عدو المسلمين الأول يحكم العالم ** دول تهنئ.. وأخرى مصدومة نجح مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض ليصبح بذلك الرئيس ال45 للولايات المتحدة الأميركية بعد تفوقه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بعد السباق الطويل والمضني نحو البيت الأبيض. ق. د/وكالات اكتملت فصول إحدى أكثر المعارك الانتخابية تنافسية وإثارة للجدل في تاريخ الولايات المتّحدة بفوز المرشّح الجمهوري دونالد ترامب مع إعلان النتيجة صباح أمس الأربعاء. السباق المحتدم على مدار أكثر من عام والمحفوف بالكثير من السجال والخطاب المشحون واجترار الفضائح بين ترامب ومنافسته الخاسرة هيلاري كلينتون انتهى على النحو الذي لم يتوقّعه كثيرون ليمثّل ذلك سبباً إضافيّاً لدخول هذه الانتخابات غير التقليدية تاريخ الولايات المتّحدة من أوسع أبوابه. فوز ترامب القادم من قطاع الأعمال وصاحب التجربة السياسية المتواضعة والخطاب الشعبوي المعادي ل(الآخرين) من أبناء الأقليات والديانات المختلفة لم يكن أمراً مستبعداً بالنسبة لكثيرين من المتابعين عبر العالم فحسب بل ربّما مثّل الأمر مفاجأة لجمهوره وأعضاء حزبه قبل الجميع فالرئيس الأميركي الجديد لم يكن في طليعة الاستطلاعات ولم يكن مفضّلاً بالنسبة للنخب الاقتصادية والسياسية والأمنية المنضوية تحت منظومة الحكم الراسخة في الولايات المتّحدة. المرشّح الجمهوري سابقاً ظلّ متقدّماً على مدار عمليّة فرز الأصوات ومع إغلاق المزيد من مراكز الاقتراع بات أمر فوزه مسألة وقت فحسب. عمليّة الفرز نفسها كشفت مفاجآت خالفت التوقّعات فترامب حصد الفوز في ولايات متأرجحة كفلوريدا وأوهايو وساوث كارولاينا كان لها أثرٌ حاسم في وصوله إلى البيت الأبيض في حين وعلى عكس المتوقّع نافس بشدّة في ولايات كانت تعتبر محسومة سلفاً لكلينتون مثل فيرجينيا التي تقدّم فيها خلال الفرز الأوّلي قبل أن تذهب أصواتها لغريمته في النهاية. وفاز ترامب بأصوات المجمّع الانتخابي للولايات التالية: ويسكنسون وبنسلفانيا وألاسكا ومونتانا (3) وإيداهو (4) ووايومينغ (3) وساوث داكوتا (3) ونورث داكوتا (3) ونبراسكا (5) وكنساس (6) وميسوري (10) وإنديانا (11) وأوهايو (18) ووست فيرجينيا (5) وكنتاكي (8) وتينيسي (6) ونورث كارولاينا (15) وساوث كارولاينا (9) وألاباما (9) وميسيسيبي (6) ولويزيانا (8) وتكساس (38) وأركنساس (6) وأوكلاهوما (7) بمجموع (276) صوتا فيما فازت كلينتون بولايات: نيويورك (29) فيرجينيا (13) ايلينوي (20) كولورادو (9) نيومكسيكو (3) كاليفورنيا (55) اوريغون (7) بمجموع (218) صوت. .............. ترامب في خطاب النصر: نضع مصلحة أميركا أولاً في أول ظهور له كرئيس منتخب للولايات المتحدة الأميركية خاطب دونالد ترامب صباح الأربعاء الأميركيين من مقر حملته الانتخابية في نيويورك متعهداً بأن يكون رئيساً لكل الأميركيين وبأن يقيم علاقات جيدة مع دول العالم. وقال ترامب: نضع المصلحة الأميركية أولاً لكننا سنصل لأرضية مشتركة مع كل دول العالم. وأعرب عن شكره للوزيرة كلينتون مضيفاً أنه تلقى مكالمة منها تهنئه فيها بفوزه مردفاً: حان الوقت لنا جميعا لنداوي جراحنا ونستعيد وحدتنا. وتعهد الرئيس الأميركي الجديد بالعمل على إصلاح البلاد وإعادة البنية التحتية وخلق فرص عمل للملايين كما تعهد بالعمل على مضاعفة النمو الاقتصادي بالبلاد. وقال ترامب: أطلب من الجميع أن نعمل معاً لمصلحة الأمة الأميركية العظيمة مضيفاً: لدينا قدرات هائلة وسنحقق