يشعر المسؤولون المصريون بالإحباط والحرج إزاء تعيين بنيامين نتنياهو أفيغدور ليبرمان وزيرا للأمن في إسرائيل. ويعتبرون هذا التعيين «مفاجأة سيئة». وتحدث مسؤولون مقربون من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية على ما وصفوه ب»البازار السياسي» الذي يجري على حساب العملية السلمية. وأدى التعيين الى استقالة وزير الأمن موشيه يعلون، ليس من المنصب فحسب بل من الكنيست والعمل السياسي. والسبب الذي قدمه يعلون هو «فقدان الثقة» بنتنياهو، موضحا في صفحته في «فيسبوك»، أنه أبلغ رئيس الحكومة باستقالته على ضوء إدارته للتطورات الأخيرة، ملمحا لموقف نتنياهو غير الأخلاقي من إعدام منفذي العمليات الفلسطينيين، مضيفا أن عناصر خطيرة ومتطرفة تسيطر على حزب الليكود الحاكم. وسيخلف يعلون في الكنيست المستوطن الاستفزازي المتطرف يهودا غليك الذي يقود عمليات اقتحام الأقصى إلى أن تعرض لعملية تصفية قبل نحو عام وأصيب بجروح خطيرة. ونسبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى مصدر سياسي مصري رفيع القول «بالطبع لا نتدخل في السياسة الداخلية لإسرائيل. نحن نتابع وندرس خطواتنا. يجب الاعتراف بأننا أصبنا بصدمة حقيقية: بدأنا مع يتسحاق هرتسوغ (زعيم المعسكر الصهيوني لدخول حكومة نتنياهو) وانتهينا بليبرمان». وأضاف أن نتنياهو نجح هذه المرة بمفاجأة مصر في اللحظة الأخيرة. وتابع «تعودنا المفاجآت من الجانب الإسرائيلي، لكننا لم نستعد هذه المرة لهذه المفاجأة السيئة». ويعتبر المصريون ليبرمان خطا أحمر منذ هدد في عهد الرئيس حسني مبارك بقصف السد العالي، ووجه انتقادات عنيفة إلى السلام مع مصر ولرئيسها المخلوع مبارك بقوله «إذا لم يشأ الحضور إلى إسرائيل فليذهب إلى الجحيم». وأعلن ليبرمان في حينه شخصية غير مرغوب فيها في مصر. وينبع الحرج المصري حسب الإعلام العبري، من انخراط القاهرة وتل أبيب في تنسيق أمني عميق، وهذا يقتضي بالضرورة التعامل مع وزير الأمن الجديد. وما يزيد من انزعاج المصريين هو أن الرئيس السيسي دفع حسب صحيفة «هآرتس» دفعا إلى خطابه يوم الثلاثاء في خطوة أعلن فيها عن مبادرة مصرية وإقليمية للسلام لتمهيد الطريق أمام انضمام «المعسكر الصهيوني» الى حكومة نتنياهو. ولعب رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق، توني بلير، دورا رئيسيا. وحسب مصدرين في الجهاز السياسي الإسرائيلي فإن بلير الذي عمل بالتنسيق مع هرتسوغ ومع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، هو الذي دفع وشجع الرئيس المصري على إلقاء خطابه الذي دعا فيه «الأحزاب في إسرائيل» للتوصل لاتفاق قومي حول الحاجة الى دفع السلام مع الفلسطينيين. وبحسب «هآرتس» فإن بلير وعلى خلفية الاتصالات بين هرتسوغ ونتنياهو، بدأ محادثات معهما في محاولة لإعداد جدول عمل مشترك من أجل دفع خطوة سياسية إقليمية بعد انضمام هرتسوغ وحزبه إلى الحكومة. وأطلع بلير خطواته واتصالاته لكيري. ووفق الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن مصدرا سياسيا قال إنه في أعقاب ذلك فكر كيري في إمكانية تأجيل نشر تقرير اللجنة الرباعية إلى أن يتضح ما إذا كان سيدخل المعسكر الصهيوني إلى الحكومة. ويفترض أن ينشر التقرير الذي ينطوي على انتقادات شديدة للمستوطنات، بعد أربعة أيام، أي قبل يومين من افتتاح الدورة الصيفية للكنيست.