خلفت الحملة الانتخابية حالة شاذة وغير مسبوقة تؤشر على انحدار أخلاقي للكثير من ممارسي السياسية، بعدما غابت المنافسة في حملة انتخابية في القاعات وانتقلت إلى أسوار سكنات المواطنين والمؤسسات العمومية، فقد تفاجأ الكثير من الناس بكتابات حائطية بمستوى منحط أخلاقيا، استعمل فيها مناصرو الأحزاب المختلفة كلمات سوقية وكلام اقل ما يقال عنه خادش للحياء، ضد بعض المرشحين، ورغم أن القانون حدد أماكن نشاط الحملة الانتخابية وخصص لها أماكن خاصة إلا أن الانحدار الذي وصلت إليه أحزابنا جعلها تصادر أسوار الجزائريين، ولا نعرف حقا كيف لأحزاب وصل مستواها لمستوى المدمنين والسوقية أن تقنع المواطن بجدوى الانتخاب والذهاب إلى الصندوق وممارسة حقه الدستوري، وهي تصادر حق المواطن في أملاكه الخاصة بعدما استباحت حرمة البيوت وراح مناضلوها يمارسون كتباتهم الحائطية على جدران الناس أمام أنظار الجميع دون أن تتحرك جهة من الجهات وتفتح تحقيق في استباحة أملاك الناس بهذا الشكل الفظيع والفض الذي لا يوجد سوى لدى مرتادي المخامر ولصوص الشوارع، وهنا وجب الإشارة إلى اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات التي تتقاضى حقوقها بالملايير من أموال الشعب، ولكنها لم تنتصر لشرف هذا الشعب وحرمة بيوت الناس، سؤال لن يجيب عليه رئيس اللجنة محمد صديقي بعدما اعترف أن حقوق لجنته وصلته كاملة دورو ينطح دورو فالمهمة إذا انتهت .