تعتبر الألعاب الشعبية جزءًا مهما من تراث الشعوب، و هي مجموعة من الألعاب لطالما مارسنها في طفولتنا تلك المرحلة المتأصلة في كل واحد فينا، قد نتذكر بعض هذه الألعاب و قد يتعذر علينا تذكر البعض الآخر، قد يسهم بعضها في رسم ابتسامة على شفتيك و أكيد أن تذكرها يستحضر فيك روح الطفولة الخالدة. يمكن و صف الألعاب الشعبية بأنها ثقافة موروثة أبًا عن جد فهي تروي حضارات الأمم و ثقافتها و لها عدة مزايا و فوائد, قد تمارس بدافع المتعة و التسلية لكنها تهدف لتنمية القدرات الذهنية للأطفال و العمل على تقوية التفكير و الابتكار. تراث الجزائر يزخر بالعديد من هذه الألعاب الشعبية و هي تنقسم لعدة أقسام، من حيث الجنس فتجد هناك ألعاب ذكورية كلعبة الكريات و لعبة"الزربوط" و هناك ألعاب خاصة بالبنات كلعبة نط الحبل و "لاما غين" و أخرى مختلطة "غميضة" و غيرها, و هناك ألعاب تنقسم حسب الفصول فتجد لعبة "الزربوط" مربوطة بفصل الربيع و لعبة "بلونكتن" مرتبطة بفصل الشتاء أين تكون الأرض مبللة ليسهل إدخال قطعة الحديد فيها، و هناك العاب فرية و أخرى جماعية أو ثنائية ...الخ عير أن المؤسف في الأمر اندثار العديد من هذه الألعاب بفعل انتشار الألعاب العصرية الدخيلة التي صاحبة التطور التكنولوجي الحاصل، و التي تتميز باعتمادها على أجهزة و آلات فردية عكس الألعاب الشعبية التي كانت تعمل على ترسيخ روح الجماعة منذ الصغر و قد ساهمت تلك الألعاب الدخيلة أيضا بشكل مباشر في تعويد الأطفال على الخمول و الكسل و العنف هذا دون التطرق إلى المشاكل الصحية التي يعاني منها الطفل كضعف النظر جراء هذه الألعاب عكس الألعاب الشعبية التي تعتمد أساسًا على خفة الحركة و النشاط. إن المتعة التي تمنحها الألعاب الشعبية كبيرة و لا تضاهيها متعة ألعاب أخرى حتى و لو كانت من صنع شركات عالمية لهذا نتمنى بحنين جارف أن تعود هذه الألعاب إلى بيوتنا، لأنا أصوت الأطفال و هم يلعبون في الخارج أفضل بكثير من الأصوات التي تصدرها أصوات تلك الألعاب.