خلفت الحملة الانتخابية لمحليات الخميس القادم ظاهرة الكتابة في أسوار البلديات وأسوار بيوت المواطنين ومختلف المؤسسات حتى وإن لم تكن الظاهرة جديدة في مثل هذه المواعيد إلا أنها هذه المرة انتشرت على نطاق واسع، لدرجة أن رؤساء البلديات الذين سيتم انتخابهم سيشرعون في صرف الملايير على مشاريع إعادة طلاء الأسوار الذين تسببوا في تشويهها أمام صمت السلطات وحتى اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات أمام هذه الانتهاكات الصارخة . انتهت الحملة الانتخابية بعد حرب طاحنة بين الأحزاب ليس على الواقع ولا في القاعات ولكن على أسوار البلاد بعدما امتلأت حيطان المؤسسات وأسوار سكنات المواطنين بالكتابات المناصرة لمترشحي الاحزاب أو المضادة لهم، و تجاوزت الكتابات الحائطية كل الأخلاق بعدما تعدت إلى كيل الشتائم والسباب بين المترشحين أمام صمت اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات على هذه التجاوزات، لدرجة أن المواطن يستيقظ صباحا فيجد كلمات خادشة للحياء على أسوار بيته في حالة لم يسبق أن انتشرت بهذا الشكل في مختلف الانتخابات السابقة رغم أن الظاهرة معروفة من قبل، وعلى رأس الأحزاب التي كثرت كتاباتها الحائطية يوجد حزب جبهة التحرير الوطني، وحزب العمال والتجمع الوطني الديمقراطي وبدرجة أقل حركة مجتمع السلم، مع انتشار كتابات حائطية في أحياء محدودة لأحزاب صغيرة خاصة الأحياء التي يقطنها بعض المترشحين من هذه الأحزاب، والملاحظ أن الخلاف الفكري بين حزب جبهة التحرير الوطني وحزب العمال انعكس إلى مستوى السباب على الجدران والأسوار وانتقل إلى الكتابات الحائطية وبألفاظ فضة تجاوزت في بعض الأحيان الأخلاق والأعراف، كما أن الخلافات الشخصية بين بعض الأشخاص المرشحين في قوائم معينة أخذت نصيبها من أسوار الجزائريين، حيث يكشف كل مرشح عن طريق مناصريه فضائح الآخر باستعمال الكتابة الحائطية فبعدما كان مشكل التجاوزات في الحملة الانتخابية يتمثل في تعليق الملصقات في غير أماكنها المخصص لها تجاوز الأمر هذه المرة إلى الاعتداء على الملكية العامة والخاصة من خلال تدنيس أسوار العمارات والسكنات الخاصة والمؤسسات التربوية بكتابات تثبت أن الأحزاب تستعمل في هذه المهمة أشخاص لا علاقة لهم بالأخلاق ولا بممارسة السياسة، أمام مقاطعة المواطن الشبه تام لهذه الحملة أبعد نحدار المستوى السياسي لمختلف التشكيلات السياسية إلى السوقية وفوضى الكتابة الحائطية ومصادرة أسوار البلاد لصالح حملة الأحزاب الانتخابية .