نجاحات رائعة معاً. ووجه ترامب الشكر لفريق العمل الذي عمل معه خلال الحملات الانتخابية كما قدم الشكر لأفراد الأمن السري وقوات الشرطة. ............. كلينتون تحتجب وتهنئ ترامب امتنعت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون عن الظهور عقب إعلان فوز منافسها الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة لكنها اتصلت به لتهنئته والاعتراف بهزيمتها في الانتخابات. وفي الوقت الذي أعلنت معظم الأرقام فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب أعلن رئيس حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أن الأمر لم يحسم بعد. وقال جون بوديستا في تصريح من مركز الحملة بنيويورك صباح أمس الأربعاء وبعد دقائق من صدور النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية: علينا انتظار فرز المزيد من الأصوات. وأضاف النتائج غير أكيدة بعد وأنها متقاربة جداً في عدة ولايات. كما أكدت حملة كلينتون أن المرشحة الديمقراطية لن تلقي كلمة الليلة. يذكر أن النتائج الأخيرة الأربعاء أظهرت أن ترامب فاز ب28 ولاية منها: فلوريدا وأوهايو وإنديانا وكنتاكي وويست فرجينيا وتينيسي وميسيسبي وأوكلاهوما وألاباما ونورث كارلينا وساوث كارولينا بينما فازت كلينتون ب19 ولاية منها كاليفورنيا وهاواي وكولورادو وإلينوي ونيويورك ونيوجيرسي وبهذا حصلت كلينتون على 218 صوت مقابل 274 لترامب. .......... صدمة ألمانية وترحيب يميني وتفاؤل روسي بادرت مجموعة من قادة الدول الغربية والعربية بتهنئة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بفوزه رسميا بالرئاسة الأمريكية على غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون بعد إعلان النتيجة صباح الأربعاء فيما عبرت دول غربية على رأسها ألمانيا عن صدمتها. وسارعت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان إلى تهنئة ترامب حتى قبل إعلان النتائج النهائية ووجهت في تغريدة على تويتر (التهاني للرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب والشعب الأميركي الحر). وزعيمة (الجبهة الوطنية) التي أبدت على الدوام تأييدها لأي شخص باستثناء هيلاري كلينتون لتولي الرئاسة الأميركية عبّرت -على غرار أنصارها- على شبكات التواصل الاجتماعي بما وصفه رفيقها لوي أليو نائب رئيس الجبهة الوطنية بأنه ضربة لنخبة متعجرفة. في المقابل اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آجان مارك أيرولت أن الكثير من الأسئلة ستطرح في حال فوز ترامب معبرا عن قلقه خصوصا من مستقبل اتفاق باريس حول المناخ أو الاتفاق النووي الإيراني. مؤكدا في الوقت نفسه أن فرنسا حليفة الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع شريكها الأميركي. وفي ألمانيا المجاورة وصفت وزيرة الدفاع أورسولا فون در لاين فوز ترامب (بالصدمة الكبرى) وقالت (أعتقد أن ترامب يعلم أن هذا التصويت ليس له ولكن ضد واشنطن وضد المؤسسة). من جهته قال نوربرت روتجن العضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني إن الحكومة الألمانية لا تعلم ما الذي سيقدم عليه دونالد إذا دخل صوت الغضب المكتب البيضاوي وصار صوت الغضب يملكه أقوى رجل في العالم مضيفا على المستوى الجيوسياسي نحن في موقف ملتبس للغاية. موسكو ترحب وفي موسكو أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث برقية هنأ فيها ترامب بالفوز وأعرب عن أمله في العمل المشترك لإيجاد الحلول الفعالة لتحديات