظر اتجاه حي آخر المحاذي لوادي بوعرفة, والذي يدرج من أخطر الأحياء الكارثة في المنطقة إلى درجة لن تجد مكان لرمي النفايات نضرا لسيطرتها على المنطقة,مما زاد ارتفاع التلوث البيئي واختلاطه بالوادي,وأمام هذه المعاناة تبقى العائلات المنكوبة تنتظر التفاتة السلطات وترحيلهم وتخليصهم من هذا الهاجس إلى السكنات اللائقة مع انتهاء الأشغال على مستوى مشاريع سكنية اجتماعية بمحاذاة الحي الفوضوي بعيدا عن التهديد الأودية النائمة.