بعض الناس يصفون السعادة بأنها ذلك الإحساس الذي نشعر به عندما تدرك أن كل شيء صحيح ، بينما البعض الأخر يرونها في الحصول على السلام الداخلي و الرضا ، فالسعادة فن من فنون الحياة فهي بمثابة هدف نبتغيه من جميع فنونها الأخرى، فنحن نسعى مثلا إلى إتقان العمل و فن الحب وفن الزواج وفن الحياة العائلية و فن الصداقة كل هذا من أجل أن نكون سعداء، فالسعادة إذن وليدة الإرادة و هي قرار نصدره بمحض إرادتنا، و لكن السؤال المطروح : هل المال يجلب السعادة؟ هل هي حقيقة؟...أم هي مجرد كذبة يخدع بها الغني جاره الفقير ؟ و هل يمكن أن نقيس سعادتنا بما نملك ؟ هل يمكن شراء السعادة بالمال؟ فهناك من يرى أن المال ليس مصدر لسعادة، بل هناك عوامل أخرى تلعب دورا كبيرا في تحقيق السعادة و الرضا غير المال، فصحيح أن الدخل قد يرتبط بالإحساس بالأمان و الرضا، و إلا أنه ليجلب السعادة بشكل تلقائي، و قد لا يضفي بالضرورة متعة الحياة، فالمال يمكن أن يكون عامل مهم في الحياة لكن ليس مصدرا للسعادة، بحيث يمكن للسعادة الداخلية أن تصنع المال بالجد و المثابرة و الكفاح، في حين يبقى الإنسان ما هو عليه من الداخل و دافعه إن كان مرتاحا سعيدا، فكم من أغنياء عاشوا في قصورا نجدهم أتعس الناس على وجه الأرض، فما قيمة المال بدون راحة البال،وما قيمة كل أموال الدنيا عندما تضيع منك سنوات عمرك أو تحرمك من أقرب الناس إليك، بينما نجد فقراء يعيشون في أكواخ يأكلون الماء و الخبز لكن نجدهم أسعد السعداء، فإن كان المرء تعيسا لوضعته في أفخم القصور لتجده كما هو تعيسا و مهموما لأن السعادة لا تشتري بالمال. في حين ترى فئة صغيرة بأن المال مصدر لتحقيق السعادة، و ذلك إذا ابتغيت به متعة عيش مباحة ، واستخدمته في كل ما يرضي الله عزوجل، فإذا كان المال لا يجلب السعادة إذن لماذا نعمل؟ أليس لجلب المال و المعيشة!.. ، فنحن لا نعتقد أن هناك من يعمل مقابل لا شيء إلا العمل التطوعي، فالمال وجد لنعيش و نسعد، فكيف يمكن للمريض أن يشفى دون مال ؟ وهو بحاجة للعلاج و الدواء، في حين كيف يستطيع لطالب أن يكمل دراسته الجامعية إن كان أهله من ذوات الدخل المحدود؟..، فكل هذا دليل على أن المال سبب من أسباب السعادة و مهم جدا لمواجهة صعوبات الحياة خاصة في مجتمعنا الجزائري فبدونه لايمكننا أن نسعد و نسعد غيرنا فيما يحتاجون إليه. فالسعادة كل السعادة في رضا بما قدمه الله عزوجل، و ليس في المال...، فالمال مجرد وسيلة من وسائل العيش وتجاوز لصعوبات الحياة ، لقول الرسول عليه الصلاة و السعادة : " تعس عبد الدنيا، تعس عبد الدرهم” رواه البخاري.