الأمن الدولي. وكان رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أعرب عن أمل بلاده في أن يتبع ترامب سياسة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل مع روسيا. وأضاف سلوتسكي -في أول تعليق رسمي روسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية- أن شعار ترامب الانتخابي بجعل أميركا عظيمة مجددا (يمكن أن يتحقق بناء على الحفاظ على موازين القوى في العالم وتطوير منظومة العالم متعدد الأقطاب في إطار هندسة القرن الحادي والعشرين). وفي العاصمة البلجيكية بروكسل قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد والولاياتالمتحدة سيواصلان تعاونهما والعمل معا مضيفة أن العلاقات الأوروبية الأميركية أعمق من أن تتغير وسوف نواصل العمل معا لإعادة اكتشاف قوة أوروبا. وفي آسيا عبّر وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونج عن اعتقاده بأن ترامب سيواصل سياسة الضغط الأميركية الحالية على كوريا الشمالية سبب اختباراتها النووية والصاروخية مضيفا أن ترامب أشار إلى أن أكبر مشكلة تواجه العالم هي التهديد النووي وأن أعضاء فريقه للأمن القومي يلتزمون بموقف الضغط القوي على كوريا الشمالية. وفي الفلبين كان الرئيس رودريغو دوتيرتي أول رؤساء العالم الذين هنؤوا ترامب مؤكدا أنه يتطلع للعمل معه لتعزيز العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة. وعلى الصعيد العربي أعرب مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات عن أمله في أن توظف الإدارة الأميركية الجديدة كل أدواتها لتحقيق حل الدولتين. وحول ما إذا كان الفلسطينيون يتخوفون من مواقف القادم الجمهوري الجديد قال إن ترامب ما قبل الانتخابات لن يكون ترامب ما بعد الانتخابات فالولاياتالمتحدة دولة مؤسسات والمصالح الأميركية هي التي ترسم السياسات الخارجية الأميركية والمجتمع الدولي كله مُجمِع على ضرورة إقرار حل الدولتين إلا الكيان الصهيوني. السيسي: ترامب سيضخ روحا جديدة رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي كان سباقا بين الدول العربية لتهنئة دونالد ترامب متمنيا له كل التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته القادمة في رعاية مصالح الشعب الأمريكي الذي منحه الثقة في القيادة. وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها (انطلاقا من العلاقة الاستراتيجية الخاصة التي جمعت بين مصر والولاياتالمتحدة الأمريكية فإن مصر تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية ومزيدا من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها. أمير الكويت: أمريكا صديقة وهنأ أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح أمس الأربعاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب متمنيا له كل التوفيق والسداد في أول تهنئة من زعيم خليجي. وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إن الصباح بعث ببرقية تهنئة إلى ترامب عبر فيها عن خالص تهانيه بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأعرب عن تمنياته له بالتوفيق والسداد وللعلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الكويتوالولاياتالمتحدة الأمريكية الصديقة المزيد من التطور والنماء. حماس لا تعول على التغيير بدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرا على أي من مرشحي الرئاسة الأمريكية لإحداث تغيير في السياسة الأمريكية المنحازة دوما ضد الشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرا على أي تغيير في الرئاسة الأمريكية لأن السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية هي سياسة ثابتة وقائمة على أساس الانحياز داعيا ترامب إلى إعادة تقييم هذه السياسة. ولكن الحركة دعت في الوقت ذاته الرئيس دونالد ترامب في بيان لها إلى العمل على إنصاف الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة. وقالت في البيان ما زالت معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مستمرة بسبب سياسة الانحياز من الإدارات الأمريكية المتعاقبة لمصلحة الاحتلال الصهيوني. وأضافت: لذا فإننا ندعو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة تقييم هذه السياسة والعمل على إنصاف الشعب الفلسطيني. البرلمان الأوروبي: العمل مع ترامب صعب وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة سيجعل العمل أصعب بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وقال شولتز لإذاعة (أوروبا 1) (سيكون صعبا. أصعب من العمل مع إدارات سابقة. لكنه الرئيس المنتخب في انتخابات حرة. إيران: على ترامب احترام الاتفاقات من جهتها دعت إيران عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف ترامب إلى احترام الاتفاقات الدولية الموقعة وأفاد بهروز كمال وندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده مستعدة للتعامل مع كافة التطورات خلال فترة رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية عقب تأكد وصوله إلى البيت الأبيض. وأشار المسؤول الإيراني أن بلاده تؤيد استمرار الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الغرب. لكنه أردف قائلا (لو حدث أمر مخالف فنحن لدينا خطط طويلة الأمد للتعامل مع هذا الموقف). وأصبح ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة بعد ثماني سنوات من حكم الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. ................ ماذا سيفعل ترامب في أول 100 يوم من الحكم؟ في خطاب مهم للغاية ألقاه في أكتوبر كشف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب والذي حصل على النسبة المطلوبة للفوز بالانتخابات 270 صوت عن خطته خلال أول 100 يوم في الحكم والتي وصفها بأنها عقد مع الأميركيين. الخطاب المهم ألقاه ترامب بولاية بنسلفانيا وتحديداً في غيتسبرغ التي شهدت خطاباً تاريخياً للزعيم الأميركي ابراهام لتكولن عام 1863 من أجل توحيد أميركا التي مزقتها الحرب الأهلية بين شمال وجنوب. وأخطر ما أعلنه ترامب في برنامج أول 100 يوم هو بدء تنفيذ برنامج ترحيل المهاجرين غير القانونيين المتورطين بجرائم وحظر دخول المهاجرين القادمين من مناطق إرهابية والذين لا يمكن التحقق من هوياتهم. وتعهد ببناء جدار على حدود أميركا جنوباً مع المكسيك ولكنه لم يعلن عن التفاصيل. وتوعد بالعمل على محو أخطاء الرئيس باراك أوباما ممثلاً في أوامره الإدارية وقراراته وأهمها إلغاء نظام التأمين الصحي الذي أقره أوباما وهو النظام الذي وصفه ترامب بالكارثة واستبداله بنظام آخر جديد. وحول إصلاح الإدارة الأميركية قال إنه سيتقدم بتعديل دستوري لتقييد عدد دورات انتخاب أعضاء الكونغرس الأميركي. وأكد أنه سيجمد التعيينات الجديدة في الوظائف الفيدرالية باستثناء بعض القطاعات الحيوية مثل الجيش وغيرها. وعن التجارة الحرة شدد على أنه سيعيد التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية مع كندا والمكسيك. وفي