حذر عدد متزايد من المحللين الأمنيين من تصاعد خطر استخدام الأسلحة النووية من قبل الدول او الجماعات الإرهابية وقالوا بأن احتمالات اللجوء إلى القوة النووية قد زادت بنسبة اكثر مما كانت عليه في عهد الحرب الباردة بسبب دوامة من الاستفزازات الروسية والاستجابات الغربية. ولم يفكر الكثير من الأمريكيين كثيرا في الحرب النووية منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 25 عاما ولكن الاهتمام عاد للمشكلة المنسية بفضل النقاشات التى دارت اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة وإحياء الانتقادات للخيار النووي التى اقترحت منذ عقود بأن الأسلحة النووية الأمريكية يمكن أن تستسخدم بتهور او عن غير قصد بسبب خطا في النظام او تحذير كاذب من قبل اجهزة الاستشعار او اجهزة الكمبيوتر. وقال خبراء أمنيون إن خطط إصلاح الترسانة النووية الأمريكية والتى تقدر قيمة تطويرها بأكثر من تريليون دولار هي خطط مفرطة في المبالغة كما أن الوقت قد فات لوقف شرط أن الصواريخ النووية يجب أن تكون على أهبة الاستعداد للإطلاق في غضون دقائق. ويتفق بعض أعضاء مجلس الكونغرس مع هذه الانتقادات ولكنهم ما زالوا اقلية، وهناك احتمالات ضئيلة بأن دعوتهم ستجد آذانا صاغية، وإلى جانب ذلك، ادى تصاعد التوترات بين الولاياتالمتحدةوروسيا إلى صعوبة اتخاذ اجراءات من جانب واحد لزيادة الاستقرار خشية الاعتقاد بأن هذا الطرف يتعامل من موقع ضعف اما الاتفاقيات الثنائية او المتعددة الاطراف فهي ممكنة ولكن من الصعب ان تكتمل.وزاد انتخاب دونالد ترامب من المخاوف النووية حيث سعت المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون بلا جدوى إلى اقناع الناخبين بإبعاد ترامب عن المكتب البيضاوي بسبب مزاجه المتقلب والخشية من سوء استخدام الرموز النووية، والآن، ترامب على وشك استلام سدة الحكم مما زاد من تصاعد القلق بين الخبراء والسكان من الحرب النووية. ترامب من جهته يبدو منفتحا لعلاقات اكثر راحة مع الرئيس الروسي فلادميير بوتين، ولكن من غير المعروف ما إذا كان هذا النهج سيقلل من مخاطر الصراع مع روسيا التى تبدو متصلبة باستخدام قوتها العسكرية مع جرأة متناهية للدفاع عن مصالحها. وقال العديد من المحللين أنه من غير المرجح ارتكاب أخطاء جسيمة قد تؤدى إلى اشتباك نووي خلال سنوات ولكن الكارثة لا تحتاج إلا لخطأ واحد فالاحتمالات منخفضة ولكن الأضرار عالية الخطورة، وأوضح بروس بلير الباحث في جامعة برنستون بأن عواقب إنذار كاذب واحد فقط قد تكون كارثية ويمكن ان تنتهى الحضارة. ولم ترتفع مخاطر الحرب النووية فقط بسبب انتشار جيش بوتين وزيادة التدخلات العسكرية الروسية في الدول المجاورة بل تصاعدت المخاطر، ايضا، بسبب طريقة استجابة الولاياتالمتحدة والدول الغربية لهذه التحركات. وتحاول موسكو استعراض عضلاتها في جميع انحاء العالم بما في ذلك اوكرانيا وسوريا كما نشرت روسيا صواريخ ذات مقدرة نووية قرب بولندا وليتوانيا، وقال مسؤولون أمريكيون أن الطائرات والسفن الروسية تتحرش باستمرار بالناقلات الجوية والبحرية التابعة للولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي كما خرقت روسيا معاهدة 1987 بشأن القوات النووية متوسطة المدى من خلال تطوير صواريخ كروز. وتبادلت روسياوالولاياتالمتحدة شن الهجمات الالكترونية، وأدت بعض هجمات التجسس إلى نتائج فيزيائية مثل انقطاع التيار الكهربائي وهذا بدوره يعتبر عملا من اعمال الحرب مما يثير المزيد من القلق، وهناك عدم وضوح في العقيدة العسكرية الروسية العسكرية وخاصة فيما يتعلق بالخط الضبابي الفاصل بين الحرب التقليدية والحرب النووية.