تجمع أمس مئات العمال من قطاعات التربية والصحة والفلاحة والتعليم العالي والإدارة العمومية، أمام مقرات الولايات على المستوى الوطني، في أول يوم من الإضراب الوطني المفتوح الذي دعا إليه التكتل المستقل للتنديد بقرار إلغاء التقاعد النسبي، و إقصاء النقابات المستقلة من إعداد مشروع قانون العمل. نجح هذا التجمع النقابي في تجنيد منخرطيه في جميع الولايات بدليل مشاركتهم القوية في الوقفات الاحتجاجية، فيما سجل توقف عن العمل نسبي في مختلف المناطق في المؤسسات التربوية و المستشفيات ، و حرصت التنظيمات المنضوية تحت لواء التكتل على توجيه رسالة إلى الحكومة تدق من خلالها ناقوس الخطر و تحذر من زحف لآلاف الموظفين باتجاه مقر البرلمان الأحد المقبل. وفشل مدراء المؤسسات التربوية في منع التلاميذ من مغادرة و المدارس بسبب الإضراب، تطبيقا لتعليمة المسؤولة الأولى عن القطاع التي أمرت بالإبقاء عليهم داخل حجرات التدريس و تعويض الدروس بنشاطات أخرى بتاطير المشرفين والمساعدين التربويين. و تجاوزت نسبة الاستجابة للإضراب الوطني الذي استأنفه التكتل المستقل، 65 بالمائة في مدراس ولاية الجزائر من جميع الأطوار، و قال رئيس مكتب ولاية الجزائر لاتحاد عمال التربية و التكوين سيد علي عدمان في تصريح له، بان ممثلي التكتل المستقل من جميع القطاعات و النقابات تعمدوا تغيير مقر الاعتصام الولائي من مقر ولاية الجزائر إلى ثانوية الادريسي في ساحة أول ماي، و هو تغيير "تكيتكي" لمواجهة محاولات منع المناضلين من التجمع. و بحسب نفس المتحدث، فان مدراء المدارس من نقابة المركزية النقابية مارسوا ضغوطات كبيرة على المضربين لكسر الاحتجاج، حيث باءت جميع محاولاتهم الإبقاء على التلاميذ داخل الأقسام بالفشل يضيف محدثنا، بسبب غياب التأطير فأغلب المشرفين و المساعدين التربويين منضويين تحت نقابات التربية التابعة للتكتل، و تم بناءا على ذلك تسجيل نسبة استجابة كبيرة في عدة مناطق من ولاية الجزائر، حيث لوحظ شلل تام في عدد من المتوسطات على غرار متوسطة الادريسي و باستور و سلمان الفارسي و مناني 1 و بوساعة في بئر مرادرايس و متوسطة لاعب الطيب بزرالدة و طرابلس في حسين داي و ابن رشد في درارية. و هو نفس التجند المسجل على مستوى عدة عيادات و مؤسسات صحية في العاصمة و المناطق المجاورة لها على غرار مختلف العيادات الجوارية التابعة لقطاع سيدي امحمد، حيث توقف الأطباء و الصيادلة و أطباء الأسنان العامون عن العمل تلبية لنداء التكتل المستقل دون تسجيل أي نوع من الضغوطات. و شهد مستشفى مصطفى باشا الجامعي تذبذبا في تقديم العلاج على مستوى مختلف المصالح حيث اضطر الأطباء المنخرطون في نقابة ممارسي الصحة العمومية إلى توقيف الفحوصات والأشعة مع ضمان خدمة متواصلة في الاستعجالات و قاعات العمليات بالنظر إلى خصوصية المهنة. و بصفة عامة قدرت النقابة نسبة الاستجابة الوطنية في قطاع الصحة بنسبة 60.43 بالمائة، مقابل 46.5 بالمائة في أسلاك الإدارة التابعة للقطاع. و بلغت نسبة استجابة موظفي البلديات حسب بيان من خلية الأزمة المنصبة لمتابعة الإضراب ، 64 بالمائة، مقابل 21 بالمائة في أسلاك الإدارة بقطاع التعليم العالي و 55 بالمائة في التكوين المهني و 10 بالمائة في قطاع الكهرباء و الغاز . فيما جاء في بيان التكتل بأنه تم إعفاء البياطرة من الإضراب " نتيجة ظهور فيروس أنفلونزا الطيور ودور الأطباء البياطرة في التصدي له ، وهذا سعيا من التكتل النقابي في تحمل مسؤولياته في حماية صحة المواطن."