السياسة الخارجية قال ترامب إنه ربما لا يضمن تقديم الحماية الكاملة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حال تعرض إحداها لاعتداء. وهدد بسحب القوات الأميركية من أوروبا وآسيا إذا لم تدفع الدول المختلفة لواشنطن نفقات تلك الحماية. وحول قضايا البيئة والطاقة تعهد بإلغاء المساعدات المقدمة لبرنامج الأممالمتحدة الخاص بمكافحة التغير المناخي وتخصيصها لتطوير شبكات الخدمات في أميركا. وأيضا هدد ترامب في خطابه برفع قضايا ضد النساء الكاذبات على حد تعبيره اللاتي اتهمنه بالتحرش خلال حملة الانتخابات الأميركية. وانتقد في هذا الخطاب وسائل الإعلام الأميركية التي تحاول قمعه لصالح منافسته هيلاري كلينتون دون أن يكشف عن خطوات محددة للتعامل مع هذا الخلل. ....... ترامب: الرئيس الصدمة على وقع المفاجأة والصّدمة يشقّ الجمهوري دونالد ترامب خطواته بثبات إلى البيت الأبيض بعد فوزه المدوّي على غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية ولربّما شكّل الأمر مفاجأة لجمهوره قبل معارضيه. هو أحد أبناء أشهر أقطاب تجارة العقارات الأميركيين فريد ترامب ورغم أن والدته هاجرت إلى الولاياتالمتحدة في نهاية الثلاثينيات حاملة معها أصولها الأسكتلندية إلا أنه انتهج خلال عقود سياسة شديدة العداء للمهاجرين واللاجئين. درس ترامب الاقتصاد في كلية وارلتون بجامعة بنسلفانيا إحدى أرقى الجامعات الأميركية التي خرجت رجال أعمال معروفين. تزوج ترامب ثلاث مرات بدءاً بعارضة الأزياء التشيكية إيفانا تزيلينيكوفا ثم بالممثلة السينمائية مارلا مابليس عام 1993 قبل طلاقهما عام 1999. أما زوجته الثالثة التي أصبحت الآن السيّدة الأولى في أميركا فكانت عارضة الأزياء ميلانيا كونس ذات الأصول السلوفاكية والتي أنجب منها ولداً اسمه بارون ويليام. دخل ترامب تجارة العقارات بعدما اقترض مليون دولار من والده وبعدها دخل شريكاً في إدارة ثروات والده التي كان أغلبها عقارات ومشاريع بناء في نيويورك. بعدها أصبح مديراً عاماً للشركة التي أطلق عليها تسمية مؤسسة ترامب عام 1971 وتخصص في بناء ناطحات السحاب والبنايات الكبرى والفنادق الفخمة ونوادي القمار وأشهر منجزاته كانت ناطحة السحاب في منهاتن والمؤلفة من 68 طابقاً. عقب ذلك بدأ الملياردير الأميركي في بناء إمبراطورية جديدة في عالم برامج الترفيه التلفزيونية في الفترة ما بين 1996 و2015 ولعلّ أشهر البرامج الناجحة التي أنتجها هو برنامج أبرانتيس (المتدرب) على شبكة إن بي سي وبرنامج مسابقة ملكة جمال الكون ومسابقة ملكة جمال فتيات أميركا إضافة إلى ذلك فهو يمتلك سلسلة متاجر ترامب التي تبيع مختلف أنواع السلع وتقدر مجلة فوربس ثروته بنحو 4.5 مليارات دولار. بدأ حلم الوصول للبيت الأبيض يداعب ترامب منذ عام 1987 ودخل السباق الرئاسي لأول مرة عام 2000 مرشحاً عن حزب صغير وبعد عام 2008 أصبح ترامب أشهر المتحدثين في حركة بيرثر التي جادلت في ذلك الوقت حول مكان ولادة الرئيس السابق باراك أوباما وتساءلت ما إن كان أوباما ولد في الولاياتالمتحدة أم في الخارج. خطابات عدائية واعتمد ترامب في خطاب ترشحه الانتخابي على معاداة شديدة للنساء والمهاجرين والمسلمين إلا أن تصريحاته المثيرة للجدل حول هذه الفئات لم تفقده شعبيته بالكامل فكثيرون أيّدوه غاضّين الطّرف عن شخصيّته ناهيك عن أن موقفه المعارض للإجهاض أكسبه تأييد المحافظين التقليديين كما أكسبه تأييد حرية اقتناء الأسلحة دعمَ مصنّعي السّلاح ومريديه. إضافة إلى ذلك عمل ترامب على استقطاب الأوساط العمالية المهمشة من الأميركيين البيض وكذلك تحسين صورته أمام الأقلية الأفريقية محاولاً كسب مزيد من الأصوات التي رأى أنّها قد تعزز وضعه الانتخابي الذي تحسّن بعد الاستطلاع الذي نشر الثلاثاء الماضي وأظهر تقدّمه على كلينتون على المستوى الوطني لأول مرة منذ ماي الماضي. ............... فوز ترامب يعصف بأسواق المال ويهبط بالدولار والنفط تسببت نتائج الانتخابات الأميركية التي ستحمل المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في صفعة قوية هزت أسواق المال والأسهم العالمية حيث يشعر المستثمرون بعدم الثقة إزاء مستقبل سياسات التجارة والهجرة في الولاياتالمتحدة في جو من القلق الجيوسياسي على الصعيد الدولي. وهبطت التعاملات المستقبلية لمؤشر داو جونز 867 نقطة أي بنسبة 4.7 بينما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنسبة 5 أي الحد الأعلى المسموح بالهبوط به خلال يوم واحد مما يضع السوق الأميركية في مستوى الهبوط الأكبر منذ اوت 2011 عندما انخفضت بنسبة 5.5 عقب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. آسيا وفي اليابان هبط مؤشر نيكاي الرئيس بنسبة 6.1 وهو أكبر هبوط يسجله في عدة أعوام. كما هبطت أسواق آسيا الأخرى وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 3.6 ومؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية 3.4 . كما انخفض مؤشر شنغهاي بنسبة 1.3 وفقد مؤشر إس آند بي أي أس إكس في أستراليا 1.9 . وكرد فعل للأسواق على تعليقات ترامب حول علاقة المكسيك بالولاياتالمتحدة هبطت العملة المكسيكية البيسو بنسبة 11.5 إلى 20.73 للدولار. يذكر أن المستثمرين كانوا يعولون على فوز هيلاري كلينتون التي يرون فيها ضمانة للاستقرار مقابل المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تترتب على فوز ترامب. وقال محللون إن فوز ترامب سيلقي الاقتصاد المكسيكي في مرحلة من الركود فقد وعد خلال معركته الانتخابية بتقليص عدد المهاجرين إلى الولاياتالمتحدة وإعادة التفاوض حول معاهدة التجارة الحرة في أميركا الشمالية ورفض اتفاقية التجارة الخاصة بدول المحيط الهادي المعروفة باسم تي بي بي. وقال كبير محللي (سي أم أس ماركتس) في سيدني إن رد فعل الأسواق نتج عن القلق إزاء مستقبل التجارة العالمية وأثر ذلك على عمل الشركات الكبرى في العالم بينما رأى كبير محللي الأسواق في ثنك ماركتس أن الصدمة والخوف يعتريان الأسواق حاليا. أسواق العملات وشهدت أسواق العملات هبوطا سريعا للعملة الأميركية بلغت 3.5 مقابل الين الياباني حيث هبط الدولار إلى 101.26 ينا من 105.46 ينات كما ارتفع سعر صرف اليورو إلى 1.1293 دولار من 1.1020 دولار. وفي أسواق الذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن في وقت الأزمات فقد ارتفع سعر الأوقية بنسبة 4.7 إلى 1334.30 دولار. هبوط أسعار النفط ولم تنج أسواق النفط من الهبوط إذ فقد سعر برميل الخام الأميركي الخفيف 1.65 دولار أو 3.7 لينخفض إلى 43.33 دولارا في التعاملات الإلكترونية لنيويورك مركانتايل إكستشنج. كذلك فقد الخام الأوروبي برنت 1.35 دولار أي 2.9 إلى 44.69 . وقد ضاعفت خسائر النفط بيانات من معهد البترول الأميركي أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. فقد زادت المخزونات 4.4 ملايين برميل في أسبوع حتى الرابع من نوفمبر الحالي إلى 485.6 مليون بينما توقع المحللون ارتفاعها بنحو 1.3 مليون برميل.